وقفة تائه تائه بقلم الكاتب: هارون قراوة
وقفة تائه تائه
راودني شوق دفين ، ووجع في الأحشاء مستكين ، فاسرجت – طرفي – وامتشقت حسامي
ملتحفا همس الصباح نحو زمن النور ، ومدن ترقص
في ساحاتها الأفاعي ، ويتأوه في ثناياها الناي
آهات بطعم الحنين……..
وتفقدت ساعة الوجع ، فوجدتها تشير الى ألف سنة
من وجيب لا يهدأ…..
حطت بي الأقدار على ربوة العرافة ، فخفق قلبي
واهتزت أركاني كطفل ينيم أعطي لعبة ، كسائر في الرمضاء داعبته نسمة….. كجائع أمدا وجد لقمة :
اقرئيني – سيدتي- اقرئيني فقد أوجعتني الحياة
وجارت علي الأقدار…… اقرئيني فقد زرعت ظلما
في الخراب ، وسافرت بلا بوصلة ابحث عن سراب….
أيتها العرافة الطيبة : أنا رنة هاربة من الجليد…. أرنب صغير هده العطش الشديد… أنا تائه جئتك من بلد بعيد…. فمتى – سيدتي – يحضنني النور ، ويضمني
الشفق… متى أمد يدي لأمسك بتلابيب الدفء وبعض الإطمئمان………
ضحكت العرافة وقالت :« لقد قرأت نفسك……. إليك عني أيها الرجل الغريب »
………………………………………………
بقلم الكاتب: هارون قراوة