وقفة وموقف بقلم: هارون قراوة
وقفة… وموقف. :
عند قاعدة منارة منسية ، وقفت ونسمة البحر
تداعب شعرها السائب ، وتعانق فيها الأصالة والعزة
وتقبل منها شفتي إباء وشمم…..
نظرت بعيدا جدا بعيني عقاب حلق عاليا ، ولوحت
بقبضة احتقنت عروقها نحو بحر هاجت أمواجة
: « أيها الأزرق الغامض… يا ملجأ القراصنة ، ووكر اللصوص…. يا مزبلة النفايات والجثث النتنة : أقف
أمامك – اليوم- شامخة ، وعبق التاريخ يزرع في أوصالي كبرياء : الكاهنة… وتينهينان… ونسومر
وأتحداك وفي شراييني تتدفق دماء : الجميلات…. والاخوات.
« أيها الظالم : لن ترى دموعي التي تحجرت في المآقي ، ولن تسمع آهاتي التي خنقتها في داخلي كبرياء وإباء.. ……ولكنني أدوس على شاطئك : جبلا
بركانيا أنفث على صفحتك حممي ولهيبي ، وابصق على وجهك زوابعي وأعاصيري….
ثكلتني… أيها القاتل!! ….سحقت كبدي ، ونتفت قوادمي ، ولكنك نسيت أنني من قوم يعيشون بلا أكباد ، ويحلقون بقوة الصبر والعناد.
سملت عيني وابتلعت نصفي… فامهلني…… امهلني حتى أرمم ذاتي ، وأخيط بالصبر جراحاتي وسأعود
…نعم سأعود ، وعهد علي أنني سأقطع أوصالك….. وبدوري : سأبتلعك!!!
قالت هذا وانكفأت عائدة….. وعلى يدها آثار دم من
شفتها السفلى.
Haroune.