وهذا عامٌ آخر يمرّ من أعمارنا//بقلم الدكتور عمار القحوي
وهذا عامٌ آخر يمرّ من أعمارنا، لا نحزن أو نأسَ على ما فاتنا أسىً يوقظُ الوهن في قلوبنا ويُقعدنا عن العمل والسعي، ويشل من قدرتنا ويثبت من عزائمنا ولكن لنعاود ولنتدبّر كيف حالنا مع العام الذي مضى؟ فإن كان خيرًا، وحققنا فيه جل ما أردنا جَهِدنا أن نُداومَ عليه ونُكثر من ذلك الخير، وتلمسنا الخير في مبتغاه وسعينا إلى الزيادة في خطاه وإن كان أكثره تقصيرًا.. اجتهدنا أن نجبُر ذلك بالإحسان وان نعوض التقصير بدل أن نعكف على التحسير فيما هو قادمٌ بعون الله وفضله.. آخذين بالرشد والموعظة مما سبق .
إن بقاء يوما واحد لنا يعني عمرا مديدا وأمل يجب ألا نفقده فخير الأمور في خواتمها ولعل ساعة تأتي بما لم يأتي دهر .
فيا أيُّها الحالم : إنْ كُنْتَ أصبتَ حلمك وحققت بعض أمانيك في الساعاتِ التي مَضَتْ؛ فاجتهد للساعات التي تتلو، وإنْ كُنتَ أخطأت، فكفِّر وامحُ ساعةً بساعة. أعد الحساب وجهز الزاد وأطلق العنان قبل أن تسقى حسافة الندمان . الزمن يمحو الزمن، والعمل يُغيِّر العمل، والغاية تأتي بالوسيلة وإن دقيقةٌ باقيةٌ في العمرِ لهي امتداد كبير لتعانق أحلامك فبين دقيقة وأخرى يغير الله من مجرى لمجرى.
أن نيلُ الاماني لا يؤُتى لجالس ، وإن مقاعد العلا محفوفة بالشوك وأن الرداء الذي خلف أحلامنا مر يعتصر ليسقينا حلاوة ما أردنا. إن جاهدنا الوصول ، وتجاوزنا الخطوب، وربطنا المسعى بالغاية القصوى
فكلما كانت الغاية أغلى كانت الوسيلة أعلى
فالسرعة على قدر الهدف فإلى طلب الرزق قال فامشوا ، والى الصلاة قال فاسعوا ،والى الجنة وسارعوا , واليه قال ففروا إلى الله.