و يبحث الإنسان // للكاتب وائل السعدني
و يبحث الإنسان في نفسه و حوله حول معنى وجوده و يحاول أن يفهم الوجود بطرق منطقية حتى يقف على سر هذا الوجود، يبحث في جسده و في هذه الأجهزة الدقيقة التي تعمل بلا كلل و لا ملل بطريقة لا يستطيع هو نفسه أن يتحكم فيها، يبحث بين الشجر و الحجر و السماء و الأرض و في الهواء و في أعماق البحار، بل إنه يحاول أن يسير بين الكواكب في الفضاء الا متناهي.
كل ذلك لا يشبع شغفه الداخلي لمعرفة السؤال الأول، لماذا؟ لماذا نحن؟
يخرج النظريات الفلسفية كل حسب اتجاهه، يبحث في كتابات الأقدمين عله يجد ما ينشد، و مازال يبحث.
لماذ؟
و بينما هو يسير بعقله و منطقه يصطدم بهذا التنظيم البديع الذي ليس فيه شائبة و ليس فيه أي خلل فيزيد السؤال السابق لسؤال تال، من؟
من هذا الذي أبدع كل هذا النظم الفريد؟ و لماذا؟
كل ذلك و هو يثري الحياة بكتاباته عما وجده و تحليلاته لهذا الاكتشاف و إذا به يزيد على ما سأل سؤال آخر، كيف؟
كيف الوصول إلى هذا الذي أبدع هذا الكون؟
هل هو إله الوثنيين؟ هل هو إله اليهود؟ هل هو اله النصارى؟ هل هو إله المسلمين؟
فينشغل عقله و قلبه باستكشاف هذا الإله مرة بالفلسفة و مرة بالمنطق و مرة بتحليل الكتب و الرسالات السماوية حتى يجد غايته.
هذا الإله لابد أن يكون مبدع و بديع و متفرد و ليس له شبيه و هو وحده المنظم لهذا الوجود بأسره و العالم بأسراره و كينونته.
الله هو لفظ محبب للقلب قريب من النفس ملاصق للروح، إله كل مخلوقاته تدل على وجوده، و كان لزاماً على الروح أن تهتدي إليه إذا كانت بعيدة عن الشوائب و العوالق التي تعلق بالقلب.
فلن يهتدي لله إلا ذو فطرة و عقل و قلب سليم، و ذو روح هائمة تبحث عن مسكنها في كنف صانعها.
وائل السعدني