و_ماذا_بعد_سيلا_2019 بقلم الاستاذ سعدون عبود
#و_ماذا_بعد_سيلا_2019
حقيقة هو سؤال وجيه جدا و جوهري و عميق – في ذات الوقت – و يحتاج منا لإجابات واضحة و دقيقة و صريحة ، بعيدا عن أي تسويق فولكلوري للحدث ، او أي تسويغ إعلامي مضخم للتظاهرة ، نعم هي فقط أيام قلائل فحسب و ينفض هذا العرس الثقافي و تعود مدينة قصر المعارض خاوية على عروشها تماما كما لو أنها جمعت كل تلك الحشود لتناول سندويتشات شوارما قرب تلك النافورة الدائرية الجميلة ..و ستشرع بعد أيام أيضا دور النشر على اختلاف أحجامها و جغرافيتها في جمع أدواتها و ما أثقل كاهل رفوفها من كتب و مخطوطات لتعود بها إلى مكتباتها الأصلية و بعضها بلا شك سيدخل غبار الأرشيف حتى يحين حج آخر في سنين قادمة ، و المؤكد أن جل أصحاب تلك الدور سيخرجون كشوفات المبيعات و المحصلات النقدية التي جمعوها طيلة تواجدهم بفعاليات هذا الحدث ..
و ستكون لعشاق السيلفي و الأضواء الوامضة و الكاميرات التلفزية الخاصة منها و العمومية و المهوسين بالنرجسية الأدبية او الفكرية في أوج سعادتهم و هم يجمعون تلك اللقطات و التصاوير مع شخصيات بارزة هنا و هناك و يجتهدون في تخزينها على أقراص صلبة لتحفظ للتاريخ الشخصي لهم استثمارا لفرص العمر التي لا تعود ..
فيما ستكون في أنسب الحالات أمزجة بعض الأدباء و الشعراء و الروائيين خاصة من خاضوا تجربة المشاركة في هذا الصالون الدولي للكتاب لأول مرة في مسارهم النشري و الإبداعي متباينة من مبدع إلى آخر تبعا لمراكزهم الثقافية و ملكاتهم الأدبية و الأكاديمية و غيرها مما يحمل لدى البعض في الغالب انطباعا جيدا لا سيما من زاوية الحضور و مقابلة الجمهور و الإحتكاك بمختلف الأسماء المشاركة و تجاذب أحاديث الهم الثقافي و الأدبي و غيرها مما يحرك الأقلام و يستجيش القرائح ..
إلا أن كل هذا الزخم الجماهيري و كل هذه البهرجة مهما صاحبها من غطاء إعلامي ، و مهما سُخر لها من قِبل الدولة من إمكانات مادية و لوجيستية و امنية و غيرها يبقى السؤال مهيمنا على العقل الواعي :
* ماذا يقدم للثقافة الوطنية بعد ذلك كل هذا الحدث ، و هل فعلا معرض الكتاب – و بصراحة – يجسد ثقافة شعب يقرأ ، و يؤمن بالكلمة و ما تنتجه العقول الصامتة ..؟
* و هل حقيقة أن معرض الكتاب هذا يعطي صورة تنمي فعلا عن صحوة مقروئية شبابية خاصة تعد صمام أمان لراهن الأمة و مستقبلها ..
* ثم ماذا قدمنا للأدب و الشعر و الفكر و المسرح و السينما و شتى الفنون الأخرى و غيرها من ملكات الجزائريين ..و هل معرض الكتاب فعلا يجسد ثقافة جزائرية لها صبغتها المميزة بين ثقافات الشعوب ..؟
* ام اننا من خلال هذا المعرض – مع ما فيه قيم غريزية لحب الكتاب – ما زلنا لم نحقق الهدف من إقامته و أننا لم نجسد في فلسفتنا بعد مخطط الإنطلاقة في حياتنا لنكون فاعلين حقا ، و أن الكتاب هو من يحركنا نحو إنتاج الحضارها ، و تبوأ سنامات المجد في مصاف الامم الراقية ..
#نعم يجب علينا جميعا سواء مشاركين او متابعين او مهتمين أن نسهم في إيجاد إجابات مقنعة عن هويتنا من خلال معرض الكتاب ، و هل فعلا سنصنع ادبا و فكرا جزائريا ذا قيمة في راهن الأمة و مأمولها في قادم الأيام ..
…… و الله المستعان …..
أخوكم /#سعدون_عبود
بلاعة يوم : 2019/11/05