إشراقات أدبيةالنثر

يا قديس زهر اللوز .. بقلم الكاتبة المتألقة سكينة الرفوع

في الذكرى 12 لوفاة شاعر الأمل
الذي يصادف اليوم 9 أغسطس 2008

“يا قديس زهر اللوز .. ”

يُولدُ فينا كطيفٍ هامسٍ عاشق للياسمينِ ،لزهرةِ بيلسان ، للأرض ، للفلاحِ ، للخنجرِ، والإصرارِ ، يسلّ رغيفَ الخبزِ والأثوابِ والدّفترِ من الصّخرِ .
هذا الذّي لم تُسعفه البلاغةُ ولا موسوعةُ الأزهار ِ، في وصفِ زهرِ اللوزِ وقدْ أزهرتْ كلماته اليانعةُ كجديلةٍ فتاةٍ جميلةٍ كانتْ تُسمى فلسطين صارت تسمى فلسطين ، كشجرةِ السّنديانِ نمتْ و ترعرتْ في أرضِ كنعان …وقد حملتْ في أحشائها العروبة على وهن، فلم تضعفها ضغائنُ الطّغاةِ ، تكافح بحجارة من نار ؛ لتنتصر لكرامتها فاستحقّتْ أن تكونَ سيدةَ الأرضِ أُمّ البداياتِ أُمّ النّهاياتِ ..
يتجدّدُ في أرواحنا عاشق الأرض كحبةِ القمحِ التي تموتُ لتخضرّ ثانيةً… ليحيا فينا هذا اللحنُ الغجريّ في موسيقى عربيّةٍ وقد أينعتْ رُؤاه في شتاءِ ريتا.
بعد أن اتسعتْ لغته مثل لؤلؤة كُلّما عسعسَ اللّيلُ أضاءتْ بالأملِ فكانَ كأثرِ الفراشةِ لا يزولُ .
يمضي لاعبُ النّردِ حديثه عابرون في كلام عابر وهو يصفُ كتاباتِ اسخيليوس ويصفُ أمهات يقفنَ على خيطِ ناي ، فيغني للجميلات ، والفقيرات ، والقريبات ، والبعيدات.
يا سيدي …. لا تعتذرْ عما فعلتْ،
فلك حكمةُ المحكومِ بالإعدامِ، وقد أنذرتتا ” ثقُوا بالماءِ يا سُكان أُغنيتي “.
تنهضُ من مديحِ الظّلٍ العالي ، تُحلّقُ في حقولك عصافير ٌبلا أجنحةٍ ، فلم تبتئس بعدما سقطَ الحصان عن القصيدة …لتغني للشتات، للغياب ، للألم في أغاني الربيع ، وقد هزمت الموت مرتين بل هزمت موت الفنون جميعها في بلاد الرافدين ، في مسلة المصريّ
في مقبرة الفراعنة، في نقوش الحجارة ، وأنت تنشد :
أريد أن أحيا….
في جدارية كعنقاء تحترق كي تولد مرة أخرى …
تمضي وأنت تدرب نفسك على الانشغال ” بحب الحياة ” وأنت تبتكر الياسمين ليغيب وجه الموت من كلماتنا…
واسمك ومن يخطىء في لفظ اسمك بخمسة أَحْرُفٍ أُفُقيّةِ التّكوين :
مجدا وعزا ….يا ميم المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ ما مضى.
حلق بنا …..في حاء الحديقةُ والحبيبةُ، حيرتانِ وحسرتان.
ميمُ المُغَامِرُ والمُعَدُّ المُسْتَعدُّ لموته الموعودُ منفيًّا، مريضَ المُشْتَهَى.
وارفق بنا ….في واو الوداعُ، الوردةُ الوسطَى، ولاءٌ للولادةِ أَينما وُجدَتْ، وَوَعْدُ الوالدين.
دُلّ على حزننا في …. دال الدّليلُ، الدّربُ، دمعةُ دارةٍ دَرَسَتْ، ودوريّ يُدَلِّلُني ويُدْميني.
أيها الأمل المتجدد في نفس كل حر عشق أرضه ، سنصير يوما ما نريد ، لا الرحلة ابتدأت ولا الدرب انتهى ..
أيها السماوي الطريد :
لماذا تركت الحصان وحيدا ، لحكايات لوركا وأنكيدو .
يا حوار الحالمين في أغاني الشتات ، كم أرهقك الغياب ، و كم أضنتك جدلية الموت وأنت تسل من عدمك وجودك ..صدحت ب” تنسى كأنك لم تكن ” ولكنتا عاندناك بكل حب .
رحلت يا قديس الحب وأنت تعرف أنه” ما الحبُّ إلّا الرحيلُ الطويلُ الطويلُ إلى الحبِّ، يا صاحبي،
ولا يستطيعُ الرحيلَ الطويلَ سوى عاشقٍ….”
يا نشيدنا الوطنيّ :
“ستبقى أسطورتك حية في قلوبنا ”
فأنت الغائب الذي لا يحضر ، وأنا المشتاق الذي لن ينسى ”

سكينة الرفوع

9 أغسطس2020

الأردن – البحرين

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى