القصة
يبدو ان احدهم نسى شيئا مهما ورحل بقلم: “مصطفى نمر”
يبدو ان احدهم نسى شيئا مهما ورحل
انتابني شعور بالجزع لما رأيت دموعها تسبقها في الرحيل وهو يشير الى النادل لطلب الحساب فى ذلك المقهى الهادئ الذى يقع في ارقى احياء القاهرة ..
ناوله النادل الفاتورة داخل الجراب الجلدي ، وضع بعض ورقات النقود لم يهتم بعدّها كأنه يتخلص منها ..واطفئ سيجارته ودهسها بانتقام في منفضة السجائر والقى الجراب وتركه وتركها ورحل رغم تمسك عيونها به بنظرات الخوف كمن سقطت عنه ورقة التوت الاخيرة ..لملمت اشيائها هي الاخرى ومن حركة يديها المتوترة ظهر امتلاء عينها بالدموع قامت منحنيه بعض الشيء ومشت بانكسار ناحية الباب تاركة منديلها على الطاولة .
دفعني الفضول لان اجلس مكانهم قبل ان يأتي النادل ويلملم اشلاء قصة حب اخرى ويرتب الطاولة، تحركت بسرعة وجلست مكانها ما يزال عبيرها يملأ المكان وعطره مختلط به ولاشك انها من اختارته .. على الطاولة بقايا كوبين من القهوة ناحيته وكوب عصير مثلج ناحيتها لم تمتد يدها اليه .. اشلاء مناديل مبلل بدموعها واخر متعرق من مسكة يدها اثناء محاولتها التشبث بالبقاء او الشعور بأخر لحظات الامان ، واعواد كبريت محترقة واعقاب سجائر شهدت نفثات النيران من داخله
تنهيدات الم وانين وجع .. شعرت بهم بوجيب قلبي من قال ان الماضي يرحل وينتهى بحاضر ..اغمضت عيني لأعود قبل دقيقتين لاقف بينهم اراقب عشقهم على مقصلة الواقع ..جنين حكايات الحب الذى ولد مشوه فيجب التخلص منه الذى لم ترحمه يديه وهى كانت اضعف من ان تحميه .. وجه الحياة الذى واجههم فقتلوا حبهم بقسوته وضعفها .. بهروبه وتشبثها بأهداب امل كاذب… لم تنفعهم اغانيهم المفضلة وساعات الليل والقمر والنجوم والنسيم والورود والهدايا .. مع اول عاصفة انزل شراعة وترك السفينة.. وهى استسلمت للبحر دون سترة نجاة ..تنسمت الحياة موت العشق فى معبد الموت .. فارس احلام لياليها اصبح كابوس نهارها.. سينام اليوم بعدما يضحى بستون سيجارة على الاقل ويحلم بها ستطارده الذكريات وسيجلده غياب صوتها ويعذبه هاتفه الصامت …
ستغلق هاتفها بخذلان الالم وتحلم بإجهاض حبه من قلبها…ستكون ليلة التضاد.. الحب والكره ،النوم واليقظة ،هدهده القلب وشقاه ..لا يهم من الجانى ومن المجنى عليه لا يدان الحب ويوضع في محكمة.. ستهدأ فورة المشاعر والمواقف وسيتمنى ان تعود وهى ستتمنى لو بقى..اقترب النادل ووهبني ابتسامة استئذان لينظف الطاولة ، فابتسمت وسكت..