الخواطر

يوميات عش …… بقلم الكاتبة :فتيحة برابح

أيها العصفور المغرد أراك زاهيا بعودتك ..تتراقص فرحا ..تشدو أجمل الألحان ، لكنك ما سألت عشك كيف كان بعد هجرك وماذا قال يوم طلبوا شهادة ميلادك ..ما سألته كيف عاش قرّ الشتاء وقصف الرعود..ما سألته عن وحشية الوحدة وعواصف الشقاء ..
كان كل يوم يتمزق ..يتألم كلما حامت أسراب الطيور من حوله ..يناجيها بصوت مبحوح أيتها الطيور هل رأيتم حبيبي ؟ هل سمعتم عن رحيله ؟ ارحموني ..أخبروني ..
في قلبي يمرح الخوف و الجوى وأنا ذابل على غصن عقيم يترقب
شراهة النار كلما اجتاحها الجوع ..
أيتها العصافير يؤلمني القول الناعم ..لقد طاب قمري من كثرة الدعاء ، وطاب معه كبدي المكتوي بوجع الانتظار في عتاب الزمان …مازلت أحاور حلمي وأراوغ غفوتي وقت السحر وقبيل الفجر وأمارس طقوس العاشقين واستحضرك مطيعا ،
لكني أصحو مدمرا لما أرى مكانك شاغرا ، ويخيم الصمت على وجهي طاردا تلك الأحلام البريئة ممزقا صباحي بالعناء ..
لقد تعبت كثيرا وشعرت في لحظة فتور أني عاشق غبي بنى عشه من خشاش أمنيات هشة على أغصان غضة ..
آه أيها العائد لا تتهم الزمن ، لا تكثر الشكوى ، دعني أفرح برائحتك و بشجو صوتك الحنون وبرقصات الطيور التي جاءت تهنؤني بروجوعك ..فأنا لم يعد يهمني إلا غوصك في عشقي والتحليق معا في أمان و سلام …

بقلم الكاتبة :فتيحة برابح ( عطر التراب)

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى