المقال
يوم عمل بقلم: “مصطفى نمر”
يوم عمل
يحب النوم في الظلام الدامس حيث لاينفذ الضوء ، يمسك بريشه أحلامه ويظل يعبث بها حتى يداهمه النعاس.
-صراع وحوش تجرى في كل مكان ..صور متداخلة.. السقوط ..الارتفاع مرة أخرى لون احمر قاني يغمر المكان.. عناكب تتسلق الأشجار منذ متى الحوت يطير؟!
– أتوبيس مندفع يقف أمام نمله عملاقة يفادى السائق أرجلها الستة بأعجوبة ، الأسد يلعب مع الأطفال ..
يخترق أذنيه صوت المنبه الرتيب بذات النغمة منذ عشر سنوات انه الملل بأبهى صوره وتعريفاته ، يفتح عينيه ببطء ليتبين ماحوله هاهي خيوط الضوء نجحت أخيرا في التسلل إلى غرفته موضحه الاتربه الهائمة في فضاء الغرفة بلا هدف.. مثل حياته .. سكت المنبه .. غفوة قليلة لا تضر..
– صوت المنبه مره أخرى …عليه أن يستيقظ الروح متثاقلة كأنها مكبلة فى جسد كسول لا تستطيع إعطاء الأوامر لإرسال الإشارات الكهربائية من المخ الى الجسد ليواجه العالم القمئ الذي يعيش فيه ، أوراق مكاتب ودفاتر وجو خانق و زملاء وسيارات والبشر كالأمواج مندفعة في الشوارع والشمس تلهبهم بسياطها ليس ودورات لا تنتهى لدوائر لا نهائية و الخ..الخ..الخ.
استجمع قواه وشحذ حواسه ليأخذ قراره المصيري لدخول الدوامة ومواجهه الكائنات الفضائية من البشر.
يؤمن في قراره نفسه بتناسخ بعض الأرواح الفضائية مع البشر وانه محاصر بهم وأنهم انسلوا من مجراتهم البعيدة واستوطنوا الأرض خلسة كتب هذا الكلام فى مذكراته التى اطلق كيف تربى كتكوت شرس ويداعب قطك الاليف!!
– قام متكاسلا لينفض عن عينيه وجسده غبار النوم او ماعلق به حتى انه لم يفكر في الأحلام ولم يشغل باله بها أصلا فاليوم يوجد المزيد منها ودخل إلى الحمام وترك الماء البارد ينساب على جسده لعله يغسل افكاره وروحه د ،اخذ المنشفة ومررها عليه دون اهتمام وترك بعض خيوط الماء تجرى علي جسده حتى تمتصها السجادة فى اخر رحلتها.
– ارتدى التي شريت الصيفي الرمادي الفاتح الذي اشتراه فى مناسبة سعيدة في الصيف المنقضي والبنطال الجينز الذي طالما أحبه وارتدى الحذاء ونزل السلم مسرعا ليلحق بالحافلة الخاصة بالعمل.
– الأفكار تبدأ فى مداعبته وتراوده نفضها بسرعة بهز رأسه ، ها هى الحافلة تقترب من بعيد وشبح ابتسامه بائسة مر على وجهه بسرعة واختفى .
وها هى الحافلة نهبت الطريق ووصل الى مقر العمل وهروبا من افكار الرفض وتقديم الاستقالة والرجوع من حيث اتى انطلق مسرعا ليمضى الوصول وتحرك بين اروقة مبنى المصلحة وتوقفت عقارب الساعة لثمان ساعات مكررة تمتص رحيق عمره سيقضيها بين جدران سجن مصالح وحاجات الناس وربما تموت العقارب ويموت معها.
تمت