يَتِمُّ مُبَكِّرٌ بقْلِمُ: “جَمَعَهُ عَبْدُ الْمُنَعَّمِ يُونِسَ”
يَتِمُّ مُبَكِّرٌ
…………..
أَتُذَكِّرُ مِنَ الطُّفُولَةِ
يَتِيمَ مُبَكِّرَ
وَكِتَابَ الْقِرَاءةِ مَفْتُوحٌ
يُعْلِنُ لِلْمَلأِ
أحْزَانٌ
وَدُموعٌ
فَوْقَ الطُّرْقَاتِ
أَمَامَ بَابِ الْمَدْرَسَةِ
وَسُؤَالَ غَرِيبَ عَنْ سَبَبِ الْغِيَابِ.
؟ لِقَدَّ أَصْبَحَتْ يَتِيمَا ً
الْآنَ.
! أَتُذَكِّرُ مِنَ الطُّفُولَةِ
حِكَايَاتٍ أَبِي
فَتَأْتِينِي الْأحْلَاَمُ نَشْوَةً
تَقَاسَمَنِي فِيهَا
سِتَّ الْحُسْنِ
تُعَانِقُنِي
تَطْرَحُ عَنِيُّ الْخَوْفِ وَالْأَوْهَامِ
مَنْ يُقَاسِمُنِي اِنْكِسَارِيٌّ
حِينَ أَعُودُ إلْي الْبَيْتِ
وَلَمْ أَجِدْهَا فِي اِنْتِظَارِيٍّ كَالْْعَادَةِ
أَرْتَمِي فِي حِضْنِهَا الدافىء
وَصَوْتَ هَمْسَاتِهَا
وَرَائِحَةَ الطَّعَامِ
وَالْخُبْزَ السَّاخِنَ
أَتُذَكِّرُ مِنَ الطُّفُولَةِ
الْعَابَ مَبْتُورَةً
وَكَثِيرَ مِنَ الْأحْزَانِ
وَأَبَى لَمْ يَعُدْ كَمَا كَانَ
وَلَمْ يَحْكِي أَبَدًا ً بَعْدَ غِيَابِكَ
حِكَايَاتِ الشَّاطِرِ حُسْنٌ
رَحَلَ أَيْضًا ً بَعْدَ رَحِيلِكَ
بِسنوَاتٍ
وَالْأَمْسِيَاتِ صَارَتْ حَزِينَةُ
مَنْ يُقَاسِمُنِي أَوْجَاعِيٌّ
عَنْدَمًا أَصَحْوٌ
صَبَاحًا ً
أَبَحْثٌ عَنْ أَشْيَائِيٍّ
مَنْ يُقَاسِمُنِي دُموعِيٌّ وَأَرَقِيٌّ
غَيْرَ الْوَسَادَةِ
وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى مَكَانَكَ الْفَارِغِ
رَحَلَتْ
مَنْ كَانَتْ تَأْخُذُنِي فِي أَحْضَانِهَا
تُهَدْهِدُنِي حَتَّى أَنَامٍ
أَتُذَكِّرُ مِنَ الطُّفُولَةِ
أحْلَاَمَ مَفْزَعَةٍ
وَإهْمَالٌ وَاِنْكِسَارٌ
لِقَدَّ مُسِنِّيُّ الضَّرِّ
كَثِيرَا
بَعْدَ رَحِيلِكَ
وَأَنَا أَنْتَظِرُكَ أَمَامَ الْبَابِ
كُلَّ مَسَاءَ
يَا وَجْهِ أُمِّيِّ
يَا كُلَّ الْحَيَاةِ
فَأَرْحَمُهُمَا يَا رُبَّ السُّمُوَّاتِ
فَهُمَا مَنْ مَنَحَانِي
الْحَيَاةَ
……………
يَقْلِمُ // جَمَعَهُ عَبْدُ الْمُنَعَّمِ يُونِسَ//
27 مَارِسَ 2005
مِصْرَ الْعَرَبِيِّ