يَقِينَا كُنْتُ أكَذَبٍّ بِقَلَمِ جَمَعَهُ عَبْدُ الْمُنَعَّمِ يُونِسَ
يَقِينَا كُنْتُ أكَذَبٍّ
حينما أَخَبَّرَتْكَ
بِغَيْرِ الْحَقِيقَةِ
يَقِينَا ً
كُنْتُ أخْبَىء مَشَاعِرِيَّ
أَفَرَاحَ قَلْبِيُّ الَّتِي تَدُقُّ أَبْوَابُ نَافِذَتِكَ
يَقِينَا كُنْتُ أَعَانِيٌّ
أَتَوَارَى خَلْفُ الْكَلِمَاتِ
تَسْتَنْطِقُنِي
خَلْفَ الْأُمْنِيَّاتِ الْبَعيدَةِ
وَأَنَا أَرَى أَوْرَاقَ
الْخَرِيفَ
تَتَسَاقَطُ
وَتَتَهَاوَى
أَنَظَرَ مَلِيَّا إلْي الْخَلْفِ
لِسنوَاتِ بَعيدَةِ
وَأَسْأَلُ.
؟ كَيْفَ..
عَشَتْ كُلُّ هَذَا الْعُمَرُ وَحَيْدَا ً
فَرِيدَا ً
سَجِينَا ً
خَلْفَ قُضْبَانِ الْأَوْهَامِ تَارَةً
وَالْأحْلَاَمَ تَارَةً أخُْرَى
وَمَرَّتْ سنوَاتُ الشَّبَابِ سَدًّا
أَكْثَرَ مَنْ ألْفِ اِمْرَأَةِ مُرْتُ بِأحْلَاَمِيٍّ
وَعَنْدَمًا يَصْفَعُنِي ضَوْءُ النَّهَارِ
كَانَتْ أحْلَاَمِيُّ تَتَوَرَّدُ عَلَى وَجْهِيٍّ
وَأَنَا أُعَبِّرُ الْأيَّامَ وَالسِّنَّيْنِ
وَالطُّرْقَاتِ
لَا أَرَى إِلَّا نِسَاءَ أحْلَاَمِي
عَشَتْ عُمُرَا مَدِيدَا
وَكَأَنِّيٍّ لَمْ أَعُشٌّ
يَوْمًا ً وَاحِدًا ً
يَقِينَا كُنْتُ مُخْطِئًا
عَنْدَمًا تَوَارَيْتُ فِي زَوَايَا الْأحْلَاَمِ
وَالذِّكْرَيَاتِ
حَتَّى ضَاعَ الْعُمَرُ هَبَاءً
وَعَيِّنَاي الَّتِي تَكَذُّبِ عَلَيْكَ الْآنَ
دَائِمًا مَا تَنَظُّرٍ
إلْي الطَّرِيقِ الْفَارِغِ
دَفَنَتْ رُوحِيٌّ
فَنَسِيَتْهَا عُقُودُهَا
أَسَمِعَ أنِينُهَا بِدَاخِلِيٍّ
يُعَذِّبُنِي
تَسْتَكِينُ قَلِيلَا ً حينما
أَرَى نَافِذَةَ الضَّوْءِ الَّتِي يَطُلْ
مِنْهَا وَجَّهَكَ
يُشِدْنِي الضَّوْءُ لِأَسْبَحَ قَلِيلَا
فِي بِحُرِّ عَيْنِيِّكَ
أَسَتَمُدُّ مِنْهُ جَزَّا
يَسِيرَا مِنَ الْعُمُرِ الْمَفْقُودِ
لَيْلَِي
كَانَ دَائِمَا بَارِدَا ً
فِي غُرْفَتِي
وَالْوَحْدَةَ تَخْنُقُنِي
وَلَا يُوقَفُ
سَرَيَانَ الْعُمَرِ
إِلَّا
أُنْثَى جَمِيلَةَ
تَسْتَكِينُ لَهَا الرَّوْحُ
وَتَهْفُو بَيْنَ يَدِيِّهَا
أَدَخْلَ إلْي
قَلَبَكَ الْآنَ
وَأَبْحَثُ عَنْ رَوْحِكَ الْمَدْفُونَةِ
وَأَتِرُكَ الشِّعْرَ
وَالْقَصَائِدَ قَلِيلَا ً
قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ رَوْحُكَ
بِدَاخِلِكَ
يَقِينَا كُنْتُ أكَذَبٍّ
حِينَ أَسَرَرْتُ لَكَ يَوْمَا ما
غَيْرَ الَّذِي أَشِعْرٌ بِهِ الْآن و نَدِمَتْ
………………….
10 مَايُوَ 2007مصر الْعَرَبِيَّةَ