♡♡جمعية المستقبل الثقافية♡♡ <<<العيد وأثره فى تماسك المجتمع>>>
♡♡♡جمعية المستقبل الثقافية♡♡♡
<<<العيد وأثره فى تماسك المجتمع>>>
الأعياد جمع عيد، وهو يوم الفرح والسرور والتواصل، يحتفل فيه الناس بذكرى كريمة أو مناسبة عظيمة، وسمى عيداً لأنه يعاود الناس ويرجع إليهم من حين لآخر. والأعياد ظاهرة اجتماعية عامة وقديمة قدم الإنسانية ذاتها، وهى تعتبر من العادات الجماعية، وتمثل مطلب فطرى تحتاج إليه النفوس لتستريح من عناء الحياة وكدها، كما أنها ضرورة اجتماعية لما تؤدى إليه من تعزيز وحدة المجتمع وتقوية الروابط بين أفراده.
الإنسان مدنى بطبعه واجتماعى بفطرته، ولذلك فالحاجة إلى الاتصال والتواصل مع الآخرين حاجة أساسية فطرية كالحاجة للطعام والشراب، وكما يؤكد علماء النفس والاجتماع، فإن إغلاق منافذ الاتصال مع الآخرين يؤدى بالفرد إلى معاناة نفسية بل وبدنية قاسية، يفقد معها غالباً مناعته النفسية والعقلية مما يقوده إلى الانهيار التام. فالفرد مهما كانت درجة انطوائيته، وعزوفه عن مخالطة البشر، لابد وأن يضيق بوحدته بعد فترة تطول أو تقصر، ويبحث لنفسه عن “آخر” يأتنس به ويتفاعل معه.
والمتأمل لتطور العلاقات الإنسانية فى المجتمعات الحديثة قد يلحظ أنها بحكم تعقد الحياة وزيادة التخصصات وتعمقها، فضلاً عن تطور التكنولوجيا الحديثة، سواء فى المبانى أو التنظيمات أو وسائل الاتصال، كل ذلك يدفع على مزيد من العزلة والتقوقع، حتى ارتفعت جدران نفسية سميكة حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، فكل مشغول بنفسه يلهث وراء مصالحه و أهدافه، لدرجة أصبح معها الحديث الشخصى الحميم فى العديد من الأسر المعاصرة ترفاً لا يستطيعونه!!.
من هنا، تبدو الأهمية القصوى للأعياد كمناسبات اجتماعية تعمل على لم شمل وتجميع ما فرقته الأيام، وشغلته الدنيا ومتاعبها، مما يعيد للنفوس توازنها، ويحقق للمجتمع استقراره وتماسكه. ولهذه الأهمية، ابتكر الناس العديد من الأعياد تحت العديد من المسميات وفى العديد من المناسبات دينية أو وطنية أو غير ذلك. ولا توجد أمة من الأمم تخلو من أعياد تحتفل بها، تعلن فيها فرحتها، وتحفزها إلى تنشيط ذاكرتها وترسيخ الثقة والاعتزاز بامجادها، وتقوى بها عزيمتها لمواصلة السير نحو خير الأمة وازدهارها. وهذه كلها أمور ايجابية تعبر عن حاجة الإنسان الفطرية إلى مثل هذه الأعياد لتحقيق التواصل بينه وبين غيره من أفراد المجتمع لتكون عوناً له على التزود بطاقة جديدة لاستئناف السير ومواصلة الكفاح.
ومن هنا وجدنا الإسلام يلبى هذه الرغبة الطبيعية لدى الإنسان فى التواصل مع الآخرين، ويتجاوب مع هذه الفطرة الإنسانية، فالإسلام دين الفطرة، وهو يعلى من شأن اجتماع المسلمين وتواصلهم فى الصلاة والحج، ويعمل على توطيد العلاقات الاجتماعية وزيادة التقارب والتعارف فيما بينهم، يقول عز وجل: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات: 13)، ومن أجل ذلك أيضاً رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما قدم إلى المدينة وجد لدى الانصار يومين يلعبون فيهما، فقال: (ما هذان اليومان؟ قالوا: يومان كنا نلعب فيهما فى الجاهلية، فقال: إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر) رواه أبو داوود فى سننه كتاب الصلاة.
كذلك حث الإسلام على الاحتفاء بأيام الأعياد ومشاركة الناس فى أفراحهم وبهجتهم، حتى تبدو للأعياد مكانتها المميزة عن سائر الأيام، ولهذا حرم الإسلام الصوم يوم العيد، لما يرافقه من تزاور وإكرام وإطعام، كما أن الإسلام يرغب ويرحب بكل مظهر يشيع السعادة والبهجة بين الناس، ويقوى معانى الألفة والمودة فيما بينهم، مثل تبادل الزيارات والتهانى والدعوات والمجاملات، وبذل الهدايا والأعطيات للصغار والضعفاء والمحرومين، ليشاركوا الناس فرحتهم بالعيد، وتنعمهم بالطيب من الطعام والشراب واللباس، وكل ذلك مما يقوى أواصر المحبة والترابط بين أفراد المجتمع.
ومن الأهمية بمكان ان يقوم الآباء والأمهات باصطحاب أبناءهم فى زيارة الأقرباء والجيران والأصدقاء للتعرف عليهم عن قرب، وتبادل الأحاديث وتقوية الروابط الرحمية والاجتماعية، وتعويد الأطفال على أصول مخالطة الناس، وآداب المجالس والحديث والزيارة، وإتاحة الفرصة لهم لاكتساب المزيد من المهارات المعرفية والسلوكية والاجتماعية.
وهكذا، فالأعياد ذات وظيفة هامة وضرورية، إذ تمثل فرصاً عظيمة لتوديع الهموم والأحزان، والترويح عن النفس المجهدة من مكابدة مشاق الحياة، ومناسبات جليلة تساعد على تقوية التراحم والتواصل الاجتماعى المادى والمعنوى، مما يزيد من تماسك المجتمع ويقوى بنيانه بقوة تماسك أفراده.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
♡عيدكم مبارك وكل عام وانتم بألف خير♡