《القراءةُ إكسيرُ الحياةِ 》بقلم الكاتبة: إسلام العيوطي ——————————————-
القراءة إكسير الحياة
——————————————-——————————
القراءة حقاً إكسير الحياة؛ وهى الترياق الشَّافي لكل ما ألم بنا من أسقام … نغذي بها أرواحنا الجاثية على ضفاف المعرفة ،،
لعلنا نلجأ إليها أحيانًا هروبًا من واقع مرير وماضِِ حزين ومستقبل لا نعرف له ملامح ، فرارًا من قسوة الحياة ونوازلها التى ألمت بنا وآلمتنا ،، نستطيع من خلالها الإبحار فى عوالم أخرى لم نرها ولكن القراءة تتيح لنا ذلك دون جواز سفر ،، فنجد أنفسنا نخرج من بوتقة الضيق إلى سعة الطريق
بل إن شئت قل إلى مساحات رحبة ربما أكثر إتساعًا من فضاء الكون لا منتهاه ، فتكمن المعرفة فى الاعتراف بالجهل والتواضع فى طلب العلم ،، كما قال المتنبي :-
ملأى السنابل تنحني بتواضع … والفارغات رؤوسهن شوامخ
ونحن أيضًا حين نقرأ نسافر عبر الزمن محلقين فى سماء المعرفة التي تجذبنا إليها ،، والتي تقبض وتسيطر على مكنونات قلوبنا وفكرنا برفق وود وتحنان أحيانًا وبألم ووجع مرير أحيانًا أخرى ،، فلا يسعنا إلا أن نسلم أنفسنا إليها طوعًا مستسلمين لها نلقي بأرواحنا على جيدها نعانقها ،، لتغدق علينا منحًا ربانية واحدة تلو الأخرى ،، فنلوز بثمرتها اليافعة اليانعة فتهمس إلينا بحديث شجي ماتع ،، وتربت على أكتافنا داعية إيانا لنغوص فى أعماق الماضي وننهل من الحاضر ونبحر فى المستقبل ،، لنصبح بحق مؤهلين لمسايرة ركب التقدم العلمي والمعرفي على حدِِ سواء ،، حتى نستطيع اللحاق بركب الحضارة والنهضة الحديثة ،، ولا ننسى أن القراءة أمر إلهي من الله فمع نزول الوحي كانت أول آية فى كتاب الله عزوجل فى محكم التنزيل أمراً من الله تعالى لنبيه محمد صل الله عليه وسلم بالقراءة حيث قال تعالى :-《اقرَأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ 》الآية رقم (1) سورة العلق ،، فكان النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام بحق معلم البشرية كلها الحق والخير حتى قيام الساعة ،،
فهى أمر رباني و رسالة سماوية من رب البرية ،، والتى أقف مشدوهة أمامها فمنذ أكثر من 1400 عام ونحن مأمورين بهذا الأمر والذى لو أتبعناه لأصبحنا نقود الأمم كما كان فى الماضي أسلافنا ،، لتتدفق لحظات لا تجرؤ الذاكرة على تجاوزها عندما نتذكر على سبيل المثال وليس الحصر 《 الفارابي وجابر ابن حيان وابن رشد والنفيس وابن بطوطة 》 وغيرهم الكثير والكثير من العلماء الأجلاء الذين أثروا الحياة الثقافية بعلومهم المختلفة على الرغم من أنهم كانوا لا يملكون معشار ما نملك من وسائل الإطلاع والمعرفة الآن لكنهم كان لديهم شغف للقراءة والبحث والمعرفة وهذا ما جعلهم يصلون لما وصلوا إليه من هذا الحصاد الحلو المذاق المليء بالخير للبشرية بأسرها ،، ليتنا نعاود القراءة حيث هالة من السحر تغلف من يقرأ وتجعله على دراية وعلم وسعة أفق لا يتسنى لغيره ما تسنى له من خلالها فالذى يقرأ يحيا ألف مرة والذى لا يقرأ يعيش مرة واحدة وثمة فرق كبير بين من يحيا ومن يعيش فالقراءة بحق إكسير الحياة .