إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق

عَصًا جَدِّي بِقَلَم: “جُمُعَة عَبْدِ الْمُنْعِمِ يُونُس”

عَصًا جَدِّي
. . . . . . . . . . . .
بَائِس أَنَا الْيَوْم . .
يَبْدُو أَنَّ . . .
صحتي لَيْسَتْ عَلَى ما يرام
لَا أَدْرِي . . .
مَاذَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ . . ؟
لَيْس أَمَامِي سِوَى طَرِيق وَاحِد . .
بَيْتِنَا الْقَدِيم
هُنَاك أَشْعَر بِالرَّاحَة
عَصًا جَدِّي مازالَت
مَكَانَهَا . . . .
مُعَلَّقَةً عَلَى الْجِدَارِ . .
الْوَاهِن . .
وَرَاءِ الْبَابِ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ . .
ظِلِّهَا دَائِمًا ً مُلَاصِق لَهَا
كَانَ الزَّمَانُ . . .
تَوَقَّف عِنْدَهَا . . . .
خَائِفٌ . . . .
أنْ يَقْتَرِبَ مِنْهَا
يَدُور حَوْلَهَا . . . .
يُتْرَك بَصَماتِه . . .
حَوْلَ كُلِّ الْمُقَرَّبِين مِنْهَا . . .
يَنْشُر الأَحْزَان . . .
بِكُلّ الْإِرْجَاء
لَمْ تَعُدْ هُنَاك افْرَاح
أَو ضحكات
أَطْفَال يَلْعَبُون . . .
بَعْدَمَا كَانَ عَامِرًا ً
أَزْمَانًا ً عَدِيدَة . . .
بالولائم والأفراح
والأتراح . . .
تَكَسَّرَ زُجاجُ النَّافِذَةِ الْعَتِيق . .
وتهاوى المِحْراث الْقَدِيم . .
يُحْمَل بَيْن أَضْلَاعُه عِرْقٌ السِّنِين
وَارِثٌ الطَّيِّبِين
خيمت أعشاش العناكب . .
عَلَى كُلِّ الْجُدْرَان . . . . . . . .
هَا أَنَا . . .
قَارَبَتْ أَنْ أُعَبِّر . . .
السِّتِّين . .
سأحتاج إلَيّ عَصًا جَدِّي
اتكئي عَلَيْهَا . . . . .
وَأَنَا أَنْتَظِرُ
الزَّمَان . .
لَقَد خذلني كَثِيرًا ً . .
كَمَا خَذَل الْجَمِيع قَبْلِي . .
سأنتظر . . . .
أمَامَ البَابِ
لَعَلَّه يَخَاف . . . .
مِن عَصًا جَدِّي
وَرُبَّمَا يَكُونُ قَدْ أَعَدَّ العٌدة
وَانْتَهَى مَنْ حَفَرَ . . . . .
حفرتي الْأَخِيرَة
الْآن . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
بِقَلَم / جُمُعَة عَبْدِ الْمُنْعِمِ يُونُس /
مِصْر الْعَرَبِيَّة الاحد4 أُكْتُوبَر 2020

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى