القصة

لن أسامحك بقلم: “رحيمة حزمون”

لن أسامحك

أنس فتى وسيم جاء للحياة ووجد نفسه في منزل

ليس بمنزله ووسط أشخاص ليسوا

بإخوته ويغمره دفء حنان أم ليست بأمه

لكن كانت دائما أما حنونا لهم وعندما يكونوا مع
الاطفال في الشوارع فهي

تخشى عليهم من نسمة الهواء و تسعى

لتربيتهم لأن يكونوا أشخاصا ذووا همة

ولهم دور عظيم في هذا المجتمع الذي لا يعترف

بهم لأنهم أطفال غير شرعيين ماذنبهم أن القدر

ظلمهم وحرمهم من أجل النعم أن تكون لهم أمهات

وآباء مثل غيرهم لكن ليس العيب فيهم العيب في

أبويهم الذين لم يتقيا الله عندما اقترفا الحرام

وحرمانهم من الاختلاط في هذا المجتمع

واحساسهم بأنهم بشر عادين

كبر انس وصار شابا وترك الملجاء بحثا عن أهله الحقيقين

وبالصدفة التقى بفتاة اسمها ياسمين من عائلة راقية وتعلق

بها قلبه لدرجة انه اصبح لا يستطع العيش دونها ودامت

هذه العلاقة لسنتين وقرر مواجهتها باصله في البداية كان

بنسبة لها أمر عادي لكن مع الوقت بدأت تكرهه ولا تطيقه

رأته ولما سألها عن السبب قالت له وبكل جرأة انا لا يشرفني

ان ارتبط بشاب ابن حرام أطرق راسه وقال حسبي الله

ونعم

الوكيل ثم رحل وتركها ومضت الأيام والسنين وأنس

لا يزال يبحث عن أهله إلى أن التقى بامرأة اسمها حليمة

وهناك حكى لها قصته فاشفقت عليه وقررت مساعدته

واستأجر منها بيتها القديم ريثما يجد بيت اخر لكن ابنها كان

يغير منه لدرجة لا يمكن تصورها مما جعله يتهم انس بالسرقة

ويبلغ عليه الشرطة ويسجن ظلم لستة أشهر وعند خروجه

راى ياسمين قد أصبحت مقعدة وعرف ان الله قد اخذ له بحقه

منها وشعرت بالذنب نحوه وارادت تصحيح خطاها واقتربت

منه طالبٓ منه السماح لكنه لم يستطع حتى ان ينظر إليها

ومضى وكأنه لم يراها وبعد اسبوع جاءته برقية غريبة

ولما فتحها تفاجأٓ بما فيها وراح يقلب ماوجده في الرسالة

وكم تعب في الوصول وبفضل الله وصل وطرق الباب

فتحت له بنت يقال لها عتاب واستقبلته وقدمت له الشاي

وراحت تنادي على والدتها وعند مجيئها أخبرته أن والدتها…

تطلب منه ان يصعد عندها للغرفة تريده في أمر هام وحين

لبى النداء أخبرته بالحقيقة وراح يجهش بالبكاء ويلومها لمٓ

أقدمت على هذا الفعل الحرام قالت له والخجل يمزق وجهها

كنت صغيرة والشيطان لعب بعقلي واهلي دوما مشغولون

عني ولا يسألون عني دوما وحيدة وما ارغمني على هذا

الفعل هو ابن الجيران كان قد وعدني بزواج في الوقت

الحالي وحين رفضوا اهلي قام بخطفي والاختلاء بي

وبعدما اكتشف اني حامل طلبت منه أن يتزوجني رفض

وادعى ان ليس له يد في هذا الفعل ولم يستطع انس اكمال

سماع القصة وخرج مسرعا وفي الطريق صدمته سيارة

ولفظ أنفاسه وهو يقول أماه انت السبب في تحطيم حياتي

لن اسامحك ثم رحل وتركها في تحسر عليه وندم شديد

وبكاء طويل حتى فقدت بصرها وبعدها عرفت ان ما فعلته

شيء لا يغتفر الا بتوبة من القلب وعدم الرجوع وندمت

وقررت التوبة وبنت مسجدا للمصلين وعاشت ما تبقى من

حياتها في طاعة الله إلى أن رحلت عند ربها بصفحة

بيضاء وصارت قصتها على اللسن.. الكثير وأما بشأن الشاب

الذي اتهم انس بالسرقة قد اعترف انه الفاعل

ودفع ثمن غلطته

رحيمة حزمون / الجزائر

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى