القصة

ليست كل الانتصارات مفرحة بقلم: “هبة كساب”

ليست كل الانتصارات مفرحة.
كانت تعيش حباً أسطوريا، لم يدخل الشك قلبها يوما بصدقه، سلمت له حياتها وهي مغمضة العيون، ظنت أن نجاحها سيكون سبب سعده، وأن وليدها سيكون حلمه، رأت حلمه يكبر بين أحشائها ولم تكن ترى قذارته التى تتعاظم أمامها، ظنت اهتمامه حباً صادقا، لم تخل يوماً أنه عاشق لجسد لم يكن له ملكاً، وبعدما أصبح في متناول يديه متى أراد ضاق به ذرعاً، وبات يبحث عن جسد آخر يكون له أكثر جذباً، هي سيدة الأدلة لم تر كل ما يجرى أمامها فهي بالحب معمية وبالوفاء موهومة، عند اقتراب تحول حلمها لحقيقة أجهض الحلم وتحول لكابوس وترك داخل روحها صدعاً كبيراٍ، كانت هذه نقطة التحول في حياة حنين.
حنين: حبيبي سننجب طفلا آخر.

الزوج.: ماعدتِ للانجاب تنفعين.

حنين صرخت باكية: ماذا تقول؟

الزوج: هذا ماضيكِ اللعين طاردنا وسلب فرحتنا نصحتك من قبل ولم تعيرني سمعك، واليوم أنتِ من النادمين.

انهارت حنين وفقدت توازنها ولم تجد لجرحها حلاً سوى انكار الحاضر فذكرياتها لم تعد بحاجة للتخزين، أصيبت بفقدان ذاكرة تستيقظ ولاتعلم ماحدث في اليوم الذي سبقه، استغل ذلك الزوج اللعين، فأوهمها بأنها باتت من الفاشلين، ويريد عنها انفصالاً.
توسلت له وطلبت منه فرصة لتعيد ترتيب ما تبعثر، هذا الذئب كان قد نصب شباكه حول آخرى ليفترسها ثم يلقى بجسدها بعد أن يسلبها روحها مثلما فعل بحنين.
حاولت حنين بعد الانفصال أن تفتح أبواباً جديدةً لحياتها، بعد أن أوهمها ذلك الوحش أنها قامت بأذيته وبسببها خسر عمله، ولكن كان للقدر رأي آخر كتب لها أن تجرد ذلك اللعين من قناعه، علمت حنين بما فعله زوجها بعد سلسلة من الصدف التى وضعت أمامها، انهار صرح الحب الذي ظنت أنها قد بنته وتربعت في عليائه، علمت أنها لم تؤذي زوجها ولو بشق تمرة، ولكن ما الفائدة اكتشفت أن كل ما عاشته كان وهم فقدت ايمانها بالحب وتيقنت أن الاخلاص كذبة والسعادة هو انعكاس مضلل للحزن .

هبة كساب

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى