إشراقات أدبيةالنثر

بين الضلالة والهدى…… بقلم هبة كساب

بين الضلالة والهدى..

 

“لاتهدي من أحببت إن الله يهدى من يشاء”

نحن نسير على خط متوازٍ مع الاستقامة لانتطابق معه مهما اجتهدنا إلا لو أراد الله لنا ذلك، لو تعالت حولنا كل الأصوات وإلتف الجميع حولنا بغية النصح والإرشاد لن نبلغ الرشاد إلا بعد أن يأذن لنا رب العباد.

كان طيب القلب، خدوما ما استجاره أحد إلا هرع لنجدته، مواظباً على الصلاة، صائماً لرمضان،باراً بوالديه، واصلاً لرحمه، ولكنه كان ضعيفا أمام معشر النساء، من السهل أن تفتنه أي أنثى وتسيطر عليه، كلما اهتز أمامه الجسد غاب العقل، وبدأ يخطط كيف يوقعها بشباكه، ويحقق رغبته، كانت نقطة ضعفه ولم يجد لها يوماً حلاً، لم يكن يسمع حديث أحد من الناصحين،في يوم من الأيام وبعد ممارسة الرذيلة مع إحدى عشيقاته، كان نائما فاستيقظ والعرق لجسده غازيا، ودقات قلبه تقرع الطبول متسارعة خوفاً مما رأى، لقد وجد أجداده ملتفين حوله يتناوبون عليه جلداً، يصرخون في وجهه قائلين له متى ستعتدل فالزمن بك يمر وأنت لازلت قابعاً في منحدر، بكى واستغفر ربه توضأ وخر راكعاً، أمسك هاتفه حذف أرقام صديقاته، حذف البرامج، وكل المواقع الاباحية، وقرر أن يجعل حياته السابقة طياً منسياً، بدأ مرحلة جديدة في حياته يجاهد نفسه كي يستمر في الاستقامة.

بعد فترة وجيزة أرسل لإحدى صديقاته وأخبرها عما حدث معه، طلب منها أن تسامحه فهو في الماضى لم ير منها سوى خيراً.

ردت عليه والابتسامة تعلو شفاهها: فليشهد الله أنني عنك صافح، وأن الحمد لله الذي هداك النجدين، وبلغك طريق الرشاد، قبل أن توارى الثرى، اللهم أبلغنا من الرشاد ما أبلغته.

قال لها: أنا لك شاكراً على كل ما قدمته لي من النصح والحرص على نفسي، هذا فراق بيني وبينك، وإني ليعز عليّ فراقك فما رأيت منك شراً قط، ولكن هذا أمر ربي وإنا له من التابعين.

انتهى الحديث بينهم ولم ينته بينها وبين نفسها، بكت وقالت هذا فلان ياربي كان لك عبداً عاصياً فأهديته اللهم بلغني مبلغه، اهدني واصلح لي الحال.

بيننا وبين الهداية خيط رفيع فلا تقنط فما هناك شيئا على الله بعسير

 

هبة كساب

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى