سلسلة حوار مع الكاتبة الموهوبة حوريةميلك
جولتنا اليوم مع كاتبة تحدت الغربة و البعد عن الوطن في ترسيخ نبرة حرفها و موهبتها في قلب كل قارئ ، امرأة لم تتخلى عن موهبتها، و لم تترك حبر قلمها يجف بل أصرت أن لا تتخلى عنه سقته و دعمته ، جعلت من حرفها نبرة ، أعجبني نبضها فأردت أن أتعرف عليها أكثر فأكثر و أن أعرفكم عن نبرة حرف و نكون أكثر قربا منها .
لذلك سأخذكم في جولة مع نبرة حرف الكاتبة حورية ميلك
#الحوار
صحيفة نحو الشروق : كيف تعرفين نفسك للقراء؟
بسم الله والصلاة والسلام على خير الأنام
حورية ميلك – بنت البادية والريف – ولاية خنشلة – الجزائر الحبيبة … مقيمة – بباريس – فرنسا
متحصلة على شهادة جامعية تطبيقية _قانون أعمال _
مُدرِّسة لمحو الأمية بمدرسة ابتدائية – كاتبة ادارية في مدارس ابتدائية – منظمة نشاطات ثقافية مدرسية
صحيفة نحو الشروق : كيف كانت بداياتك ؟
موهبة الكتابة والتعبير والرسم تولد مع الشخص تُزهر إِن اهتم وسقاها وتموت إن أهملها، بدأت الكتابة وأنا في الابتدائي أين تعلمت النطق أول مرة باللغة العربية والكتابة بها، كنت أحب جدا مادة المحادثة والتعبير والمطالعة فبدأت بكتابة خواطر بسيطة مع أحلام الصبى وقصص أطفال كنت اصنعها بأناملي الصغيرة وأدواتي البسيطة ورقة للكتابة وورقة للرسم أكتب وأرسم الحمد لله على هذه النعمة.
صحيفة نحو الشروق : و كيف تم دخولك لمجال الكتابة؟
بداياتي كانت مبكرة جدا،أول قصة كانت بعنوان (الحمار الأنيق)،في عمر الحادية عشر سنة وبعدها (المرأة الطماعة والدجاجة) (السيد سعيد والسيد تعيس)،وفي المتوسط تغيرت الأحلام وبدأت تكبر فكتبت عن الأمير والأميرة ورسائل الأحبة.
في الثانوي خواطر متفرقة ورسائل ثم توقفت لمدة ما
و حين ولجت باب العمل في المدرسة.
كتبت أول مسرحية عام 1995 بعنوان (الثورة الجزائرية) قمت بتدريب التلاميذ وإخراجها وكانت مؤثرة جدا رغم بساطتها ونالت المركز الثالث على مستوى الولاية والأولى على مستوى المدارس لمدينة خنشلة.
وفي الجامعة كراستي أسلمها لأستاذي في الأدب العربي حتى يصحح لي أخطائي ويرشدني وكان كريما في ذلك جزاه الله خير الجزاء ثم توقفت لسنوات عن الكتابة فأنا مزاجية في الكتابة.
وبعد دخولي الفضاء الأزرق عام 2012 بدأ التطور والحماس للكتابة فتنوعت بين الخواطر والقصص القصيرة وبعض نصوص الشعر الحديث.
صحيفة نحو الشروق : ماهي أهم أعمالك الأدبية؟
ليس لي دواوين خاصة بي أو كتب فما أكتبه أعتبره خاصتي ولا يهمني انتشاره أو توزيعه كما أنني أرى ما أكتبه ليس بالمستوى اللازم حتى يظهر للعالم في كتب 📚 أو دواوين لكن لي ديوان اليكتروني كهدية وتكريم لي من منتدى همس مصر للمواهب بعنوان (حنين وجراح وطن) يحتوي على ثمانية وعشرون نص شاركت كذلك في دواوين مشتركة.
– ديوان (الألف شاعر) مصر
-ديوان همس مصر للأدب والشعر (ضفاف المشاعر) الاصدار الثامن
– ديوان خاص بمنتدى مشاعر الاحتواء – لدار مشاعر الاحتواء للنشر والتوزيع لكن لا ادري ان طبع فعلا ام الغي
كذلك شاركت في كتاب مجمع للقصص القصيرة
(السراب الصادق ) لدار النوارس للدعاية و النشر -مصر العربية
– ديوان مشترك – لمؤسسة الوجدان الثقافية – تونس-
-إلقاء بعض القصائد بالعامية المصرية وكذلك العربية الفصحى لبعض الشعراء عبر أثير (اذاعة همس مصر)
كما نشرت لي بعض الجرائد بعض النصوص
كجريدة (الوجدان الثقافية ) التونسية
ومؤخرا مجلة الفراشة الأدبية – الجزائر-
وعدة مجلات أدبية إلكترونية من البلدان العربية
صحيفة نحو الشروق : هل شاركت في معارض للكتب دولية آو وطنية؟
وصلت لي دعوات من مهرجانات ثقافية أدبية كلها من مصر لكن لم يتسنى لي الحضور لظروف خاصة
لكن معارض لا لأني أصلا لا أملك المادة التي أشترك بها لكن كنت أزور معارض للكتاب في مدينتي واقتني بعض الكتب إن تسن لي ذلك وكذلك في الجامعة
صحيفة نحو الشروق : إن كان نعم ممكن تحدثنا عن تجربتك و تأثيرها على مسارك الأدبي ؟
ربما لم أحضر شخصيا لكن أتابع واستمتع وأستفيد من خلال البث المباشر أو اليوتيوب فكل شيء موثق الآن تحضر وأنت غائب
صحيفة نحو الشروق : ماهو الحافز أو الداعم لك في مسيرتك الأدبية ؟
الحافز الأكثر هي المشاعر الصادقة العميقة (خاصة الحزينة) التي تلامس القلوب رغم بساطة الكلمات ثم البعد عن الوطن والأهل
ومايحدث في الوطن العربي والاسلامي
وساعدتني المسابقات التي تنشر في منتديات الفضاء الأزرق وقبلا ساعدتني كثيرا المكتبة العامة لمدينة خنشلة كنت أمكث فيها كثيرا وأستعير منها الكتب،والآن الحمد لله في بيتي مكتبة خاصة غنية كتب اسلامية وبعض من القصص والرويات،وكذلك الانترنات وفرت لنا كتب وروايات وقصص ودواوين نستطيع قراءتها دون عناء
صحيفة نحو الشروق : ممكن تحدثنا عن احدى كتاباتك و أن تنير القراء بمقطع منها تحفيزا لهم
معظم كتاباتي عن الوطن عن الأم لأني أشعر الصدق في كل حرف أكتبه لهما وهذا نص بعنوان (دِفْءُ راحَتَيْــكَ)
بَعيــدًا عَنــكَ أنَا كَسيــرةَ الجَنـَـاح
يَتَمَوَّجـُـني الألـَـم تَلُفُّنــي الرِّيَّــاح
يَكْسـُـوني بـُـــرْدُ الظـَّـلام
بِرعْشَــةِ بـــَـردِ الصَّبــاح
تَرْسُمُــني تَجاعِيــد الزَّمــن
تُلْبِســني مِــنَ الظُّلــمِ وِشـَــاح
بَعيــدًا عَنـْـكَ أجِــدُني غَرِيبـــةً
كَطَيــرٍ كَثيــرَ الصــِّيَّاح
وَحيــنَ أعـُـودُ إلَيْــكَ ياوطَــنِي
يَرقُــصُ قَلْــبي وَروحِـي تَــرْتاح
يـَـداكَ الطَّاهِرَتَـــان
تُضَمِّــدان مـَا بـِـي مـِنْ جـِـراح
اغْــفُ فِيـكَ طِفْــلاً حَالِـمًا .. بَريـئًا
تُوقِظُــهُ رَائِحَــةُ الأَفْــرَاح
ضُمَّـني أكْثَــرْ بِــدِفْءِ راحَتَيـْـكَ
أخْبِرْنــِي اِذْ غَادَرتـْـكَ الأقْـراح
وأنـِّي مَازِلـــتُ عـَلىَ قَيـْدِ الحَــيْاة
أرْتَشـِفُ مِـنْ طُهْـرِكَ كـُؤوسَ الـرَّاح
أرْتـَـوِي مــنْ أرْضِـكَ الخَضْـرَاء
أنَــامُ فـِـي ســَمَاءِكَ حتَّى الصَّبَاح
أشتـَـمُّ فِيــكَ رائِحَــةَ الحُــرِّيَّة
أتَعَطَّــرُ بِهَمـْـسِ وَالـِـدِيَّا الفَـوَّاح
اسْتَحِــمُّ بالاشـْـواقِ يَاوَطَـنِي.. فَضُمَّـني
حَـتَّى تَخْتَلِـفَ أضْلُـع.
أضْلُـعِي وهَـمِّي يَـنــْزَاح
وتَتَمـَزَّقُ أسْمَــالُ الأحْــزَان يَاوَطَـني
وَيَنْشَــقُّ الصَّـدْرُ باِنْشِـرَاح
أمــَامَ بَابـِكَ أصَلِّي.. أسْجُــدُ لِلّهِ بـَاكِيَّـة
أنَّـي بِخَيْـرٍ وأنـكَ بِخَيْـر يَعْلـوكَ النَّجَاح
وَأنَّــهُ فـِـي عُيـُـونِكَ يَاوَطَــنِي
يُــنَـوِّرُ البَـــدْرُ ويَلـُـوحُ نَجْــمُ الصَّــبَاح
حــورية ميــلك (الجزائر 🇩🇿 )
صحيفة نحو الشروق : ما رأيك في الكتاب والأدبين في هذا الوقت و كثرة التوجه نحو الكتابة؟
الكتابة أصبحت هي أكسجين الحياة للكثرين سواء الكتاب والأدباء المحترفين أو الهوات مثلي وخاصة أن الفضاء الأزرق كان المشجع الأكثر تأثيرا لأن كل العالم يلتقي والكل يعبر ويتعلم وتقام مهرجانات مصغرة لكل منتدى أدبي تقريبا حيث يلتقي عشاق الحرف من كل البلدان ويكرمون وهذا يحفز أكثر على الابداع بغض النظر عن بعض محترفي السرقات الأدبية.
ومحبي الشهرة والظهور
صحيفة نحو الشروق:أتعتقدين أن الكتابة و خاصة باللغة العربية أخذت مكانها وحقها من حيث الروايات و الكتب و القصص في هذا الوقت أم هُمشت؟
صحيح أن الكتابة باللغة العربية انتشرت أكثر مما عليه فيما يخص الرويات والكتب والقصص والدواوين لكن في رأيي لم تأخذ حقها بعد كما أن اللغة العربية الحديثة لا ادري هل أنا على صواب إذا قلت شاخ جمالها أقصد أن ماهو منتشر هي أبسط العبارات حيث لا نقرأ في الكتب الحديثة والروايات والقصص اللغة البليغة الراقية اللذيذة إن صح التعبير المشبعة بروح اللغة العربية قديما التي تأسر القارئ بجمالها وتروي عطشه والروح لها تنتشي ولا انكر أنني من بين هؤولاء المبسطة لغتهم التي اصبحت كاللبن المخفف بالماء كذلك انتشار اللغة العامية بشكل رهيب
صحيفة نحو الشروق :ممكن إن سمحت بعض من أعمالك ليتعرف عليك القارئ أكثر.
نص بعنوان
(أمي )
يا أمي ….
أدرك جيدا أنّ قلمي
لا يحتمل اِتّكاءة متلاحقة
قد يجف فيها …
قبل أن يُحبر مشاعري
ليحيى من جديد
يا أمي …
كل الأوراق لا تستطيع اِحتمال
ما ينسكب من روحي
فيض حبٍّ بل عشقي
لكلمة أمي فقط
مابالك لِمَا أُكنه لكِ
من نبضات
وما يحمله قلبي الصغير
كيف لدفاتري أن تحتمل
الوانَ عاطفتي
المختلفة
المتدفقة
أمي …
راقية الحسان أنتِ
تسرين في دمي
أسمع دقات قلبكِ
رغم المسافاتِ
حيرة انتابتني منذ زمن …!!!
لما سلكتِ الدرب… ؟
مفعمة بالأمل رغم الوجع
ها أنا اليوم
تعلمتُ منكِ الأمل
عرفتُ معنى جمع حبات المطر
معنى عد النجوم
ورفع يديكِ
للسماء حين الخطر
عرفت معنى السجود
ولله الشكر
يا أمي …
قلمي جامد لايدرك مشاعري
وانا احساسي متدفق نحوك
كالسيلِ
حين يلتقي الجماد والتدفق
يدفع يدي للارتعاش …
اجلالا لكِ يا أمي ….
خوفا أن لا تمنحيها
مكانا في ذاكرتك الزكية
أمي …
قررت أن أكتب لكِ
وأعرفُ أني مقصرة
كتاباتي تخجل من روعتكِ
تنحني أمام ذاتكِ الملائكية
تجهش بكاءً لروحكِ النقية
حروفي المرتعشة
تطلب الصفح
من عمرك النازف بالحب
والعطاء
يا أمي الرائعة
اني اشتاقكِ كل يوم أكثر
أحن لحضنكِ
حين يُدركني الظلام
أرى اَطيافَ الخوفِ
ما لا تطيقه روحي
تجتاحني عاصفة البكاء
قد أفقدكِ يوما
إن كنتِ راحلة
او كنتُ الراحلة
سأفتقدك حتماً
في بعدكِ غربةٌ طَعمها مرٌّ
واِن تنفستُ…
الهواء الذي تتنفسين
أمي..
يا قطعةً من روحي
بل كل روحي
يتجلى لي وجهك
ينير ظلمة المكانِ
أمي …
يانبض الروح
يا احن قلب
يا أشراقة الصباح
وترتيلة الفجر
يا تسبيحة آخر الليل
يا رونق الدنيا
وجنة اتنفسها من الأعماق
كل صباح
حوريةميلك
لا أريد أن اطيل عليكم كثيراة
هذا نص قصة قصيرة جدا
بعنوان (لا غفران )
لم تترك له أي حيلة، رجاءً لست أنا قد شُبِّه بي ..
ومضت دون عودة ، فاكتفى وانتهى بالبكاء ومضى مستسلماً، وأستمرت الحياة .
حــورية ميــلك
صحيفة نحو الشروق :ماهي الصعوبات التي واجهتك ككاتب و كيف تصديت لها؟
الصعبات التي واجهتني هههههههه هي عدم المواظبة على القراءة والكتابة حتى أصل إلى ما أصبو إليه من مستوى لإنتاج ما يفيد المجتمع وأمتع القارئ وتصل رسالتي إلى أبعد الحدود وكذلك الحياة الأسرية التي تستهلك معظم الوقت،التصدي أكيد هي القراءة أكثر وأكثر وتنظيم الوقت والكتاب الوحيد الذي لا يفارقني أبدا هو القرآن الكريم الحمد لله على هذه النعمة.
صحيفة نحو الشروق : ماهي العبارة و الحكمة التي تستندينا عليها في حياتك و مسيرتك
العبارة بكل بساطة هي
“إن أردت شيأ بالعمل والإرادة تصل مهما طال الزمن” إن شاء الله طبعا
صحيفة نحو الشروق : ممكن كلمة اخيرة للقارئ
أولا كل الشكر لكِ أختي الغالية – أمنة بن قريشي –
على المجال الذي فتحتيه لنا وأشكرك وبشدة على ما تقومين به في سبيل ترقية الإبداع ودعم المبدعين ومحبي الحرف الجميل واللغة العربية الجميلة الغنية
واشكر القراء الكرام على المتابعة واشكر كل محبي الأدب والأدب العربي بالأخص
آتمنى أن أكون خفيفة الظل عليكم ولم أثقل عليكم كثيرا دمتم بخير
صحيفة نحو الشروق: أسرني الحوار معك و التعرف على شخصك الكريم ، و إيثارك و تواضعك متمنية مستقبلا أدبيا زاهرا يشع فيه حرفك.، شكرا جزيلا ..