المقال

رفقا بمن أنهكهم القدر بقلم: “إسلام العيوطي”

《رفقا بمن أنهكهم القدر 》بقلم الكاتبة / إسلام العيوطي

أسوأ ما قد يصيب الإنسان فى هذه الحياة هو فقدان الشغف ، أن يفقد شهيته لكل شيء وأي شيء ولا يبالي ولا يعبأ بشيء من مجريات الحياة من حوله ،
فيفقد شهيته في القول ، في العمل ، في الضحك ، في إظهار ردّات الفعل ، ويفضل الوحدة عن الاختلاط لأنه لا يجد من يفهم حديثه ، فيؤثر الصمت عن الكلام
أسوأ ما قد يصيبه أن يعيش بلا شعور
لَا ألم ، لَا ندم ، لَا اشتيَاق ، لَا رفاق ، لَا فراق
و رُبما لَا مشَاعِر ، فيبقى القلب ينبض ويخفق جسدًا بلا روح ، أو بالأحرى يموت المرء حيًّا …!
فرفقا بمن أنهكهم القدر بضربات متلاحقة أعجزتهم عن الصمود فأصبحوا من شدة ما أنهكهم الألم ، واستوطنهم الأسى يستجدون الدمع فلا يجدون إلا شعورًا خاملًا بليدًا ، تحجر منه الدمع فى المآقي ،
وليست الدموع دليلًا قاطعًا على الحزن فأحيانًا تكون دليلًا على شدة الفرح والسعادة والسرور ، وسبحان الله قد تجد من يتمزق قلبه ألمًا وحسرة ولا تدمع عيناه يجتر آلامه ويتجرع أحزانه فى صمت دفين ؛ تراه تحسبه من شدة الجلد كما قال الشاعر :-
كَجلمُودِ صَخرِِ حطّه السيل من علِ .
فرفقًا بهؤلاء …. فلم تقوَ المقل والمآقي على الدمع ولم تقوَ الألسنة على البوح ؛
فهم يلوزون بالصمت والوحدة لأنهم يشعرون بالغربة ؛
فكن لطيفًا بهم لا ترهقهم بسؤالك ولا تحملهم ما لا يطيقون
فهم لأنفسهم جلادون ؛ فكفاهم جلد ؛ هم فقط يحتاجون لمن يطبطب عليهم ويبتسم فى وجوههم ويهون عليهم آلامهم فى الحياة بكلمة طيبة ؛ فلا تدخل معهم فى جدال فسوف تخسره فمصابهم فى الحياة أنهم لم يحصلوا منها على ما يستحقون ويرَوا من هم أقل منهم منعمون ؛ كفاهم أنفسهم وما فى صدورهم يكتمون ،، فلا تحملوهم من الأمر ما لا يطيقون … ليتنا نرأف بهم
حتى لا ينتهى بهم الأمر لأن يموتوا أحياء ….!
وإن كانت الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة ؛ لكن أكثر الناس لايعلمون
بقلمى / اسلام العيوطي

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى