فارقني قبل لقائي بقلم: “رحيمة حزمون”
فارقني قبل لقائي
هناك عند مقعد بشارع طويل يجلس شيخ عجوز
كفيف البصر منتظرا عودة إبنه الغائب عنه لسنوات
رغم ضعفه وعجزه لم يفقد الأمل تابع الإنتظار الى
أن مرت به طفلة على كرسي متنقل نظرت إليه نظرة
شفقة لحاله ثم إقتربت منه وضمت يده وهي تسأله
مابك تجلس في الشارع لوحدك وأنت كفيف البصر
ألا تخشى على نفسك من الضرر
بكى… قلبه يغفو شوقا لإبنه الذي أنتظره لسنوات أملا في عودته ليحتضنه آخر مرة قبل أن يأخد الله أمانته
مسحت دمعته وهي تحاول تهدأته لم تتركه حتى أوصلته إلى بيته ثم ودعته وعادت لبيتها وبقيٓ بالها منشغلا به
_في الصباح الباكر عاد إبنه من السفر وجده قد فارق الحياة وكم تحسر على فراقه تمنى لو أنه وصل باكرا
كان قد رآه لكن شاء القدر له برحيل قبل ان يراه
_أما تلك الفتاة التي القته عند المقعد حين سمعت
بوفاته فجعت ووقفت وكانت اكبر معجزة رغم تاكيد الاطباء انها لن تقف مرة على قدميها لكن أمام قدرت الخالق لا شيء أسمه مسحيل .
رحيمة حزمون / الجزائر