إشراقات متنوعة
ذكريات من أيام الثورة –(1957-1962) للمجاهد زرباني عمران بن بوبكر بقلم الباحث المؤرخ الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون
ذكريات من أيام الثورة –(1957-1962) للمجاهد زرباني عمران بن بوبكر-عنوان المؤلف العلمي التاريخي الجديد
تعززت الساحة العلمية التاريخية و المكتبات و وجهات البحث العلمي ومؤسساته والأسرة الثورية بربوع ولاية غرداية جنوب الجزائر عموما و ضاية بن ضحوة خصوصا. بإصدار علمي تاريخي للباحث الأستاذ محمد مصطفى زرباني , بمؤلف جديد بعنوان ذكريات من أيام الثورة –(1957-1962) للمجاهد زرباني عمران بن بوبكر. من تصدير الدكتورين: أ.عبد الجليل ملاخ، وأ. بن قومار جلول, أساتذة التاريخ بجامعة غرداية.
حيث أثرى الأستاذ الباحث الساحة عامة بمؤلفه العلمي التاريخي، لينفض من خلاله الغبار عن جانب هام من تاريخ منطقة ضاية بن ضحوة المجاهدة، وتسليط الضوء على بعض الشخصيات المنسية التي همشها التاريخ دون دراية بأهميتها ومكانتها ودورها الريادي. والمساهمة المحلية لأبناء الجنوب خاصة على غرار باقي جهات الوطن. وذلك في إطار حفظ الذاكرة التاريخية وتشجيع الطلبة والباحثين في تاريخ الثورة الجزائرية ومناقبها، إيمانا بجيل الشباب بحفظ رسالة الشهداء على خطى السلف لتقتدي بها الأجيال الصاعدة مستقبلا.
حيث يتحدث الكتاب في عمومه حسب محتواه من النظرة الأولى عن فئة المجاهدين و المناضلين عامة وعن مشايخ العلم والمعرفة من أهل الإصلاح في منطقة الصحراء بغرداية وضواحيها, التي واجهت كغيرهما من مناطق الجزائر مرارة سياسة الإحتلال الفرنسي، الذي عمل بشتى الطرق و الوسائل الجهنمية على محاربة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف برمته واللغة العربية و تضييق الخناق و تشديد الرقابة عليهم، و فرض حصار محكم على مراكز التعليم من مساجد ومدراس قرآنية كتاتيب و زوايا وغيرها، كونها كانت مركز القرار و منبع تكوين الرجال و إرشادهم إلى النهج القويم على خطى السلف, وفي هذه الظروف الصعبة التي إتسمت بإصدار قوانين تهدف إلى القضاء على الهوية الوطنية الجزائرية وقيمها لآجل منع تنوير الأهالي وتمكينهم من التعليم لتصدي للعدو و محاربته، بات الأمر لزاما التحرك و التصدي لهاته الأساليب و دحضها, إذ قام مشايخ المنطقة و قراها على غرار باقي الجهات التي قامت بجهود كبيرة جد معتبرة في الحركة الإصلاحية منها حث الأهالي و تحفيزهم لإرسال أبنائهم إلى التعليم القرآني بالكتاتيب و المساجد، و التي ظلت حريصة على تحفيظ الأبناء لكتاب الله، و تدريسهم للغة العربية ولعلوم الشريعة من فقه و حديث، وغيرها.
حيث يتحدث الكتاب إضافة عن الجانب الثوري، التاريخي و النضالي السياسي و الإصلاحي إلى الجانب الاجتماعي ,الثقافي و الرياضي
والذي تضمن ذكريات لشخصيات إصلاحية في المنطقة، كان لها دور فعال في بعث الوعي السياسي والوطني في أوساط الشباب الذين حملوا مشعل الثورة، وأنخرطوا في صفوفها بمختلف الأشكال والرتب الثورية.
ومن بين الشخصيات المذكورة في الكتاب على سبيل الذكر لا الحصر: ـ 1- فضيلة الشيخ محمد الأخضر الفيلالي2 ـ الإمام المجاهد سي محمد بن عمر بو حميدة -3 المجاهد لعمى الشيخ بن أحمد -4- المجاهد سي محمد عبد العزيز الأغواطي.
ثم تطرق إلى المرحلة الثانية من الذكريات، والمتمثلة في العمل الثوري خلال فترة 1957ـ 1959م، الذي تميزت بالنشاط التمويني والأعمال الفدائية و حركة الإعتقالات من طرف جيش بلونيس والجيش الفرنسي ورحلة العذاب في السجون الفرنسية. ثم الفترة 1959 ـ 1962م، التي توجت بإسترجاع السيادة للوطن.
كما تناول جانب إجتماعي مهم كان داعما للثورة، وهو إنشاء الفرق الرياضية المحلية التي بين فيها إهتمام سلطة الإحتلال بها ومحاولة إخضاعها لتقنين خاص لمنع تسلل عناصر الثورة إليها. ومع ذلك لم تنجح خطة الإحتلال وكانت الفرق الرياضية تصب في أهداف الثورة.
جاء الكتاب في وقته ليؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ المنطقة، بإعتباره في الأصل شهادة تاريخية تركها صاحبها للأجيال، حتى لا يبقى التاريخ في غياهب المجهول ويندثر مع مرور الزمن وينسى ولا يستفيد منه الشباب جيل المستقبل. في إطار تشجيع الطلبة الشباب وللباحثين في مجال تاريخ الثورة الجزائرية.
وسيكتشف القارئ عبر تدرجه في قراءة محتوى هذا العمل التاريخي مختلف الذكريات والتفاصيل. كما يطرح الكتاب مقاربة جديدة لتهيئة الشباب عامة و الطلبة الباحثين في التاريخ ودهاليزه خاصة لإعدادهم في المجال بإتجاههم نحو عمليات البحث العلمي الأكاديمي، في أفق تحقيق تنمية المواهب الشبانية المتحمسة لتولي الأهمية لكل الابعاد البحثية وطرق سبل مناهجها. في المجال التاريخي والتأليف
وللعلم تجدر الإشارة إلى أن الكتاب، طبع بمطبعة صواطي بغرداية, وتصميم غلافه من طرف الأستاذ قندوز جلول بمؤسسة فواصل للنشر و الإعلام.
بقلم الباحث المؤرخ الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون