حُلْمٌكَ الأبيضْ بقلم: “بسمة مزوز”
حُلْمٌكَ الأبيضْ… بسمة مزوز/ الجزائر/ نص أدبي للنشر
عَنْ أفْكارِكَ التِي تَحترِقْ، وعنْ حُروفِكَ التِي تَنْصَهِرْ…
وتِلكَ النّهاياتُ التي لازالتْ تنتظرْ، أنْ يحِلَّ عليها الموتُ الدّائِمْ…
وعَنْ بداياتٍ تَرْقُصُ فَرَحًا تسْتَهلُّ و تستبْشرْ، أن يقتربَ منْها نورُ ذلك النّفقِ المُبْهَمْ…
عنْ مِثاليّةٍ خْتُزِلَتْ في لحظاتٍ مشوَّهةٍ عَابرة، وعن ذاتٍ حقيقيةٍ تتوقُ التَّوَّحُّدْ…
وتشْتَهِي الانسجامَ مع نسيمِ الطبيعةِ الخاليةِ منْ سيئاتِ العالمينْ…
عن حياةٍ باتتْ مُسْرِفةٍ تُرَاوغُهَا تتسابقُ مع دَقَّاتِها، تبحَثُ فيها عنْ جَناحِ الصّمتِ في أَحَدِ الأُوتِيلَاتْ الأكثرِ انْشِطارًا على الإطلاقْ !
تبحثُ فقط عن لحظةٍ تحتضنُ فيها ذاتكَ و تنكفئُ على تفاصيلكَ الممزّقةِ فتُرَمِّمُهَا، ولِمَا لا تَتَوَسَّعُ فتصبحُ مزيجًا من اللّحَظاتْ !
تحاولُ جاهدًا أن تُسكتَ الأصْواتَ الّتِي تتأرجَحُ من حولكَ دونَ مُراعاةٍ منها لتَشَقُّقَاتِكَ التي تنزفْ…
يَأْخُذَكَ الفَراغُ هُنيْهةُ فتَتَشَبّثُ بهِ تتذوٌّقُ طعْمَ السّلامِ الغائبْ…
لكنَّكَ تتفاجأ بسَفينِةٍ غَرْبِيَّةٍ لا شَرْقيّة تُبْحِرُ نَحْوكَ مِنْ على الضِّفِّةِ الأخرى…
تتساءلُ هلْ هيَ سفينةٌ منَ الضِّفِّةِ الخَطَرْ !
أم تُراهَا جَاءتْ تحملُ إليكَ اختصاراتِ السَّعادة…
لِتجدهَا سَعادةٌ بدائيةٌ خَامْ، تَحتاجُ منْكَ إِلى جُهْدِ نَبْشٍ و تَجْرِيدْ…
فتُكافِؤكَ بشُروقِ شَمْسٍ يَمْسَحُ عنْكَ عَتْمَةَ المُعَانَاةِ المُبكيَة،
وَتنيرُ أَركانكَ التِي سَطَا عليها الألمْ، فتَعثُرُ تحتَ أشِعّتِهَا عَلى حُلْمٍ جميلٍ مغلّفٍ وغلافُهُ يُشبهُ ورقَ الجنّة…
لتتأكدَ في حينِ دَهْشةٍ و ذّهولْ بأنَّهَا ملامِحُ حُلْمِكَ الأبْيَضْ !