إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق

كهل في المهد…… في عيد الام “رشيد بومعزة”

كهل في المهد…… في عيد الام ..
ربي يطول في عمرك أمي ويرحم كل الامهات …… قصة شاعرية اتمنى ان تنال اعجابكم .
أماه أماه أماه
حدثيني كيف أحتملتي وجعي أخبريني كيف كنت تحبسين دمعي
تسعة من الحول وبعدها ارضاع أنا داك الصبي الذي سببته أوجاع
أماه حدثيني.
حدثيني عن تلك الأيام اذ كنت أنا لك كل الأحلام
عيناك باسمة لا تنام وراحة كفيك لي مقام
حدثيني عن صدرك الحنون عن حليب ثدييكك الأبيض اللون
أحكي أماه عن أعوجاج ظهرك عن كتفيك عن كاحليك
أخبريني عن طفولتي عن مرضك عن سهرك حين كنت لا تغمضين الجفون
حدثيني عن ذاك الزمان كيف كانت الأيام وأنا بين الأحضان
في حجرك الدافئ أنام بنظراتك حارسة على الدوام حدثيني
كيف كانت أناملي في فمي وأرجلي ترفع الى معصمي
حدثيني عن صراخي عن بكائي عن مرضي ودوائي
كم أنا مشتاق لسماع قصتي . حدثيني أماه حدثيني
كيف كنت أحبو في أرجاء بيتنا القديم ونظراتك لا تفارقني
ركبتايا ويدايا ملطخة بالتراب باحثا عن كل شيئ
وقطرات على صدري من اللعاب.
ضحكاتي تشعرك بالسعادة فتسرعين الى ضمي وذراعك وسادة
حدثيني عن تلك الأغاني والتسابيح التي كانت ترن في مسامعي
فأغفو في نوم خفيف على وقع الصلاة والسلام على رسول الله
تضعيني في مهدي لترتاحي قليلا من شغبي تستغلين نومي
لتقومي بواجباتك المنزلية .
أماه حدثيني عن بداية ممشاي عن سقوطي وما سببته لك
من فاجعات .كم بكيت كم تألمت كم من أزمات.
راح ذاك الزمان وينتابني حنين اليه تاركا في جسدي بصمات
وخدشات .ذكريني أماه بأول كلمة نطقتها.
أماه أماه أماه عند سماعك طرت قرحا وبقيت أرددها مرارا
والدمع يتطاير من عينيك بتلك البسمات .
حدثيني أماه كيف أشتدت عضامي ونمت أعضائي برعاية ونفقات
لازلت أتذكر تلك اللحظات التي قررت فيها ختاني مع العمة والخالات
انها صورة لا تنسى ببدلة لا تشبه البدلات برنوس وطربوش وضمادات
كانت مرحلة تحول في حياتي وأنتقال حتمي من الطفولة الى الشباب
كم كانت فرحتك وسعادتك وأنت تجوبين بين الجيران والأحباب.
حدثيني أماه عن خروجي من المنزل وخوفك من ضياعي.
وعند كل عودة تتساءلين أين كنت .أنظر كيف هي ثيابك مبللة وملطخة
أه يا شقي قلت لك أعتني بنفسك ولا تتبع هدا وذاك .
حدثيني كيف كنت أطأطئ رأس خاشيا عقابي فيحمر وجهي
كيف كنت أكبر في عينيك بدعائك وصبرك رغم الفقر والأحتياج
رغم كل مآسي الحياة عند كل مساء نجتمع على مائدة الطعام
وأول لقمة تكون لي من يديك التي تكسوها الشقوق .
كيف كنت تعتنين بغطائي بملبسي بفطوري وغدائي
أمي أعي دات مرة سمعت أنينك في الفراش عندما أشتد عليك المرض
وقلت لي انه صداع فقط.
حدثيني عن أول يوم دخلت فيه الى المدرسة كيف كانت التحظيرات
في أول خرجة لي مع أبي ببدلتي الجديدة ومحفظتي الصغيرة
وبعض الحاجات .كيف كانت نظراتك تتبعني من النافدة
ووجهك البشوش تكسوه لوحات. عند رجوعي وجدتك أمام الباب
في أنتظاري قلقة بتساؤلات.
أه يا زمن أتذكر ذلك اليوم جيدا وكم كنت سعيدا كذالك عندما ألتقيت
بعض الأصدقاء انها صورة راسخة في ذهني .
أماه كم شقيت في تربيتي رغم عنادي لم تبخلي علي يوما
بلطفك وحنانك .أماه ذكريني بشبابي بنجاحي بغيابي عنك
في العطل والمناسبات .كيف كانت أشواقك بتلك الأحلام المستقبلية
أنا بالنسبة لك الأمير والبطل أنا ذاك الأمل أنا البدر بشعاعه يكتمل
كل الأماني لي كل الصبر لي كل البسنات والقبلات .
لن أنسى كفاحك من أجلي .وانا اليوم ذاك الكهل
اسطوانةحياتي فيها بصماتك وفي ذاكرتي كل القصص والحكايات
من ماضيك وحاضرك.
وتبقى الأيام بحلوها ومرها لنا امتحان لرد الجميل لمن أحبونا
وأحتضنونا حين كنا لا نحتمل.
وما عساني اليوم الا أن أقول رحماك ربي بوالدي في الدنيا والأخرة
وأجعلهما في جنات النعيم وأرحمهما كما ربياني صغيرا.انتهى
من تأليف ….الشاعر
رشيد ….بومعزة

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى