الخواطر

طيور الزيبرا بقلم: “پرشنگ أسعد الصالحي”

{{ طيور الزيبرا }}

مـِْن السعادة أن نختفي
لحمل ما في جعبتنا
من جميع الاثقال المتراكمة
ومن التعاسة أن لٱ نجد في إختبائنا أحدآ
يجمع شتاتنا المؤلم
نحن من نعيش بوعورة هذا الزمان
الذي تفشى بكل الأمور الموجعة
كأنه نتاج من الشروخات المتآججة
التي تنبع مـِْن عمق الجبال الى عمق القلب
صروحات هذه الندوبات كبيرة لغاية الدهشة
والله المستعان و الرب وحده من يرمم
تلك الفتحات كالمعجزات و عجائب الدنيا السبع
أنا محاطة بكثرة الاحتمالات
والتوقعات غير المستديمة
لقد دخلنا بأسارير متعة الجنون
و هم وحدهم مـِْن يرون
أن الصدق فحواه عيوب البشر
أيهما أتعس المجانين
مـن يرون الحياة بكل صدقه؟
أم البشر بكل أكاذيبه!
جدليات حتى النخاع لٱ بأس
ففي الحساب عند الرب يجازي
من له الجنة ومن له جهنم
و من له الراحة مـن عدمها
نسعى لكي نصل الى القمة الأبدية
كلسعات النحل الشافية رغم ألمها غير المقاوم
وأعشاش طيور الزيبرا المرسلة
وقد ملأت الحي بعذوبة صوتها المحيي
أنظر اليهم نظرة الحنين
نظرة تشبه نظرة أنتظار الناس لساعي البريد
كنظرة الحبيب و شوقه
وهمساته المحترقة لحبيبته البعيدة
أعاود أنا بظلي ومزاجيتي غير المفهومة
ينبعث مِڼـّي شعاع الوجودية
هذا الشعاع التواق
شعاع مستنبط لروح نسيت روحها

مـن أعالي قمم الجبال أصرخ
ومـن جمال إخضرار الاشجار أستكين
كأنه هرمون السيروتونين
المكثف لراحتي الأبدية
كأنها أوراق الريحان أو اليانسون أو المرامية
أشم روائحها واحدة تلو الأخرى
فتدخلني في نوبات السكينة
وتبعدني من شعور تقلبات القلق والرهبة
علـّى مايبدو الوصول الى برّ الامان
تحتاج الى قوة وشجاعة
سأتابع خطواتي
حتى أصل لبر الحياة
أرسم الوان تعيد بهجتي من السقم لأعظم النعم
سأختصر برسمتي
ولوحتي المثالية تتواجد في طياتها
الوان الحياة السبع
لأنعم بأمطار السماء
وستزدهر في أعماقي
موجات العشق التي تزيد من
وميض هتافات الرسائل الأتية
ألي من بعيد البعيد
وزقزقات طيور الزيبرا
لن اضجر بعد الأن
فقد رأيت بمنامي شعلة الأمل
و أحييت كتصفيق وفرح الاطفال
لنشاطاتهم المدرسية
ومن كبد السماء وليلته
احتدم على ذاكرتي وحواف قَلبي
ومصراعيه
فكم أشتدت السكون فيَّ
ونمت وكثرتْ التساؤلات في مخيلتي
وكم نما الصمت والصمود في أحشائي
لمعرفة سكوتك الهدير عني
فبقت شلالات التغيير تنهم بداخلي
فأي خراب للحب هذا
حل بي لينال مِڼـّي
من نتؤاءات العجرفة والتكبر
لم تحاوطني من بر أمانك
وتخرجني من أرض المهجورات
وأحيائي في ربوع روحك
وتتدجن قصري المشيد
متى تخمد نيران كل هذه التساؤلات
وتغدقني بنعيم الرياحين
وخافقي باتت تغزوه رهبة الهزائم
كهزائم تليها هزائم الحرب المفاجئة والمتلاحمة والطاحنة
وكخشيتي من قهقهاتك المرهبة
فأنا كزهرة زنبقة رقيقة
أزدهر بتغير مواسم مزاجيتك وعطفك
وأعطي لكل فصل جماليته الكبرى
وتحتكر مستوطنك كثمرة عشقك
وجنانك لوجوديتي المتوحدة ..

7-3-2021 مارس
12:37م يوم الأحد
پرشنگ أسعد الصالحي

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى