القصة

طلاق في زمن الكورونا………أمينة أحمد حسن

بعد خلافات دامت لأكثر من عام
ومحاولات للطلاق دامت لأكثر من خمسة أشهر
وباءت بالفشل فى ظل ظروف الكورونا
فى المحاولة الأولى للطلاق
تم فرض حظر التجول وتم إلغاء الموعد
فى المرة الثانية أُصيب والد الزوج بالكورونا فتم التأجيل
فى المرة الثالثة توفت والدة المأذون بالكورونا

وهكذا
تأجيل يعقبه تأجيل
حتى تحدد الموعد أخيرا
وصل المأذون
يحمل بيده دفتره
يرتدى الكمامة
جلس على الطاولة
ثم نادى على الزوجان
جلس الزوجان إلى جواره
الزوجة عن يمينه والزوج عن شماله
يرتدى كل منهما الكمامة
التى تخفى خلفها تكشيرة على وجه كل منهما تجاه الآخر
خلع المأذون الكمامة قائلا:
“أرجو المعذرة لقد بدأت أختنق من الكمامة”
ثم وجه حديثه نحو الزوجين
“أتمنى أن تعيدا النظر فى موضوع الطلاق إنه أبغض الحلال”
تأفأفت الزوجة قائلة
“لا أطيق العيش معه هيا ايها الشيخ خلصنى من هذا الكئيب”
رد الزوج أيضا قائلا
“فلتنهى اوراقك بسرعة أيها الشيخ اريد التخلص من تلك النكدية”
نظر الزوجان إلى بعضهما بغضب
وكل منهما يخفى خلف كمامته قاموس كامل من الشتائم
هز المأذون رأسه أسفاً يمينا وشمالا
ثم أمسك بقلمه وفتح دفتره
وفجأة…
دق جرس المنزل
دخل شخص يسأل عن المأذون
“أيها الشيخ لقد سألنا عنك فى منزلك فعلمنا أنك هنا
لقد ظهرت نتيجة المسحة الطبية التى أجريناها لك
وللأسف ثبت أنك مصاب بالكورونا .!
هيا لتلتحق بمستشفى العزل”
برق الشيخ عينيه من الصدمة
ثم ذهب مع الرجل مستسلماً
هرب الجميع خوفا من العدوى
ثم هرب الزوجان أيضا وهم يعضان على أسنانهم من الغيظ .
وبقي الدفتر إلى جانب الكمامة.

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى