إشراقات أدبيةالخواطر

طفلة المورد بقلم أوسان العامري

طفلة المورد

أنا أولاً…لا أنا

جئت أنا قبلك
كان شجاراً بينهن من تملأ قربتيها قبل الأخرى…

أقبلت تجرُّ خطاها وتحمل بيديها النحيلتين قربتين فارغتين

انتظرت طابورها الطويل غلبها النعاس
توسدت يدها اليمنى وعلى حافة المورد نامت
تلفح رياح الصيف جسدها المتعب
الذي يغطيه ثوب ممزق وتنتعل شبه حذاء

لمن هاتان القربتان ياسحر ؟

لسلمى

أين هي؟

انظري
إنها نائمة
مسكينة سلمى يبدو أنها متعبة
تعالي نملأ لها قربتيها

لقد تأخرنا ياسحر
ستضربني أمي ، هيا

وسلمى !
أيقظيها
سلمى ، استيقظي…

أمي ما أجمل بيتنا لم يعد ركاما !
أماه .. صنبور المطبخ وكذلك الحمام يصب منهما ماء !

مرحى لن أذهب إلى مورد الماء بعد الآن

وجدت دميتي.. اشتقت لك بحثت عنك وسط الركام لم أجدك

أمي ..
انظري مازالت رسمة الشمس المبتسمة في كراستي لم تحترق

وجدت علبة ألواني
الأخضر ..الأزرق ..والأحمر وووو

سأذهب غداً إلى المدرسة لأكتب مافاتني من الدروس
كم يوما تغيبت عنها ؟
مممممم لا أدري

في حصة الرسم لن أرسم شمسًا ولا قمرًا ولا سماءً ولا نجومًا
سأرسم بيتًا كبيرًا يوجد فيه ماء

سلمى استيقظي
شارف النهار على الزوال
أمك تنتظر أن تجلبين لها الماء.

أوسان العامري

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى