خرجت من الشركة مسرعة تتسابق مع أنفاسها! بقلم : أمينة أحمد
خرجت من الشركة مسرعة ، تتسابق مع أنفاسها !
صعدت إلى سيارتها
تتخطى كل الحواجز والإشارات
وصلت المنزل
أغلقت الباب وأسندت ظهرها إليه
تبتلع دموعها
تغزو حنجرتها تنهيدة تلو الأخرى
دخلت غرفتها
تسمرت أمام المرآة
تتحسس جديلتها الذهبية
فتحت الدرج وتناولت مقصاً
مر ما حدث أمام عينيها فى لمح البصر..
لازالت تذكر اليوم الذى جاء فيه
للعمل بشركة والدها
حينها ذهب إلى مكتبها لتوقيع بعض الأوراق.
أبدى إعجابه بها
وأبدى إعجابا خاصا بجديلتها الذهبية.
غير حياتها بكلماته المعسولة
كان يتصيد الفرص للحديث معها.
نصب شِباكه بمهارة حول قلبها..!
لا تستطيع أن تنكر أنها وقعت فى شباكه
واستمتعت بالغرق فى بحور عينيه …!
أصبح يهاتفها يوميا عشرات المرات.
يبدأ مكالمته دوما قائلا:
“أردتُ الاطمئنان على حبيبتي ذات الجديلة الذهبية”
تأخذها كلماته إلى عالم آخر…
عالم مفروش بالورود
أصبحت تعشق جديلتها لأنها تذكرها به.
يذهب إلى مكتبها كل صباح .
يعطيها الحياة بأرقى عبارات الغزل.!
إلى أن جاء المشهد الأخير من مشاهد الحب!
المشهد الذى أسدل الستار على فرحتها
المشهد الذى أطفأ بريق عينيها!
ذات صباح ذهبت إلى مكتبه لتلقى عليه التحية
سمعته يتحدث إلى زميلته فى الشركة..
كانت تقول له:
“إلى متى ستظل مع تلك الحمقاء ذات الجديلة الذهبية؟”
رد قائلا :
“إلى أن أحصل على الترقية من والدها”
ثم ضحك الإثنان ضحكة ممزوجة بالسُم الذى سرى فى عروقها، فأوقف نبضها.
أخرجها من شرودها الشعاع المنعكس من المقص الذى بيدها
أمسكت جديلتها التى أصبحت تشعر أنها تشبه حبل المشنقة الملفوف حول عنقها!
اقتلعت الجديلة والقت بها أرضاً.
فى الصباح
كانت فى أبهى صورها
بشعرها القصير الذى لم يُنقص من جمالها شىء
ارتدت فستاناً احمر اللون
وضعت احمر الشفاه الصارخ
واتجهت إلى عملها.
حين علم بقدومها ،اتجه إلى مكتبها
نظر إليها باستغراب قائلا :
★”ما الذى فعلتِهِ بشعرك؟!
ردت ببرود
★”أصبحتُ اكره الجدائل ،تُشعرنى بالإختناق”
★”لا بأس ، يليق بكِ الشعر القصير أيضا”
★وأنت ممثل موهوب تليق بك كل الأدوار
★ماذا تقصدين؟!
★لا شىء ،انا مشغولة الآن يمكنك الإنصراف
نسيت أن أخبرك هناك قرارا صدر بخصوصك فى الشركة.
★تقصدين الترقية ، أليس كذلك؟!(قالها مبتسما)
★لا ليست الترقية ، إنه قرار الإستغناء عنك
فلتبدأ البحث عن جديلة أخرى.
#ذات_الجديلة_الذهبية
#بقلمى
#أمينة_أحمد