دروس شاملة
(الحكاية اللامية)…..(ل) بقلم:”عبدالمجيد محمد عبدالمجيد”
(الحكاية اللامية)…..(ل)
رقم (الحكاية الأبجدية)…(23)
الكاتب الدكتور/عبدالمجيد محمد عبدالمجيد
حكى لنا حرف اللام أبجد لغتي ،ولكن لهجتي ،ومخرج لثتي،وصوت لفظتي،ومداد لوعتي،وحبر لهفتي،وقلم لوحتي،وعذب لجتي،ولحن ليلتي،وجمال لمحتي يقول(ل)لغتي:يا أهل النباهة والنجابة ،ويا عشاق (ل) العروبة ،بي يُعرف فصل الخطابة ،وبي يرتفع سقف الكتابة ،وبي يؤرخ الأديب والنسابة،وبي يجمع الحائر حسابه،وبي يُعرف الحب وتُعرف بلامي حروف المحبة،وتزهو بلامي أخلاق الطيبة ،فلا غرابة وقد أنرتُ لكم مساء العروبة باللام القمرية،وأشرقت سماء لغتكم باللام الشمسية،فبي تشع أنوار البيان ،وبي تضيء نجوم الزمان،وبي تنطق فصاحة اللسان،وتسبر بلامي قوافي الأوزان،وتستعذب بصوتي الألحان،وتتفوه بلامي حضارة الإنسان فأنا الذي عرف الكلام،وأنا الذي عارف بينكم والأنام وذلك ب(ل)عروبتي عرفت المصادر والأسماء،وأوضحتُ لكم مسميات الأشياء،وأوجزتُ لكم بلاغة الإنشاءونثرتُ بلامي مشاعر الأحشاء،ونطقتُ باللام أفصح المنطوقات،وقصدتُ باللام أبلغ الملفوظات ،وحفظتُ باللام أعظم المحفوظات،ونطقتُ باللام ألفاظ النكرات وجعلتها كلمات معرفات وذلك بحرف ال(ل)أبجد العروبة طويل المهابة،سليل النجابة،وقريع الإصابة ،وفصيح القول والإجابة،يقول :عندما آتي في بداية الكلام أوضح لكم فحوى المرام،وأفصح عن هوى المستهام ،وأفتح لكم مدارك الإلهام،حتى تدركوا دلائل الأفهام،وتفهموا قوائل الأوهام ،بلامي تضيء حوالك الظلام،وبلامي تسبر أغوار العلوم،وبلامي تزخر سنان الأقلام وبلامي تُعرف حضارة العالم ،فأنا من عرف جملة العلم،وأنا من حوى معرفة القلم،وذلك بفضل الخالق العظيم أنطقني لامًا ،وأفصحني كلامًا،ورزقني علمًا وفهمًا ،وجعلني بحرًا طاميًا باللامات،وساقني إليكم سحابًا ثقالًا بالأبجديات فعندما آتي آخر الكلام أدل على العلو الشاهق ،أو أوصف لكم الطول الباسق ،أو حدد الارتفاع الواسق، أو أضعضع لكم الدنو العميق، أو أدحدح بلامي الامتداد السحيق،وذلك في الكلمات التي تأتي اللام في آخرها غالبًا ما تدلنا على معنى الطول أو تدلنا على معنى الضخامة في الأسماء فقط نحو :جبل نخل جمل فيل حبل وغيرها من الكلمات.وعندما أشمل معنى الامتداد مع الطول في الأسماء أشمل معنى الانحدار أيضًا مع التدفق وأصف حركة الماء وأدل على ضخامته نحو :،شلال،وساحل ،وجدول ،وسيل ونيل ومنهل وسلسال وغيرها وعندما أصف لكم حركة الماء من الأعلى نحو الأسفل أقول :هاطل ونازل ووابل واطل ومنسدل ومتهدل ومتسلسل وغيرها..أو أوصف لكم حركة الأفعال العربية جميعها والتي تنتهي بحرف اللام أين كانت حركتها مثلا الأفعال التي تنزل حركتها نحو الأسفل نحو :تدلل تهدل تنزل تهطل تهثكل تقلقل تململ وغيرها من الأفعال والتي تدخل التاء في بدايتها وتأتي اللام في آخرها لتوضيح معنى حركتها فقط أين كانت حركتها من أعلى إلى أسفل أو العكس من أسفل إلى أعلى أو حركتها موضعية من مكان إلى آخر وذلك مثل أفعال الامتداد وأفعال الانبساط وأفعال الاستواء نحو: تحول انتقل هرول أقبل ،تعجل تجول وغيرها من الكلمات ..حينها صاح حرف اللام: وماذا عن أنواع اللام في اللغة العربية ؟أيها الباحث الهُمّام قل لي كم(ل) تأتي في كلام العرب؟فأجبته تأتي في كلام العرب(مئة لام)تشغل مجمل أغراض الخطاب،وتشمل وظائف ومعانَّ اللام العربية في مختلف الألفاظ وتأتي معاني اللام أكثر من كونها حرفًا أبجديًا فلها معاني لغوية جمة جمعتها في مئة لام ولها وظائف نحوية شاملة:تأتي نصبًا وجرًا وجزمًا ورفعًا وسكونًا أينَّ كانت حركة اللام النحوية تأتي حرفًا واسمًا وفعلًا وخبرًا ومبتدأً وتأتي صفةً وضميرًا وتوكيدًا وأمرًا وتعجبًا وتعليلًا ونفيًا وندائًا واستفهامًا أو تأتي اللام إضافات لامية حسب مواقعها الإعرابية في الجمل العربية ..فقال اللام :وعلى ماذا تدل لامي في قواعد اللغة؟:فأجبت اللام :أنت حرف من حروف المعاني وتدل لامك على معنى في غيرها إذا كانت محصورة في حروف الجر ،أما إذا كانت لامك غير جارة كلام الجزم واللامات غير العاملة فتدل لامك فيها على معنى في نفسها فقط لا في غيرها فقال اللام:وما هي أقسام لامي في كتب النحو؟:فأجبته تنقسم لامك إلى قسمين :
أ ـ اللام العاملة ،وتشمل لام الجر ، ولام النصب ، ولام الجزم ،وتشمل معانيها (50 )معنى ووظيفة لغوية متنوعة
ب ـ اللام غير العاملة ، وتنقسم إلى أنواع متعددة ،وتشمل معانيها (50 )معنىً لغويًا فقال حرف اللام:إذا فصل لي أولًا أقسام اللام العاملة مع الشرح والتفصيل،وحبذا ذكر الشاهد والدليل من الكتاب الله الفضيل:فأجبته على طول أولاً: اللام الجارة:وقد وردت في القرآن في ألفين وخمسمائة ثلاثة وخمسين موضعًا، ولها معانٍ كثيرة، منها:
الأول: لام الاختصاص، وهو أصل معانيها،وذلك نحو قوله – تعالى-: “إنّ له أبًا شيخًا”.
الثاني: لام الاستحقاق: وهو معناها العام، وذلك نحو قوله – تعالى-: “لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ”.
الثالث: لام الملك: نحو قولك: المال لزيدٍ، ونحو قوله – تعالى-: “له ما في السماوات وما في الأرض”.
الرابع: لام التمليك: نحو : وهبت لزيدً دينارًا.
الخامس:لام شبه الملك: وذلك نحو قولك: أدوم لك ما تدوم لي.
السادس:لام التعليل: نحو قوله – تعالى-: “وإنه لِحُبِّ الخير لَشديد”، أي إنه من أجل حب المال لبخيل، ونحو قوله – عز وجل-: “وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة”، في قراءة حمزة، أي لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب والحكمة ثم لمجيء سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- مصدقًا لما معكم لتؤمنن به، فـ (ما) مصدرية واللام تعليلية.
السابع:لام النسب: وذلك نحو قولك: لزيد عم لعمرو خال.
الثامن:لام التبيين: وهي الواقعة بعد أسماء الأفعال، والمصادر التي تشبهها مبينة لصاحب معناها، وذلك نحو قوله – تعالى : “هَيْتَ لك”، وتتعلق بفعل مقدر تقديره (أعني).
التاسع :لام التعدية : كقوله – تعالى-: “فهبْ لي من لدنك وليّا”.
العاشر :تأتي اللام بدلًا عن حروف الجر نحو:
1_ حرف جرّ يفيد الاستحقاق {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [قرآن]).
2 – حرف جرّ يفيد الاختصاص (الجنّة للمؤمنين- {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} [قرآن]).
3 – حرف جرّ يفيد الملك أو التمليك (وهبت له مالًا- {لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} [قرآن]).
4 – حرف جرّ يفيد التعليل {وَقَدْ كَفَرُوا لِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} [قرآن] – {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ. إِيلاَفِهِمْ} [قرآن].
5 – حرف جرّ بمعنى (إلى) {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [قرآن].
6 – حرف جرّ بمعنى بَعْدَ {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} [قرآن].
7 – حرف جرّ بمعنى (على)، فيكون للاستعلاء الحقيقيّ أو المجازيّ {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ} [قرآن] – {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}
8 – حرف جرّ يفيد شبه الملك {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} [قرآن].
9 – حرف جرّ بمعنى (عند) (كتبته لخمس خلون من رمضان- {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لِمَا جَاءَهُمْ} [قرآن]: بكسر اللام وتخفيف الميم).
10 – حرف جرّ بمعنى (مِنْ) (سمعت له صراخا- *ونحن لكم يوم القيامة أفضل*: ونحن منكم).
11 – حرف جرّ بمعنى (في) {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [قرآن].
12 – حرف جرّ بمعنى (عن).
13 – حرف جرّ يفيد القسم (لله ما يبقى على الأيّام ذو حِيَدٍ).
14 – حرف جرّ يفيد التعجّب (فلله هذا الدهر كيف تردّدا) (*) لله دَرُّك.
15 – حرف جرّ يفيد التعدية (ما أحبَّ هذا العالِم للقراءة- {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} [قرآن]).
16 – حرف جرّ، ويكون زائدًا لتقوية عامل ضعيف، ويسمَّى لام التقوية {هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} [قرآن] – {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [قرآن].
17 – حرف جرّ يفيد التبليغ (قلت له: بلَّغْتُه).
19 – حرف جرّ يفيد البيان؛ أي: بيان أنّ ما بعدها في حكم المفعول وأنّ ما قبلها هو الفاعل (ما أحبني لفلان).20_ حرف جر تكون بمعنى (إلى) لانتهاء الغاية، كقوله – تعالى-: “سقناه لبلدٍ ميت”
21_ وتأتي اللام بمعنى (عن)، كقوله – تعالى-: “وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرًا ما سبقونا إليه)،أي: عن الذين آمنوا، وفي حقهم لأنهم خاطبوا به المؤمنين، وإلا لقيل: ما سبقتمونا.
الحادي عشر: لام المدح، وذلك نحو قولك: يا لك رجلاً صالحًا، ولام الذم: نحو: يا لك رجلاً جاهلاً، ولام كي: نحو: جئتك لتكرمني.
الثاني عشر: اللام الزائدة، وهي ضربان:أحدهما:مطرد، كقوله – تعالى-: “فعّالٌ لما يريد”.
والآخر: غير مطرد، كقول الشاعر:
وملكت ما بين العراق ويثرب ملكًا أجار لمسلمٍ ومعاهدِ
فقال اللام :أحسنت أيها الباحث الهُمّام ثانيًا:
أو ضح لي أقسام اللام الجازمة أي القسم الثاني من أقسام اللام العاملة:فأجبته:هي (لام) الأمر،وقد وردت في القرآن في مائة وأربعة وثلاثين موضعًا،والأولى أن يقال لها (لام الطلب) ليشمل الأمر، نحو قوله – تعالى-: “لينفِقْ ذو سعة من سعته”، والدعاء نحو قوله – تعالى-: “ليقضِ علينا ربّك”،والالتماس كقولك لمن يساويك: “لتفعل كذا” من غير استعلاء، وذلك لأن الطلب إذا ورد من الأعلى فهو أمر، وإذا ورد من الأدنى فهو دعاء، وإذا ورد من المساوي فهو التماس.هذه اللام قد ترد لمعانٍ أُخَر غير الطلب، كالتي يراد بها وبمصحوبها الخبر، نحو قوله – تعالى-: “مَن كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدًّا”، أي: فيمد، أو التهديد نحو قوله – تعالى-: “ومَن شاء فليكفر”، وهذا هو معنى الأمر في قوله – تعالى-: “اعملوا ما شئتم”، وأما قوله – تعالى-: “ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون”، فتحتمل اللامان منه التعليل فيكون ما بعدها منصوبًا، والتهديد فيكون مجزومًا، ذلك أن مَن كسر اللام من (ليتمتعوا) جعلها لام (كي)، ويجوز أن تكون لام أمر، ومن أسكنها فهي لام أمر لا غير، ولا يجوز أن تكون مع الإسكان لام (كي)؛ لأن لام (كي) حذفت بعد (أن)، فلا يجوز حذف حركتها أيضًا لضعف عوامل الأفعال.
ودخول اللام على فعل المتكلم قليل، سواء كان المتكلم مفردًا، نحو قوله – عليه الصلاة والسلام-: “قوموا فلأصلِّ لكم”، أو معه غيره، كقوله تعالى: “وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتّبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم”، وأقل منه دخولها في فعل الفاعل المخاطب، كقراءة جماعة وهي قراءة النبي –
صلى الله عليه وسلم- من طريق أبي بن كعب وأنها رويت عن عثمان بن عفان وأنس بن مالك والحسن البصري: “فبذلك فلتفرحوا”، وفي الحديث: “لتأخذوا مصافكم”، وقد تحذف اللام في الشعر ويبقى عملها، كقول الشاعر:
محمد تفدِ كل نفسٍ إذا ما خفتَ من شيءٍ تَبَالا
فالشاهد قوله: (تفد) حيث حذفت لام الأمر وبقي عملها، إذ الأصل: لتفد، وهذا جائز في الشعر.
وحكم هذه اللام إذا دخلت عليها الفاء أن تُسكن، كقولك: فلْيقم زيد، وكذلك الواو، نحو قولك: ولْيخرج أخوك، وإنما سُكنت لأن الفاء والواو يتصلان بما بعدهما ولا يجوز الوقف عليهما.
ثالثًا:من أقسام اللام العاملة اللام الناصبة للفعل: وقد قال بها الكوفيون، أما البصريون فهي عندهم لام جر، والناصب (أنْ) مضمرة بعدها، وهو الصحيح لثبوت الجر بها في الأسماء، وقد أمكن إبقاؤها جارة بتقدير (أنْ)، لأن المصدر المؤول من (أنْ) والفعل مجرور بها، وقد وردت في القرآن في مائتين وعشرين موضعًا.
ولهذه اللام ستة أقسام، هي:
الأول: لام (كي)، وهي لام التعليل، وفيها مذاهب: مذهب أكثر الكوفيين أنها ناصبة بنفسها، أما البصريون فهي عندهم جارة، والناصب مقدر بعدها وهو (أن).
الثاني: لام الجحود، وسميت بذلك لاختصاصها بالنفي، وذلك نحو قولك: ما كان زيد ليذهب، وكقوله – تعالى-: “وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم”، وهي المسبوقة بكون منفي، ولا يكون قبلها من حروف النفي إلا (ما) و (لا).
الثالث: لام الصيرورة، كقوله – تعالى-: “فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًّا وحزنًا).
الرابع: اللام الزائدة، كقوله – تعالى-: “يُريدُ الله ليبيِّن لكم”.
الخامس: اللام التي بمعنى (أن)، كقوله – تعالى-: “يُريدون ليُطْفؤوا”.
والسادس: اللام التي بمعنى الفاء، نحو قوله – تعالى-: “ربنا ليضلوا عن سبيلك”.فتلك هي أقسام اللام العاملة .فقال اللام بارك الله بك أيها الباحث اللامي الهُمام إذن ما هي أقسام اللام غير العاملة ؟فأجبته تأتي أقسامها على نحو : ـ
أولًا ـ لام الابتداء :حكمها الفتح ، وتكون لتوكيد مضمون الجملة ، وتختص بالدخول على الأسماء الواقعة مبتدآت ، أو ما حل في موضعها من المضارع ، وتخليصه إلى الحال . مثال دخولها على الأسماء : لمحمدٌ أحق بالجائزة .
(1)ومنه قوله تعالى : { ولدار الآخرة خير }2 .
وقوله تعالى : { لأنتم أشد رهبة في صدورهم }3 .
ومنه قول زهير :
ولأنت أشجع حين تتجه الأبطــال من ليث أبي أجر
ومثال دخولها على الأفعال المضارعة : لَيقومُ أخوك ، ولَيدخلُ والدك .
كما تدخل على الفعل الجامد لمشابهته بالاسم ، كنعم ، وبئس . ـ نحو قول زهير :
ولنعم حشو الدرع أنت إذا دُعِيتْ نزال ولُجَّ في الذُّعر
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ بتصرف عن كتاب اللامات للدكتور عبد الهادي الفضلي ص60 وما بعدها .
2 ـ 30 النحل . 3 ـ 13 الحشر .
ـ ومنه قوله تعالى : { لبئس ما كانوا يعملون }1 .
كما تدخل لام الابتداء على الفعل الماضي المتصرف المقرون بقد .
نحو : إنك لقد فعلت خيرا .
وربما دخلت أيضا على بعض الحروف الناصبة للفعل كـ ” أنْ ” المصدرية ، لأنها تكون مع الفعل في موضع المبتدأ . نحو : لأن تقول الحق خير من أن تصمت .
وعلى ” سوف ” لأنها تخلص الفعل للاستقبالـ نحو قوله تعالى : { ولسوف يعطيك ربك فترضى }2 .
ثانيًا ـ اللام المزحلقة : تدخل على خبر المبتدأ ، ويكون ذلك قياسا إذا كان خبرا لـ ” إنَّ ” المكسورة الهمزة المشبهة بالفعل ( حرف توكيد ونصب ) .
نحو : إن محمدا لصادق . ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله لغفور رحيم } 3 .
وقوله تعالى : { إن ربك لسريع العقاب }4 .
وتدخل على خبر ” إن ” إذا كان فعلا مضارعا ، أو ظرفا ، أو جارا ومجرورا .
مثال دخولها على المضارع قوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }5 .
ـ ومنه قول أبي صخر الهذلي :
إني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر
ومثال دخولها على الظرف : إن محمدا لعندك .
ومثال دخولها على المجرور قوله تعالى : { وإنك لعلى خلق عظيم }6 .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 62 المائدة . 2 ـ 5 الضحى .
3 ـ 18 النحل .4 ـ 167 الأعراف .
5 ـ 13 يوسف . 6 ـ 4 القلم .
وتسمى هذه اللام التي ذكرناها في المواضع السابقة باللام المزحلقة ، لأنها تزحلقت من اسم ” إن ” إلى خبرها .
وقد ذكر الرماني أن هذه اللام ” كان حقها أن تكون قبل ” إنَّ ” إلا أنهم كرهوا الجمع بين حرفي التوكيد فزحلقوا اللام إلى الخبر ، وكانت اللام أولى بذلك لأنها غير عاملة ،فكان تقديم العامل أولى ” (1) .
ثالثًا ـ اللام الزائدة :
1 ـ إذا دخلت لام الابتداء على خبر المبتدأ ، ولم يكن مصدرا بـ ” إنَّ ” فهي حينئذ زائدة ، لآن لام الابتداء لها الصدارة في الكلام .
نحو : لشاعر أنت .
ومنه قول رؤبة بن العجاج :
أم الحليس لعجوز شهربة ترضى من اللحم بعظم الرقبة
وقد ذكر ابن هشام في المغني فقال : ” اللام الزائدة وهي الداخلة في خبر المبتدأ ، واستشهد ببيت رؤبة السابق ، وقال : ” وقيل الأصل لهي عجوز ” .
2 ـ وكما تزاد اللام في خبر المبتدأ ، تزاد أيضا في خبر ” أن ” المفتوحة الهمزة ، كقراءة سعيد بن جبير في قوله تعالى : { ألا أنهم ليأكلون الطعام }2 ومنه قول الشاعر وهو ( بلا نسبة ) :
ألم تكن حلفت بالله العلي أن مطاياك لَمِن خير المطي
3 ـ وفي خبر لكنَّ . نحو : ولكن الأمر لشديد .
ومنه قول الشاعر ( بلا نسبة ) :
يلومونني في حب ليلى عواذلي ولكنني من حبها لعميد
4 ـ وفي خبر ما زال . نحو : ما زال المطر لمنهمرا .
ــــــــــــــــــ
الهوامش
1 ـ كتاب معاني الحروف ص51 .
2 ـ 20 لقمان .
ومنه قول كثير عزة :
وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها كالهائم المقصي بكل مراد
5 ـ وفي المفعول الثاني لرأى . نحو : أراك لقادما .
6 ـ في خبر أمسى .
ـ كقول الشاعر :
مروا عجالا فقالوا كيف صاحبكم قال الذي سألوا : أمسى لمجهودا (1) .
7 ـ وقد تزاد مع ” إنْ ” الشرطية ، وهذا خاص بالشعر كما ذكر ابن هشام .
نحو : لئن قام زيد أقم ، وأنت ظالم لئن فعلت .
ـ ومنه قول الشاعر :
لئن كانت الدنيا عليَّ كما أرى تباريح من ليلى فللموت أروح
ومنه قول الآخر :
لئن كان ما حدثته اليوم صادقا أصُم في نهار القيظ للشمس باديا
8 ـ وتزاد مع الجار والمجرور للتوكيد .
كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :
فلا والله لا يلقى لما بي ولا لِلِما بنا أبدا دواء
ومنه قول الآخر :
إن الخلافة بعدهم لذميمة وخلائقٌ ظرفٌ لِمِما أحقر
9 ـ وتزاد مع لولا للتوكيد أيضا كما في
قول الشاعر ( بلا نسبة ) :
للولا قاسم ويدا مسيلٍ لقد جرت عليك يد غشوم
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ روي البيت السابق برواية أخرى هي :
مروا عجالى فقالوا كيف سيدكم فقال من سألوا : أمسى لمجهودا
راجع في ذلك كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها . اللام الزائدة .
ومنه قول الآخر ( بلا نسبة ) :
للولا حصينُ عُقْبةٍ أن أسوءه وأن بني سعد صديق ووالد
10 ـ وزيدت في ” بَعْد ” .
كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :
ولو أن قومي لم يكونوا أعزة لَبَعْدُ لقد لاقيت لا بد مصرعا
وأغلب المواقع التي زيدت فيها اللام في الشواهد السابقة لا يقاس عليها ، وإنما يقتصر سماعها على الشعر .
* وتزاد لام البعد ، وكاف الخطاب في أسماء الإشارة ، يمكن الرجوع إليهما في موضعهما .
هذا وقد زيدت اللام زيادات صرفية في مواضع مختلفة من الكلمة ، وقد قسم النحويون زيادتها إلى قسمين :
زيادة لازمة ، وأخرى خير لازمة .
الزيادة اللازمة جاءت في ثلاثة مواضع هي : ـ
1 ـ أسماء الموصول . نحو : الذي ، والتي ، والذين ، وفروعها باعتبار أن الأسماء الموصولة معرفة بالصلة على المشهور ، لا باللام الاخلة عليها .
2 ـ بعض الأعلام : كـ للات ، والعزى ، والنضر ، والسموءل ، واليسع ، وغيرها من الأسماء التي لحقتها اللام . فاللام فيها زائدة ، لأن تلك الأسماء معرفة في ذاتها بالعلمية كغيرها من بقية الأعلام كمحمد ويوسف .
3 ـ ” الآن ” : ذكر ابن الناظم أن الألف ، واللام في كلمة ” الآن ” زائدة ، فقال : ” ونحو الآن فإنه مبني لتضمنه معنى أداة التعريف ، والألف واللام فيه زائدة غير مفارقة ” (1) .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ شرح ابن الناظم ص100 ، ورصف المبني ص 164 .
أما الزائدة غير اللازمة ، وتسمى بالعارضة أيضا ، وتكون زيادتها في الآتي :
1 ـ المصادر ، والأعلام المنقولة المسمى بها على معنى لمح الصفة في أصل التسمية . كالحسن ، والحسين ، والفضل ، والرشيد ، والحارث ، والضحاك ، والمعتصم ، والأمين ، والمأمون ، وغيرها . فالمصادر ، والأسماء السابقة ، وما شابهها قد سمي بها مجردة من اللام ، ثم دخلت عليها اللام للإشارة إلى أصلها الذي نقلت عنه من وصف ، أو مصدر .
2 ـ اللام الزائدة زيادة غير لازمة في العدد وتمييزه . نحو : دفعت له الخمسة عشر الجنيهات .
3 ـ وقد زيدت أيضا زيادة غير لازمة في المسموع من الشعر للضرورة ، وجاءت هذه الزيادة في موضعين هما :
أ ـ الأعلام . ـ كقول الشاعر :
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا ولقد نهيت عن بنات الأوبر
الشاهد قوله : بنات الأوبر ، وأراد بنات أوبر ، وكلمة أوبر علم لنوع من الكمأة .
ب ـ في التمييز الملحوظ .
ـ كقول الشاعر :
رأيتك لما أن عرفت وجوهنا صددت وطبت النفس يا قيس من عمرو
الشاهد قوله : ” طبت النفس ” ، وأراد طبت نفسا . (1) .
رابعًا من أنواع اللام غير العاملة ـ اللام الفارقة :هي اللام الواقعة بعد ” إنْ ” المخففة من الثقيلة .
نحو : إن محمدٌ لقائمٌ .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ للاستزادة في هذا الموضوع راجع كتاب المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ،
وباب الموصول الحرفي لمعرفة مواطن زيادة أل مفصلة .
ومنه قوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة }1 .
ـ وقوله تعالى : { إن كل نفس لما عليها حافظ }2 .
وهذه اللام نوع من ” لام ” الابتداء فقد ذكر سيبويه ، وأكثر النحاة أنها لام الابتداء أفادت مع إفادتها توكيد النسبة ، وتخليص المضارع للحال ، الفرق بين ” إنْ ” المخففة من الثقيلة ، و ” إنْ ” النافية ، لهذا صارت لازمة بعد أن كانت جائزة ، اللهم إن دل دليل على قصد الإثبات ” (3) .
كقراءة أبي رجاء في قوله تعالى : { وإن كل ذلك لِما متاع الحياة الدنيا }4 .
بكسر اللام ، أي : للذي .
خامسًا من أنواع اللام غير العاملة ـ اللام الوطئة للقسم : وتسمى اللام المؤذنة ،وهي التي تمهد لجواب القسم ، وتدخل عل أداة الشرط ، للئيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها ، لا على شرط ـ كقوله تعالى : { لئن أمرتهم ليخرجن }5 .
وقوله تعالى : { لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون }6 .
وغالبا ما يكون دخول اللام الموطئة للقسم على ” إن ” الشرطية ، ولكن سيبويه ذكر أن دخولها لا يقتصر على إن الشرطية ، بل تدخل أيضا على ” ما ” الموصولة ، ـ كقوله تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لَمَا آتيتكم من كتاب وحكمة }7.
وقال سيبويه : ” والله لئن فعلت لأفعلن ، واللام التي في ” ما ” كهذه التي في ” إن ” .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 143 البقرة . 2 ـ 4 الطارق .
3 ـ المغني ج1 ص 231 وما بعدها .
4 ـ 143 البقرة . 5 ـ 4 الطارق .
6 ـ 12 الحشر . 7 ـ 81 آل عمران .
وبالرجوع إلى كتب التفسير نجد أن ” ما ” في الآية السابقة شرطية ، والمعنى لمهما آتيتكم ، وعليه فاللام الداخلة عليها تكون موطئة للقسم ، تشبيها لـ ” ما ” الشرطية ، بـ ” إن ” الشرطية ، واللام كـ ” اللام ” الداخلة على ” إن ” ، ولكن لشذوذ دخول اللام الموطئة للقسم على غير ” إن ” الشرطية ، فتكون ” ما ” موصولة ، واللام للابتداء حملا على الأكثر (1) .
وقد دخلت ” اللام ” الموطئة للقسم على ” إذ ” لمشابهتها ” إن ” الشرطية .ـ كما في قول الشاعر ( بلا نسبة ) :
غضبتْ عليَّ وقد شربت بجِزَّة فلإذ غضبتِ لأشربنْ بخروف
ودخلت أيضا على ” متى ” .
ـ كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :
لمتى صلحت ليقضين لك صالح ولتجزينَّ إذا جزيتَ جميلا
تنبيه : إن دخول اللام فيما سبق على غير ” إنْ ” الشرطية لا ينقاس عليه
سادسًا ـ اللام الواقعة في جواب القسم :
هذه لام تدخل على الجمل الاسمية ، والفعلية ، الواقعة جوابا لقسم ظاهر .
نحو : أقسم بالله لخالد قادم ، وأقسم بالله لأقولن الحق ـ ومنه قوله تعالى : { تالله لقد آثرك الله }2 .
وقوله تعالى : { وتالله لكيدن أصنامكم }3 .
ويكثر في الفعل الماضي المتصرف إذا وقع جوابا للقسم أن يقترن بـ ” قد ” .
نحو قوله تعالى : { تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض }4 .
وقوله تعالى : { تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك }5 .
ـــــــــــــــــــ
المراجع
1 ـ المغني ج1 ص 235 .
2 ـ 91 يوسف . 3 ـ 57 الأنبياء .
4 ـ 73 يوسف .5 ـ 63 النحل .
وقد لا يقترن بها كما في قول امرئ القيس :
حلفت لها بالله حلفة فاجر لناموا فما من حديث ولا صالي
وقد تلحق اللام جواب القسم المحذوف ، ولم يبق منه إلا المقسم به كما في الآيتين السابقتين ، وقد تلحق جواب القسم المحذوف بالكلية .
نحو : لقد قدمتك على المتفوقين .
ـ ومنه قوله تعالى : { لقد من الله على المؤمنين }1 .
وقوله تعالى : { لقد نصركم الله في مواطن كثيرة }2 .
سابعًا ـ اللام الواقعة في جواب لو ، ولولا :
كقوله تعالى : ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم }3 .
وقوله تعالى : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)
.ـ ومنه قول الحمير :
ولو أن ليلى الأخيلية سلمــت علىَّ ودوني جنــدل وصفائـح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا إليها صدى من جانب القبر صائح
ومثال اللام الواقعة في جواب لولا .
قوله تعالى : { لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض }5 .
ومنه قول المتنبي :
ولولا أنني في غير نوم لكنت أظنني مني خيالا
ثامنًا ـ لام البعد : هي اللام الداخلة على أسماء الإشارة للدلالة على البعد ، وتعد من أنواع اللامات الزائدة ـ نحو قوله تعالى : { ذلك الكتاب لا ريب فيه }6 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 164 آل عمران . 2 ـ 25 التوبة .
3 ـ 66 النساء . 4 ـ 22 الأنبياء .
5 ـ 251 البقرة . 6 ـ 1 البقرة .
وقوله تعالى : { تلك آيات الكتاب المبين }1 .
تاسعًا من أنواع اللام غير العاملة ـ لام التعجب غير الجارة : يقول عنها ابن هشام ، وقد ذكر ذلك ابن خالويه في كتابه المسمى بالجمل ” وعندي أنها لام الابتداء دخلت على الفعل الماضي لشبهه في جموده بالاسم ، وإما لام جواب قسم مقدر ” (2) .
نحو : لَظَرُف زيد ولَكَرُم عمر . بمعنى ما أظرفه ، وما أكرمه .
عاشرًا من أنواع اللام غير العاملة ـ لام ” ال ” التعريف : وهي اللام الداخلة على الأسماء وهي واضحة ولا تحتاج إلى توضيح فقال لي اللام :جزيت عن لغتي خير الجزاء وكفيت لامًا أبجديًا ودمت باحثًا لاميًا خالدًا عليك سلام الله يوم تموت ويوم تبعث حيا..
.