قناة نحو الشروق

ركن: شاعر وقصيدة في عدده الثالث إعداد وتقديم الأستاذ عادل بوسجرة

أسعد الله أوقاتكم أحبتنا
ركن #شاعر_قصيدة في عدده الثالث
ضيفنا لهذا العدد إبن مدينة عين لبيضاء ام البواقي الاستاذ
نورالدين العدوالي
لنرحب ونتعرف على شاعرنا

السيرة الذاتية لشاعرنا

الاسم : نورالدين
اللقب : العدوالي
من مواليد : 28 أوت 1971 م
في عين البيضاء / الجزائر
المؤهل العلمي : ليسانس أدب عربي
( نظام كلاسيكي )
المهنة : أستاذ مكوّن للغة العربية و آدابها
رحلة الكتابة : تعود إلى أيام الثانوية ( 1986/ 1990 )

البدايات : مع القصة القصيرة ، و أول قصة قصيرة نشرت له : سمفونية أستاذ حزين / على صفحات جريدة : الشرق الجزائري / مع باقة من المبدعين آنذاك : فضيلة فاروق ، عراس عوادي ، زرياب بوكفة …سبتمبر 1990
ثم نشرت له جريدة : رسالة الأطلس عديد القصص القصيرة
كما نشرت له جرائد : النصر ، المساء ، الأصيل …
و بعد العشرية السوداء عاد إلى الإبداع و النشر عبر الجرائد الوطنية

اتّجه بعد ذلك إلى القصيدة العموديّة الخليليّة التي أوصلته إلى الأقطار العربية من المحيط إلى الخليج

حاز على شهادة أحسن إنتاج تربوي سنة 2010 و كرّمه وزير التربية الأسبق بوبكر بن بوزيد

ليس من النّوع الذي يستعجل الطبع ، لإيمانه و قناعته بأن كثيرا من الإصدارات في السوق تلعن أصحابها .

المؤلفات :
★ تذاكر للحب و أخرى للخبز و النار / مجموعة قصصية
★ ديوان : ما لم تقله السمراء / قيد الطبع
★ ديوان شعري: ليال بيضاء في جنائزية الزمن الأسود / قيد الطبع
★ ديوان شعري: على ملّة آبائيَ الأوّلين / مخطوط
★من مقامات نورالدين العدوالي : قصص في فن المقامة
★ مشارك في ملتقيات و مهرجانات شعرية عديدة ، و حائز على شهادات تكريم ، و أوسمة تميّز .

مقتطفات من قصائد شاعرنا

مقتطفات :
#_في_ذكرى_يومِ_العِلم

حَيِّ المُعَلِّمَ وَ لْتُكْبِرْ مَعَالِيهِ
قَبِّلْ جَبِينَ الَّذي شَعَّتْ لَآلِيهِ

أَشْعِلْ لَهُ شَمْعةً في كُلِّ مَكرُمَةٍ
وَ اقْبِسْ ضِيَاءً عَلى الأكْوانِ مِن فِيهِ

وَ انْثُرْ على رَأسِهِ فُلًّا وَ زَنْبقَةً
وَ ادْعُ الإِلَــهَ مِنَ الجَنّاتِ يَسْقِيهِ

هَذا الّذي أَوْرَثَ الأجْيالَ قاطِبَةً
نُورًا يُزيحُ عَدُوَّ العِلْمِ يُقْصِيهِ

قِفْ عِندَهُ فِي الوَرَى تَاجًا عَلَى مَلِكٍ
وَ فِي الوَغَى فَارِسًا يُردِي أَعَادِيهِ

إذَا هَوَى النّاسُ تَهْرِيجًا وَ مَسْخَرَةً
أَلَيْسَ أَحْرَى بِمَنْ رَبَّى نُزَكِّيهِ ؟!

فَلْتَحْيَ يا سَيّدِي عُمْرًا بِلا نَكَدٍ
وَ دُمْتَ فِي سَاحِنَا لَحْنًا نُغَنّيهِ

وَ هَاكَ مِنَّا هَدَايَا القَلْبِ أَرْوَعهَا
بَلْ خُذْ مِنَ القَلْبِ أَضْعَافًا لِمَا فِيهِ

حَمَاكَ رَبِّي لِصَقْلِ العَقْلِ مَعْرِفَةً
فَالخَيْرُ مِن رَوْضَةِ الأُسْتاذِ نَجْنِيهِ

قَدْ عَاشَ مُجْتَمَعٌ يُعْلِي مُعَلِّمَهُ
وَ مَاتَ مَنْ هَدَّمَ الأجْيَالَ بِالتِّيهِ

……
ألِف، لام، حاء، باء

جَلَستْ على جُرْفِ الحَنينِ مَواجِعُ
تَقْتاتُ مِنّي و الرُّموشُ مَدامِعُ
تَبْكي على أُرْجوحَةِ الحُلْمِ الّذي
لَمْ يَنْبُ إذْ عُمْري – لَعَمْري- ضائعُ
قالتْ و قَدْ هَتَكَتْ حِجابَ دفاتِري :
قُلْ لي بِرَبّك : لَوْ حبيبُكَ راجِعُ
هلْ كُنتَ ترْمي خَلْفَ ظهْرِكَ ما مَضى
مِن حَظّكَ المَشْؤومِ لا تتراجَعُ؟!
زَحْفًا و رَكْضًا لا يَصُدُّكَ حائلٌ
نحْوَ الهَوى لا يَمْنَعَنَّك مانعُ
أتُعيدُ نِصْفَ كتابِ عِشْقِكَ إذْ مَضى
أذْوى فؤادَك و الشّموعُ لَوامِعُ ؟!
أمْ أنّ قلْبَكَ لا يعودُ القَهْقَرى
لا يُبْرِمُ الميثاقَ ليسَ يُبايِعُ ؟!
قُلْ لي بِرَبِّكَ كيفَ تَقْوى رِيشَةٌ
حِينًا و قَدْ عَصَفَتْ تَهيجُ زَوابِعُ ؟!
سَلَخَ الزّمانُ سِنينَ عُمْرٍ نازِفٍ
يا وَيْحَها ناحَتْ عليكَ مَواجِعُ !
…………
# يا جَبَل ما يهدّك ريح

ناشَدْتُكَ اللّهَ إنْ طَلَّتْ مَدِينَتُنَا
فَاقْرَ السَّلامَ عَلَى مَنْ ظَلَّ يَقْذِفُنِي

قُلْ لِلَّذِي قَالَ يَوْمًا : ” لَسْتَ شَاعِرَنَا ”
وَ قَامَ مُنْتَفِخًا فِي النّاسِ يَنْسِفُنِي:

هَا قَدْ عَرَجْتُ إلى الجَوْزَاءِ مُنْتَشِيًا
بِخَمْرَةٍ مِنْ رُضَابِ الضّادِ تُتْحِفُنِي

نَمْ أنْتَ عِنْدَ “حَنُونٍ” فِي مُداعَبَةٍ
وَ احْلُمْ بِنَارٍ تَؤُزُّ المَاءَ في سُفُنِي

وَ اسْخَرْ مِنَ الشُّرَفَا مَا دُمْتَ مُخْتَبِئًا
بِغَارِ شِرْذِمَةٍ ، فَالبَدْرُ يَعْرِفُنِي

وَ الشَّمْسُ تَنْزِلُ فِي ” البَيْضاءِ ” خَائِفَةً
تَمُدُّ نَحْوِي ذِرَاعَيْهَا وَ تَلْقَفُنِي !

تَقُولُ لِي : ” لَيْسَ ذَا مَأْوًى لِقافِيَةٍ ”
وَ تَغْسِلُ الجُرْحَ فِي قَلْبِي وَ تُسْعِفُنِي

تَقُولُ : هَاكَ يَدِي دَعْ عَنْكَ ذَا خَرَفٍ
أنَا كَزَهْرِ الرُّبَى مَا الكُلُّ يَقْطِفُنِي !

فَيَا غَرِيرًا يَظُنُّ الطَّعْنَ يَقْتُلُنِي
لا سَيْلَ – غَيْرَ سُيُولِ البَوْحِ – يَجْرِفُنِي

أَنَا جَوَادُ الهَوَى أَعْدُو بِعَاشِقَتِي
مَنْ ذَا الّذِي عَنْ قَوَافِيهَا سَيَصْرِفُنِي ؟!

……..
قصيدة اهداء للجمهور

# تَخارِيفُ شاعِر 3

مدخل : تمرّ عَلَيّ كغيري أوقاتٌ عصيبة ، تجعلني خَرِفًا ، و تدفعني القصيدةُ – رغم أنفي- إلى أن أهرف بما أعرف و ما لا أعرف … فَخُذُوا ما آتيتكم على قَدْر نواياي ،و لا تأخذوا ” تخاريفي” على مَحْمل الجِدّ ، فالأمور ★ تَمام★ ، و الحال يبشّر بالخير – و الحمد للّه – ، و (كُلٌّ يَدّعِي وَصْلًا بِلَيْلَى…)

وَ يَقُولُ لِي قَلَمِي بِرَغْمِ “شَوَارِدِي”:
كُلُّ الّذي أبْدَعْتَهُ تَقْلِيدُ

رَمَلٌ طَويلٌ كَامِلٌ مُتَقارِبٌ
هَزَجٌ بَسِيطٌ وَافِرٌ وَ مَدِيدُ

رَجَزٌ خَفِيفٌ مُحْدَثٌ وَ مُضَارِعٌ
فَمَتَى يَقُومُ البَعْثُ وَ التّجْدِيدُ؟!

لا تَنْدَهِشْ مِمَّنْ يُبَهْرِجُ خِلْطَةً
وَ يَقُولُ : إنِّي شاعِرٌ خِنْذِيدُ !

وَ أقُولُ مَوْجُوعَ الفُؤادِ مُسَلِّمًا
وَ الصّدْرُ سِجْنٌ مِلؤُهُ التَّنْهِيدُ:

الشِّعْرُ أضْحَى مِثْلَ زَوْجٍ حَامِلٍ
أَنْصِتْ لَهَا مَا غَمَّكَ التَّنْكِيدُ

أَضْحَى كَطِفْلٍ لاجِئٍ ، أحْلامُهُ
ضَاعَتْ غَدَاةَ نَأَى وَ وَلَّى العِيدُ

أَضْحَى كَوَرْدٍ ذَابِلٍ فَوْقَ الثَّرَى
قَدْ مَاتَ لَمَّا اسْتَبْدَلَتْهُ الغِيدُ

بِالمَالِ وَ الأرْقامِ وَ التّبْرِ الّذي
مَا قَبْلَهُ..مَا بَعْدَهُ تَأْكِيدُ

أَضْحَى كَبَقْشِيشٍ يُوَزَّعُ لِلْأُلَى
يَنْزَاحُ لَيْلًا عَنْهُمُو التَّجْمِيدُ

أَضْحَى بِ” بَيْتِ الشِّعْرِ” لَسْعَ عَقارِبٍ
وَ مِدَادُهُ الإقْصَاءُ وَ التَّهْدِيدُ

أَضْحَى بِ” دُورِ ثَقافَةٍ” أُصْبُوحَةً
يَهْوِي بِهَا الفَلِّينُ وَ القِرْمِيدُ

وَ بِمُلْتَقًى وَ مَجَلَّةٍ وَ صَحِيفَةٍ
أضْحَى كَرَيْعٍ خَلْفَهُ عِرْبِيدُ

أَضْحَى كَرَأْسِ رَئِيسِنَا بَيْنَ الوَرَى
لَمَّا غَوَاهُ القَصْرُ وَ التَّمْدِيدُ

مَاذَا أُضِيفُ وَ قَدْ أَفَضْتُ لَوَاعِجِي
هَلْ يَنْفَعُ الإنْكارُ و التَّنْدِيدُ؟!

هَلْ سَوْفَ أُعْدَمُ فِي مَقاصِلِ جُرْأَتِي
مَا ضَرَّ أَرْضًا لَوْ هَوَى الجُلْمُودُ ؟!

قِدْ عِشْتُ مَأسُورًا بِخَيْمَةِ عُزْلَتِي
يَغْتَالُنِي في كُلِّ صَدْرٍ جِيدُ

تَغْتالُنِي في كُلِّ بَيْتٍ شَهْقَةٌ
مِنْ جَوْفِ شَمْسٍ هَدَّهَا التَّسْهِيدُ

يَغْتَالُنِي صَمْتُ السَّنَابِلِ حِشْمَةً
مِنْ صَوْتِ تَيْسٍ خَانَهُ التَّغْرِيدُ

يَغْتَالُنِي مَا لَمْ أقُلْهُ لِأُمَّتِي
لَمَّا دَهَاهَا الخِزْيُ و التَّهْوِيدُ

يَغْتالُنِي مَنْ كانَ مِثْلِي شَاعِرًا
ظَنًّا بِأَنِّي جِهْبِذٌ مَحْسُودُ

سَلْ كُلَّ قافِلَةٍ أَتَانِي رَكْبُهَا
تُخْبِرْكَ أَنَّ عُصَارَتِي قِنْدِيدُ

البَوْحُ..هَذَا البَوْحُ ..كَمْ يَجْتاحُنَا
فِيهِ الجَوَى وَ نَجِيعُنَا مَمْدُودُ !

أَيَظُنُّ قَوْمٌ أنَّنَا بِمَفازَةٍ
مِنْ غَيْظِ قَوْمٍ رَاعَهُمْ صِنْدِيدُ ؟!

أَيُحِبُّ صَبٌّ دُونَ شِعْرٍ خِلَّهُ
أَنَّى الهَوَى إنْ لَمْ يُغَنِّ العُودُ ؟!

كَيْفَ العُبُورُ إلَى القُلُوبِ بِلاَ قَصِي
دٍ ، فَالغَرَامُ طَرِيقُهُ مَسْدُودُ ؟!

يَا سَائِلِي عَنْ غُرْبَتِي في مَوْطِنِي
سَلْ مِعْصَمِي ..لِمَ هَالَهُ التّصْفِيدُ ؟!

سَلْ زَهْرَتِي ..سَلْ مَنْهَلِي..سَلْ مُلْهِمِي
سَلْ مُعْجَمِي ..هَلْ يَوْمُهُمْ مَشْهُودُ ؟!

إِنْ كانَ نَفْخُ الرّيحِ قَدْ يَمْضِي سُدًى
فالشِّعْرُ يَبْقَى لَوْ تَوَلَّى العِيدُ

شاعر البيضاء نورالدّين العدوالي / عين البيضاء/ الجزائر

وهذه واحدة من روائع المقامات لشاعرنا

#من مقامات نورالدّين العدوالي

#حلوى أم بلوى؟!

الإهداء : إلى عُشّاق الحرف العربيّ ، و أحباب البيان، المُنافحين الذّوّادين عن ” الضّاد” أصدقائي أينما كانوا، و مَن تستهويهم مقاماتي.

اختنقت المدينة في الأواخِرِ العَشْرِ، كأنّ المشْهدَ بَثّٔ مُباشِر من يوم الحَشْرِ، ما إن قُضِيت صلاةُ العَصْر، و لملمتُ قميصي و ردائي،ثم بالكاد وصلتُ إلى حذائي، حتى تسلّلتُ خارجا بين الجُموع، لا أعرف الذّهاب من الرّجوع، و في يدي قائمة غريبة لِمُسَمّيات عجيبة، ذلك كُلُّه، مُعظَمُه أو جُلُّه هو مستلزمات حلويات العيد، كلّفتني بها بنتُ المجاويد، سليلة المجد التّليد ،موصيةً مُشدِّدة، للكلمات مُحدِّدة : إنْ لم تَعُدْ بها، يا شَغفَ الهوى، فسيكون ” راسك” دَوَا ..
طَفِقْتُ أبحثُ عن المحلّات، فوجدتُني وسْط النساء و البنات ، بين طويلة مُدَبَّبة، و قصيرة مُعَلّبة، و سوداء فَحْماء، و بيضاء شحْماء، و مُتَجَلبِبة مُبَرْقَعَة، و مُتَبَرّجة مُفَرْقَعَة ، شَعَرْت بالخَجَل، و تمنّيْت الهروب على عَجَل، لكنّ الأمر جَلَل، إذْ يَعرفُ أمثالي من الرّجال ، ما ينتظرهم عند ربّات الحِجال، فقلت في قرارة نفسي : أكْظِمُ غَيْظي و أُجَمِّدُ حِسّي ، و أصْبِرُ على بؤسي و تَعْسي، غيري يأكل الدّجاج، و أنا أقع في السّياج، المحلّ مزيّن بالفَوانيس، و السّلع معروضة تَلعَب على الأحاسيس، و توقِظ النائم من الكوابيس ، منها ما هو ملفوف في القراطيس، و منها ما هو مخزون في المحابيس ،و وجدتني أقولُ لِي :

يا صَـاحِبي دَبِّــرْ عَلَيْ أَسْعـَــارُنا تَـــــزْدادُ كَيْ

و نِســـاؤُنا و بَنـــــاتُنا يُحْرِجْـنَنَا في كـُـلِّ شَيْ

جَيْبِي يُنادِي في الوَرى قُـولُــوا لَهُ: يُشْفِــقْ عَلَيْ

“مَخْلوقَتي” تَدْعُو النِّسَا و حَديثُهُنْ : هُوَ ذا وَ هِيْ

حَلْــوَى لِعيــدٍ هـَـــاتِها لِيَـــــزُورَنا عِيــــــدٌ هَنَيْ

أمَّــا اللِّبـاسُ فَلا تَخَـفْ نَشْـرِي فَقَـطْ دُونَ الحُلَيْ

صُغْرَى بَنَاتِي هَـاجِسِي تَهْـوَى الهَــدايَا و الــدُّمَيْ

مَــاذا إذا يا فَرْحَـــتي نَجَــحَ الوَليــدُ أَيَــا أُخَيْ؟

وَ جَـوابُ جَيْبِي حَـزَّني: اِشْــروا لَــكُمْ رَجُـــلًا غَنِيْ

و أخرجتُ القائمة مِن جَيبي، و النّبْضُ يقول : سِتْرَك يا ربّي ! دَنوْتُ من البائع و البطنُ مشدودٌ جائع، مازحتُه : كيف تتحمّل هذا الكمّ من النّسْوان ؟! ، فردّ واثقا في اطمئنان : يا بهلوان.. العمل مع النّسوان ، متعة، رِبْح، و ضمان ، روائحُ زكيّة، خدود نديّة ، قَدٌّ مَيّاس، و قلب حَسّاس، أشْفار جَرّاحة، و شِفاه ذبّاحة… قلتُ : حَسْبك.. حَسْبك.. اللّهُمّ إنّي صائم، قال : إيه، كم قالها سَيِّدُ العَمائم، الرّاقي بالتّمائِم! قلتُ : لا تتحدّثْ بالألغاز، فأنا سيّد ” ذي المجاز” ، قال : هاتِ ، هات الورقة، فوَجْهُك مُحْمَرّ كالمَرَقَة ، و تَناهى إلى سَمْعي صوتُه يقول : هذا موجود.. هذا نِصابُه محدود.. هذا يُستعمل ” للمقرود” ..هذه ” فرينة” ..هذه شكولاطة لِلزّينة، مازال عندي خَلّ اللّيمون، و أيضا سُكّرُ ” مَن سيربح المليون؟ ” ، قلتُ : زِنْ لي مِن هذا رِطْلَيْن ، و ادْعُ الّلهَ أن يزيدَ في عُمري يومَيْن، قال: يا حابس. . يا طويلَ الأذنَيْن، لا يوجدُ شيء من هذا، جِدْ لِنفسِك مَغَارة أو مَلاذا ، هل أعطيك الفول السّوداني؟ أم مُستَخْلَص التّمْر اليَماني ؟ مكتوب هنا ” عُلْبتا شامية تونس الخضراء ، و اندفعْت في خُيَلاء : هذه أهواها ، فما أحلاها ، و أنشأتُ قائلا:

عِيدِي، عِيدِي، أُمِّي، عِيدي قُولِي ،غَنِّي، مِيلِي، زِيدِي

عِنْدِي مــالٌ ،عِنْدِي جَـــاهٌ في حَاراتِي زِدْ في البِـيدِ

بَيْــتِي فَـرْشٌ مِـنْ دِيــبَاجٍ يَوْمِـي لَحْــنٌ مِنْ تَغْــريدِ

كَمْ يَهْـــواني في تحْنـانِي طِفْـــلٌ يَلْهُـــو كَالعِـرْبيدِ !

بِنْـتٌ تَشْكُو، نَجْــلٌ يرْغِي كُــلٌّ يَبْغــي ” قَشَّ العِيـدِ”

أُمٌّ تَزْهُــو مـــا أحْـــلاهَا شَجَّــتْ رَأْســي بِالقِرْميدِ

زِدْنَــا هَـــمًّا ” بوتَفْلِيـقَهْ”. مِـنْ ” أُويَحْيَى” و “السَّعيدِ”

هَــذا حُكْــمٌ مِنْ سُــرّاقٍ زِدْتُــمْ عَيْشِـي في تَسْويدِ

لا أذكر بعد ذلك ما ارتكبتُ من المَهالك ، يتبعني صوت المالِك : عُدْ وقتَ ما بَدا لك، فالزّبون عندنا أمير، يحظى بما يستحق من تقدير ! قلتُ : نعم، بدليل أنّ الجَيب ما بقي فيه نَقير و لا قِطْمير، وضعْتُ ما اقْتَنَيْتُ في الصندوق، و استحضرْتُ ما قال لي ” سي مرزوق” عِرّيفُ حَيِّنا الخَلوق : “مَنْ يسمعْ كلام النّساء، يبِتْ في العَراء ”
عُدتُ إلى البيْت، أحمل الخَلّ مع الزّيْت ، يَدايَ مُحَمّلتان بالأكياس ، و أنا أستعيذ بِربّ النّاس من شرّ الوسواس الخنّاس، ناديتُ في الأولاد، فلا سَعْد و لا إياد! و صعدتُ وحدي الأدراج حيث لا مِصْعَد و لا مِعْراج، و أنا أرَدِّد : اللهُمّ طَوّلك يا روح ، و اكْفِنا يا ربّ شرّ الكُسور و الجُروح ، و كما جَرَت العادة ، وجدتُ استقبالا بِبلادة، و أحْسَستُ بضَغْطي في زيادة، قلتُ : دونكم هذه الأشياء، ولا تُصَدّعوا رأسي هذا المساء ، ما بقيَ لأذان الإفطار غير بعض دقائق، و تسلّل إلى خيشومي عَبَق الرّقائق ، و رائحة الدّجاج و النّقانق ، يبدو أنني صائم فِعلَا، و الوحْم يتبعني طِفلَا و كهْلَا، لحظات و يُرفَع الأذان، نلتقي بعد التّراويح في أمان…

شاعر البيضاء نورالدين العدوالي / عين البيضاء / الجزائر

هامش:
* مخلوقتي: في العرف الشّعبي عندنا في الجزائر : زوجتي، كما تُطْلق الزوجة على زوجها ” مخلوقي”
* بوتفليقة / السّعيد / أويحي

..
شكرا شاعرنا الحبيب مشاركتنا هذا العدد
اعداد وتقديم عادل بوسجرة
إشراف الأستاذ بن الشيخ الحسين نصر الله
النادي الأدبي نبع الأدب وادي العثمانية

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى