إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق

طفولة عمري قتلوها بقلم : “رندة برج”

طفولة عمري قتلوها …
ما عدى فلسطين لا طفولة فيها فهناك الكل رجال، صمت طفولتهم رعد، فالطفل فيها يصح على صوت قصف أو صراخ أم مكلومة أو أخت تصرخ فقدانا.
الطفولة فيها ليست الا محاولة انقاذ أخ من الاعتقال، ليست الا محاولة الفرار من بين أيدي الأشرار، ليست الا صراخا لمتاجاة الله كل يوم، كل لحظة من أجل أروحهم البريئة.
الطفل في فلسطين يتعلم الركض هربا و ليس لعبا، و رمي الحجارة دفاعا وليس صيدا، ان سألت عن أحلامهم فلن تتعدى اجاباتهم “صنع صواريخ” ، أو طبيبا لأداوي مصابي الحرب و المعطوبين والظلمومين.
كأنهم وحوش تنهش روح البشر، ففي أرواحهم لم يعد هناك مكان سوى لفلسطين و للحرب، فطفولتهم قد نهبت منذ أول صرخة لهم، منذ أول نفس أخذوه على هذه الأرض الفلسطينية.
ما ذنبهم؟، ينتظرون كل يوم ذلك الشروق الحامل لأحلامهم و آمالهم، لاخراجهم من هذه المأساة، فهم أطفال سعادتهم أصبحت لا تقتصر على لعبة يحضرها الأب أو طعام لذيذ تعده الأم، بل تكون بيوم يمر دون قصف، دون اعتقال، دون وفاة.
سرقوا أرضهم الم تكفيهم؟ ليسرقوا طفولتهم، أعز شئ في حياتهم، فأعمارهم لا تقاس بعدد السنين أو الأشهر التي يعيشونها بل تقاس بآخر مرة ألقيت قنبلة على رؤوسهم و نجوا منها بأعجوبة، حقا انها طفولة أكثر من أعجوبة.
بقلم : رندة برج / ولاية الطارف

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى