تقرير مفصل عن الندوة التاريخية الوطنية بقلم : جمال الدين خنفري
فرحات بوحامد بن الدراجي الليشاني ( مفخرة الزاب)
في ندوة و طنية بطولقة من تنظيم جمعية تاريخ بلادي للتراث و الثقافة لولاية بسكرة.
في إطار إحياء ذكرى علمائنا الأجلاء .. أخذت ( جمعية تاريخ بلادي للتراث و الثقافة لولاية بسكرة ) على عاتقها القيام بهذا الدور العظيم، و فعلا كانت الجمعية على العهد و قامت بجهد لا يستهان به في تنظيم ندوة وطنية خصصت في طبعتها الثالثة للعلامة فرحات بوحامد بن الدراجي الليشاني ( 1909- 1951 ) الذي تزامن مع الذكرى 70 لوفاته و الذكرى 90 لتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. و الاحتفال بشهر التراث الثقافي. و هذا يوم السبت 15 ماي 2021 بقاعة النشاطات للمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بطولقة. التي شهدت جمهورا نوعيا من أهل الفكر و الأدب و الإعلام الذين حظوا بكثير من الإمتاع و المؤانسة بما قدم لهم من مداخلات قيمة تحتفي بالرجل العلامة بوحامد. على وتيرة عدة ساعات من 9 صباحا إلى مابعد الظهيرة (س15).
الندوة كانت من تنشيط الأستاذ شعيب عبو وافتتحت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم من طرف أحد طلاب ثانوية الزعاطشة بليشانة (دريدي لطفي) ، ثم الإستماع إلى النشيد الوطني قسما ، تلاه الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف بفلسطين في هذا الظرف الصعب الذي يمر به إخواننا الفلسطنيون جراء العدوان الإسرائلي.
اعتلى المنصة بعدها السيد مدير المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني ، السيد عبد الحكيم مداس، في كلمة ترحيبية مثمنا هذه التظاهرة الثقافية التاريخية ، ومنوها بالدور الكبير لجهود أعضاء الجمعية في تنظيم هذه الندوة التي جاءت لنفض الغبار على نخبنا في شتى مجالات العلم و المعرفة. أعقبه رئيس الجمعية الأستاذ الطاهر جمعي الذي رحب بالحاضرين وشكر كل من ساهم في إنجاح هذه الندوة التاريخية الهامة.. ثم كلمة ممثل جمعية العلماء المسلمين الأستاذ بومعزة عبد القادر ، ثم كلمة السيد علاء الدين خمار ممثل مديرية الثقافة ، وكلمة ممثل مدير مخبر جامعة باتنة ، فممثل رئيس المجلس الشعبي لبلدية طولقة الذي شارك رفقة رئيس جمعية تاريخ بلادي في تكريم السيد محمد البشير يوحامد، حفيد الشيخ فرحات ، وكذا ابن العائلة السيد لمخازني بوحامد ، تم تكريم كل منهما ببرنوس الجمعية، ولوحة عملاقة للعالم المؤسس لجمعية العلماء( بن الدراجي) ..
أفراد العائلة تقدموا يكلمات الشكر لأعضاء الجمعية ورئيسها على جهودهم المبذولة..
ومباشرة افتتحت الجلسة الأولى تحت إدارة و إشراف الدكتورة/ حورية ومان: حيث عرضت فيها مداخلات كل من الدكاترة د/ لخميسي فريح : ( جامعة بسكرة ). الذي جاءت مداخلته بعنوان ” خصائص الحركة الإصلاحية بالزيبان ( 1920- 1954 ) ” التي أوجزها في النقاط التالية: -الموقع الجغرافي المتميز بالمنطقة -تأثير المقاومات الشعبية في الجزائر و لاسيما مقاومة الزعاطشة -أخذ زمام الريادة في الحركة الإصلاحية -غالبية مكتب جمعية العلماء المسلمين من منطقة بسكرة ( الزيبان ) -كل الأعراش بالمنطقة كانت مساهمة بالحركة الإصلاحية و ممثلة فيها -إنشاء مدرسة المحمدية التي تخرج منها المجاهد محمد شعباني…
ثم أعقبه أ. د/ عبد القادر قوبع: ( جامعة الجلفة ). في مداخلة بعنوان ” الأوضاع العامة لمنطقة الزيبان من خلال المصادر ” حيث ذهب إلى تشريح هذه الأوضاع بدقة و إيجاز التي تميزت بالكثير من الظواهر الثقافية و السياسية و التعليمية و الإصلاحية و الاجتماعية و النضالية تحت وطأة الغبن و الإجحاف في ظل الإحتلال الفرنسي البغيض مذكرا إلى أنه اعتمد في بحثه هذا على عدة مصادر أجنبية و محلية و نظرا لضيق الوقت أحال الحاضرين إلى ” كتاب الحركة الأصلاحية في منطقة الزيبان .
ثم جاء دور الأستاذ عبد القاد بومعزة: باحث في التاريخ ( بسكرة ). في مداخلة بعنوان ” الإصلاح الاجتماعي عند الشيخ فرحات بن الدراجي ” حيث ركز من خلالها على النشاط الدعوي و الإصلاحي الاجتماعي لأبي حامد مما دفع هذا الأخير مثلما يذكر المحاضر إلى عدم الاهتمام البالغ بالعملية التعليمية في جمعية العلماء المسلمين.
ثم جاء تدخل الدكتور أسعد لهلالي: و الدكتورة سلوى لهلالي ( جامعة سطيف 2 ). عبر تسجيل مصور. في بحث مشترك بعنوان ” البيئة الإصلاحية في منطقة الزيبان من خلال كتابات الشيخ محمد خير الدين ” ظهر فيه الدكتور معتذرا عن عدم الحضور..
وفي استراحة مقتضبة، أتحف الشاعر الشعبي محمد بن ساهل الفرفاري الجمهور الحاضر بأبيات من قصيدة ” فلسطين ” المكونة من 60 بيتا، وكان التجاوب معها كبيرا بالتصفيقات الحارة. ثم نبذة قصيرة عن حياة الشيخ فرحات من تقديم البرعمة رحمة لعبيدي إبنة أميم مال الجمعية الأستاذ جمال .
وفي تدخله أبرز رئيس الجمعية الأستاذ الطاهر جمعي، الباحث في تاريخ المنطقة. أهم النقاط في مسار حياة العلامة أبو حامد ، منوها بخصاله و مناقبه و منجزاته العلمية و الأدبية و نشاطاته الاصلاحية والسياسية من مولده إلى وفاته.
بعدها قام المنظمون، وعلى رأسهم رئيس الجمعية الأستاذ الطاهر جمعي بتكريم الأطراف الفاعلة والمساهمة في رعاية و دعم الملتقى (المعهد ، البلدية ، مديرية الثقافة…).
تم أخذ قسط من الراحة مع بعض الإكراميات، ثم استأنفت الجلسة الثانية تحت إدارة وتأطير الدكتور لخميسي فريح: وكان أول المتدخلين، الأستاذ الأخضر رحموني: باحث في التاريخ المحلي. بمحاضرة عنوانها ” رفقاء الشيخ فرحات بن الدراجي من الزيبان الشيخ علي المغربي ” حيث أوسع في الحديث عن العلاقة الحميمة و الصداقة المتينة و قوة المودة و الرأفة التي تجمع الرجلين في رباط مقدس.
ثم تدخل الدكتور عبد الحق مواقي: ( كاتب و باحث و طبييب متخصص في الأمراض الباطنية بولاية باتنة ). بمحاضرة ” بعنوان أدب الرحلة عند أعلام منطقة طولقة رحلة الشيخ فرحات بن الدراجي أنموذجا ” التي استعرض فيها بعض رحلات الشيخ و فصول من سفرياته و ماكان لها من أثر على تكوين شخصيته و ما أضافت له من رصيد علمي و ثقافي و ما أضفت على بصيرته من انفتاح على واقع الحياة.
وفي مداخلة الدكتورة وافية نفطي: ( جامعة بسكرة ). بعنوان ” خصائص الكتابة الصحفية عند الشيخ فرحات بن الدراجي من خلال مقالاته بجريدة البصائر ” تطرقت إلى نصوص مقالاته الصحفية التي عالجها الشيخ بأسلوبه الرفيع القوي و بتقنيات كتابة صحفية و جرأة في تغطية الأحداث و الوقائع بمصداقية عبر المعاينة و المعايشة مستندا إلى تقنية التحقيقات الميدانية المعمول بها الآن في مجال الإعلام و الاتصال..
أخيرا تم فتح باب المناقشة ، وإلقاء قصائد شعرية حماسية من طرف الشاعر الشعبي الصالح شبيرة الليوي ، ولخضر رحموني ..صفق لها الحاضرون كثيرا.. أعقبها توزيع شهادات المشاركة على المحاضرين وتكريمهم رفقة بعض المصورين على غرار عبد الحميد هويملي وعلي رحيم.
بعد تلاوة التوصيات ، تم توزيع مجمموعة كتب على كل الحاضرين بالندوة كهدية من الأستاذ المؤرخ الدراجي بوزياني، الرئيس الشرفي للجمعية: هي عبارة عن كتاب مجزء موسوم بـ ” رقم الحلل في نظم الدول ” من تأليف أبي عبد الله بن الخطيب السلماني المتوفى سنة ( 776 هجري ).
انطق جمهور الحاضرين بعهدها من طولقة إلى جنان المخراف بليشانة لمأدبة الغداء بدعوة من جمعية تاريخ بلادي بغابة زاوية سيدي خليفة ، أين كان اللقاء مرة أخرى على قصعة الشخشوخة ، في الهواء الطلق والجو الرائع..تفرق الجميع على أمل الندوة الرابعة قريبا إن شاء الله.
تغطية: الأستاذ جمال الدين خنفري.