المقال
مرفأ اّمن بقلم: “مصطفى نمر”
مرفأ اّمن
امواج عاتية تعصف بالمركب الصغير كريشة فى مهب الريح فقدت البوصلة اتجاهها وانكسرت الدفه وتسربت المياه الى المركب وتفككت المسامير وكادت تنفصل فما كان من الربان الا ان يبحث عن مرفأ اّمن ويعتمد على حواسه وبالاخص عينيه واذنيه لم يهتم بفقدان صيده بعد شهر قضاه فى منتصف البحر ، هان عليه كل التعب والمطاردات لاسراب السمك وجروح يديه التى ادميت من الشباك ولحظات لهاث الانفاس فى الشد والجذب لرفع الصيد من الماء فالحياة اقوى من الموت…
ونسى الليال المظلمة وغياب القمر والبروده التى تنهش فى جسده وتردد صدى صوته داخل نفسه ..
كره صوت البحر ووشيش المطر والنظرات الى مالانهاية وغرقة الحياة فى السراب…
المرفأ اخيرا عرفه من صوت تلاطم الموج وانكساره على الرصيف وبما تبقى من رغبه الحياة ادار الدفه المكسورة ناحية المرفأ وللعجب كصحوة اخيرة للحياة استجابت له وشعر ببعض الدفئ يسرى داخله ورست المركب بمحازاة الرصيف وموجة عاتية غاضبة كاسرة شرسة خرجت من الماء بمفردها لتضع المركب بين كفيها لتهرس اخشابها فى صخور المرفأ لتتحطم كاملة بضربة غاشمة وتناثرت اخشاب المركب وغرقت المسامير للقاع وعاد للبحر هدوئه.