إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق
من سيُعيدُ بوحَ صلاتي؟ بقلم: “جمال سلسع”
من سيُعيدُ بوحَ صلاتي؟
دكتور جمال سلسع
أليسَ لدينا غيرَ
قِراءَةِ التَّاريخِ منكسِراً؟
أَلمْ نَكتُبْ حُروفَ دِمائِنا
بِدَمِ الحِقَب؟
ونَعشَقُ دَمعَةً
فوقَ السُّطورِ تبوحُ
أحزانَ السِّنينَ
وجمرُ سواعِدي سَكَنَتْ رماداً
بينَ أَحضانِ التفاوضِ والخِرَبْ
أَعودُ وأَسألُ الأيامَ
كيفَ سأُكملُ الخطواتِ،
لمْ … لمْ أَمتَطِ خيلَ الصَّهيلِ؟
فكيفَ قلبي يمتَطي سيفَ الغَضَبْ؟
أَترتاحُ الطفولَةُ
بينَ أَحضانِ السَّلامِ؟
تسأَلُ عن اسمِها
فَتَكتُبُهُ جنازيرُ اللهَبْ
وغزةُ تمشي نحو الصُّبحِ،
تَحمِلُ حُلمَها شمساً
فَتحرِقُ خطوها نارُ الحطَبْ
فيا يا للعجب!
كأَنَّهُ لا يزالُ يسيرُ في وجعِ العُروبَةِ،
كالأميرِ أبو لَهَبْ!
فما بينَ الصَّباحِ ومنفايَ
خُطا شمسٍ
وشمسي لا تزالُ تَئنُّ
في سجنِ العَرَبْ
كِتابُ قِراءَتي المهجورِ
في دهليزِ صمتي
زارهُ وجعُ الثَّرى
والحرفُ ما كَفَّتْ يداهُ
عنِ الكَذبْ
أَأَنتَظرُ الصَّباحَ منَ الظَّلامِ،
ولا يزالُ على فَناجينِ الصَّباحِ دمي
يُعَذِّبُهُ احتراقُ الأرضِ،
يُدميهِ السَّلَبْ
وتنزِفُ من جِراحاتي
فراشاتُ الصَّباحِ،
فكيفَ يحملُني اغتِرابي للضياعِ،
وجمرُ روحي ما نَضَبْ؟
فلا أَحدٌ سوايَ في شذاهُ
عُنفوانُ أبي
فَكيفَ استريحُ على دموعِ القُدسِ،
أَتعَبني العَتَبْ!
ولا زالَ النخيلُ على يدي
وغدي يُسَجلُ فوقَ لوحِ الشَّمسِ
وعدَ دمي
كجمرِ الانتفاضَةِ
بينَ مِقلاعِ الشُّهبْ
هو الأقصى يُنادي
والقيامةُ تبكي
قمحي في اغتِرابِ صلاتي
من سيُعيدُ بوحَ صلاتي؟
أَوجعني دمي المحذوفِ من وجَعي
فَكيفَ سأَنحني ودمي يثورُ؟
فكيفَ تَحذفُني الكُتُبْ؟
وغزةُ تَصعَدُ الأُفُقَ الجميلَ بعزَّةٍ
هزَّتْ عُروشَ الليلِ،
فانتفضت على يَدِنا السُّحبْ