القصة
قِصَّة الجَرِيمَة صاحبـــة العقــــار بِقَلَم/ “عَبِير صَفْوَت”
قِصَّة الجَرِيمَة
صاحبـــة العقــــار
بِقَلَم الأديبة عَبِير صَفْوَت
تَعَنُّتٌ الْمُتَّهَم بِإِطْلَاق الِاعْتِرَاضَات إلَى قَصَدْت بِمَضْمُونِهَا ، عَدَم التواجد بموقع الجَرِيمَة حَتَّى انابت أَقُولُه ، إثْبَاتِ عَدَمِ وُجُودِ بَصَماتٌ أَو أَدِلَّة تَثْبُت أَنَّهُ مُتَّهَمٌ إلَّا ذَلِكَ الدَّلِيلُ الَّذِي يَتَضَمَّنُ اتِّهامِه ، بَعْدَ أَنْ وَقَعَتْ لَهُ شَقِيقَتُه الوَحِيدَة بِذَلِكَ الْعَقْدِ الَّذِي يَقُولُ :
إنَّهُ تَمَلُّكٌ هَذِه الشُّقَّة مُنْذُ سَنَةٍ والجريمة وَقَعَت مُنْذُ شَهْرٍ .
جَلَس “خالد” فِى مَحْضٌ الاِرْتِجَاف قَائِلًا بِخُشُوع وَطِيبِه وسذاجة كَانَتْ مِنْ سِمَاتِه :
لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، قَدَّرَ اللَّهُ وماشاء فَعَل .
انْفَضّ الْمُحَقِّق مِنْ مِلْءِ غَلْيُونَه متسائلا :
هَل تُنْكِر ملكيتك ؟ ! بِشِقِّه الطَّابَق الْخَامِس بِعَقَار شقيقتك الوَحِيدَة ” عنيات الملازم”
تَفَكَّر “خالد ” بِصَمْت ظَنَنَّا مِنْهُ أَنَّهُ تَنَاسِي أَمَر تَنَازَل شَقِيقَتُة عَن شِقِّه الطَّابَق الْخَامِس ، لَكِن آكَد :
أَبَدًا لَم أَتَذْكُر ذَلِكَ الْأَمْرِ
عَاد الْمُحَقِّق متحاورا :
هُنَاك مُسْتَنِدٌ يُؤَكِّدُ أَنَّ الْعَقْدَ تَمَّ مِنْ عَامٍ والجريمة تَمَّت مِن شَهْرًا وَاحِدًا .
تُنْكِر ” خالد” بِشِدَّة :
أَنَّا لَا أَعْرِفُ شَيّ عَنْ تِلْكَ الجَرِيمَة الْغَامِضَة .
نَظَرْت زَوْجَة الْمُتَّهَم متلسنة بالخذل :
كنتُ لَا احْتَسَبَه مِن الْقَاتِلِين ، طَالَمَا اعْتَرَضَت طَرِيقَةً إلَّا ذَلِكَ الْيَوْمِ الْمَشْهُود ، ثُمّ دَارَت ركورد سَطَع مِنْهُ صَوْتٌ زَوْجِهَا ” خالد” يَجْهَر بِالْمُقَاتَلَة :
لَو وَدِدْت قُتِل هَذَا الياسين لِقَتْلِه عَشَرَات الْمَرَّات .
انْتَبَه الْمُحَقَّقِ ثُمَّ قَالَ :
مَا الَّذِي دَفَعَ زَوْجُك ؟ ! لتعنف ، حَتَّى دَرَجَة قَتَلَ الْراحل .
أَجَابَت زَوْجَة ” خالد” :
مَعْرَكَة شنت بَيْن أُخْت خَالِد والراحل ، كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ تَأَخَّر الرَّاحِل عَنْ دَفْعِ إيجَار شِقِّه الطَّابَق الْخَامِس الْمُقَابَلَة لِشِقِّه “خالد” الْجَدِيدَة
لَاحَظ الْمُحَقِّق مَا جَذَب أَمَرَه فتساءل بِسُرْعَة البَرْق :
مَتَى تنازلت شَقِيقَةٌ خَالِد لِأَخِيهَا عَن الشُّقَّة
قَالَت زَوْجَة الْمُتَّهَم بِارْتِبَاك وَتَشَتّت :
مُنْذُ شَهْرٍ ، اقْصِد مُنْذُ عَامٍ .
صُمْت الْمُحَقِّق مَالِيًّا حَتَّى قَالَ بِصَوْت مبوحح :
هُنَاك تَوَاطُؤ بِأَمْر الجَرِيمَة .
قَالَ الطَّبِيبُ الشَّرْعِيّ :
أَيْضًا هُنَاكَ زَائِرِين بِأَمْر الجَرِيمَة .
جَلَس مُوَظَّف الشَّهْر العقاري ، يَسْرُد وَاقِعَةٌ تَمَّتْ بِهَا أَثَارَةٍ مِنْ اللُّغْز وَالْقَلَق ، أَضَفْت بِهِ حَدُّ التَّسَاؤُل ، حِين سَئلِة مُعاوِن الْقِسْمِ عَنْ إحْدَاثِ يَوْم تَوْثِيقٌ عَقْد شِقِّه الطَّابَق مُنْذُ عَامٍ ، حَتَّى أَضَاف :
تَمّ تَوْثِيقٌ الْعَقْد مُنْذُ شَهْرٍ وَلَمْ يَتِمَّ التَّوْثِيق مُنْذُ عَامٍ ، إنَّمَا قَالَتْ الْمَرْأَةُ وَهِيَ أُخْتُ الجاني :
لاَبُدَّ مِنْ إضَافَةِ تَارِيخ قَدِيمٌ يَقَعُ قَبْلَ عَامِ لِظُرُوف خَاصَّة .
آكَد الطَّبِيب الشَّرْعِيّ :
إذَا التَّوْثِيق كَانَ فِى نَفْسِ يَوْمِ إتْمَام الجَرِيمَة .
هَزّ الْمُوَظَّف رَأْسَه مُؤَيِّدًا الْكَلِمَات بِكُلّ بِحُرُوفِهَا
تَسَاءل الطَّبِيب :
هَلْ أَنْتَ أَحَدٌ السُّكَّان الَّذِين يقطنون بِعَقَار أُخْت الْمُتَّهَم .
هَزّ الرَّجُلُ رَأْسَهُ قَائِلًا :
نَعَمْ يَا بية
عَاد الْمُحَقِّق :
مَاذَا رَأَيْت ؟ !
قَالَ الرَّجُلُ كَأَنَّهُ يَسْرُد مَشْهَدًا مَرِيئًا :
مُنْذ شَهْرًا ، فِى تَمَامٍ السَّابِعَة صَبَاحًا ، صَعِدَت أَعْلَى سَطْح الْعَقَار كعادتي ، حَيْث هُنَاك الْإِطْبَاق ذَات الْإِرْسَال الَّتِى تَبْعَث الْإِشَارَات ، حِين صعودي اِسْتَمَعْت لِعِدَّة اشتباكات بَيْن صَاحِبِه الْعَقَار وَالسَّاكِن بِشِقِّه الطَّابَق الْخَامِسِ وَعِنْدَ نُزولِي زَاد الشِّجَار ، حَاوَلَت التَّدَخُّل ، إنَّمَا كَانَ الْأَمْرُ سَرِيعًا ، فُقِدَ اِسْتَمَعْت ل آه مُدَوِّيَة صَدَرَتْ مِنْ الْجَارِ ، انتابني الهلع قفزت منزلقا نَحْو شقتي حَتَّى لَا تُعْلَمُ بِمَن كَشْف أَمْرِهَا ، وَكَتَمْت السِّرّ تَخَوّفًا مِن زجي فِى تَصَاعَد ادخنة الجَرِيمَة ، إنَّمَا عِنْدَمَا عَلِمْت باتهام شَقِيقِهَا الْبَرِّيّ ، قَرَّرْت الْإِدْلَاء باقوالي
قَالَ الطَّبِيبُ الشَّرْعِيّ :
مَاذَا يَعْنِي التَّسْجِيل الصوتي للِمُتَّهَم .
جلستا الْمَرْأَتَان مِنْهُنَّ مِنْ ترتجف والاخري لَا صَدِئ لَهَا مِنْ رهاب ، تَقُول زَوْجَة الْمُتَّهَم بَاكِيَةٌ :
الْفَقْر يَا بية وَالِاحْتِيَاج مَا أَخَذَ السُّوء بِقَلْبِي ، مَعَ زَوْجٍ سَاذَج وَطِيب ، أَشَارَت نَحْو شَقِيقَةٌ الْمُتَّهَم نادمة :
وَهَذَا الثُّعْبَان الَّذِي هُوَ بِصُورَةِ امْرَأَة ، جَمَلٍ لِي الْأَحْدَاث واللقت بَيْن كفوفي الْمَال ، حَتَّى تَذَكَّرْتُ ذَلِكَ التَّسْجِيل الَّتِي قَدْ سَجَّلَت ابنتنا مُجَرَّد مَزْحَة ، قَالَتْ لِي أَنْ أَشْهَدَ أَنْ زَوْجِي قَاتَل وَأَقْدَم هَذَا الدَّلِيلِ .
باحَت الْمَرْأَة بِوَقَار :
بِالطَّبْع هِي كَاذِبَةٌ
قَالَ الْمُحَقِّقُ :
أَلَمْ يَكُنْ بَيْنَك ؟ ! وَبَيْن الرَّاحِل شِجار ، مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ
شَقِيقَةٌ الْمُتَّهَم بِعَدَم تَرْكِيز :
مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ
قَالَ الطَّبِيبُ الشَّرْعِيّ :
كَيْف نتأكد ؟ !
أَجَاب الْمُحَقِّق :
عَلِيًّا أَنْ نسئل الرَّاحِل
فُجِعَت شَقِيقَةٌ الْمُتَّهَم :
كَيْفَ ذَلِكَ ؟ ! لَقَدْ مَاتَ مَاتَ
قَالَ الْمُحَقِّقُ :
حَقًّا قَدْ مَاتَ ، لَكِنَّه مَاتَ مِنْ شَهْرًا وتقولين عَن الشِّجَار بَيْنَكُمْ مَنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، أَيْضًا الْعَقْدُ الَّذِي كَتَبَ بِاسْم اخيكٍ حَتَّى يُتِمَّ استكمال الجريمة والزج بِه كَا قَاتَل ، وَأَنْت الْقَاتِلَة فِى لُبّ الْأَمْر
انْفَجَرَت المتهمة بِقَسْوَة :
هَل لَدَيْك شُهُود
تَجَلِّي سَاكِنٌ الْعَقَار بالطابق الرَّابِع يَعْتَرِف :
أَنَا الشَّاهِدُ الَّذِي اسْتَمَع لَك وَأَنْت تقتلين ، وَهَذَا الشِّجَار تَكَرَّر كَثِيرًا .
قَالَ الطَّبِيبُ الشَّرْعِيّ :
وَهَذَا بِالنِّسْبَةِ لِشَهَادَة مُوَظَّف الشَّهْر العقاري
الْمُحَقِّق باهْتِمام يلظي :
انتٍ مُقَيَّدَةٌ رَهَن الْمُحْبَس وَأَحَدَ وَعِشْرِينَ يَوْمًا عَلَى زمة التَّحْقِيق ، وَهَذَا نَظَرًا لِوُجُودِ شَهِدَا وَأَدِلَّة وجسم الجَرِيمَة .
خَرَج شَقِيق المُتَّهَمُة مِنْ الْمُحْبَس يضني مِنْ الظُّلْمِ اِنْكِسار الْكِبْرِيَاء ، إلَّا مِنْ مَنْزِلِهِ الْمُتَوَاضِع الَّذِي اُكْتُفِي بِظِلّه الْفَقِير الْوَحِيد الْبَسِيط يَجْمَعَه فِى صُمْت بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَوْلَادِه بِلَا حِرْباء قَاتِمَةٌ الْمَلاَمِح كَان الطَّمَع غَايَتُهَا ، كَان جُزْأَهَا الْعُزْلَة وَالطَّرْد وونيسها النَّدَم أَسْفَل السافلين .