حديث النفس بقلم: إدريس الجوهري
سلسلة : حديث النفس 🥀❣
صديقتي تشكو لي ضنك الحياة ،
فقدان الثقة في البشر ، تخبرني
بوفاة الأمل ، تنعي لي نفسها ،
التي ماتت على فراش اليأس ،
فكتبت لها هذه الكلمات ، إحياءا
لذكرى صداقتنا ، على مر السنين .. :
فلتعلمي يا عزيزتي الغالية ، أني
أشعر بما تمرين به ، فلكم تجرعنا
خيبات ، و حسرات ، من صحبة
بني جلدتنا ، حتى تثقين بأحدهم ،
فتحسبينه الأصدق الأوفى ،
فينقلب إلى خائن ، ناكر الجميل ،
هذا أقل الخسارة ، يأتون على صفات
مختلفة ، متنكرين وراء أقنعة النبل ،
الصدق .. الأمانة .. الوفاء والحب ،
أعلم ذلك جيدا ، لأني عاشرتهم ،
حتى كدت أصير مثلهم ، وأضيع
بين الأشباح ، في جحيم النفاق ،
غير أن طينتي الأصلية ، أبانت
عن حسن جمالها ، وصفاء معدنها ،
فبعثت من جديد ، من تحت الرماد ،
منتصرا عزيزا ، أنقذت نفسي ،
من الغرق في أوحال القذارة ،
لا تحسبين أن الأمر هين ، بل
صعب مؤلم ، لكن لا خيار لك ،
هي حلبة ملاكمة ، عندما خرجنا
إلى الدنيا ، والقفازات في أيادينا ،
فلا تتركيها ولا تنزعيها ، إن
أسقطوك بالضربة القاضية ، فلن
يسعفوك وإن رن جرس الهزيمة
الشنيعة ، أحبطوا عزيمتك ،
فلتكوني على حذر ، تدربي
على السقوط و النهوض ،
وكيف تحكمي ربط واقيات
الرأس والوجه ، لحمايتك من
الضربات ، والركلات ، وتخفيف
أوجاعها ، تعلمي فنون المراوغة ،
والغموض ، وأوضاع السكران ،
في حركاته وتمايله ، وتغيير
المكان الاستراتيجي ، وخصوصا ،
الدبلوماسية ، في كل زمان ومكان ،
ثم احذري من إدارة ظهرك ،
لشخص ما ، فيطعنك من حيث
لا تشعرين ، هي ثقة نسبية ،
لا تعطيها من أول لقاء ،
أو ابتسامة ، هم فقط يحددون
مقدار ما تعطينهم ، من ثقة ،
فعلى قدر صدق وإخلاص ،
وولاء انتمائهم لك سيصبحون
من عائلتك المقربة ، إعطي نفسك ،
راحة بلا قلق ، حين تختنقي من
دخان الحياة ، سافري في النجوم
في الكون في الطبيعة ، وجمالها ،
إنه عالمك الخاص بك ، هناك حيث
لا يوجد ، من يعكر صفو الأجواء ،
ارحلي إليه ، والجئي إليه ، كلما
ضاقت بك ضائقة ، ثم نامي فيه
قريرة العين ، حتى تنجلي السحب ،
كوني حبيبة نفسك ، سعيدة راضية
بكليتك ، لا تنتظري ، ولا تتأملي
شيئا من أحد ، اكتفي بما لك ،
ولديك ، وبما أنت عليه ، يكفيك
فخرا ، أنك ملكة نفسك ، لست
عبدة مال ، ولا هوى زائل ،
ولا بطلة عشق زائف ، كتبها
روائي ثمل ، في مرحاض نادي
ليلي .. لقد تعلمنا ، من خلال
المدرسة العتيقة ، أن نتعايش
مع فكرة أن المقاومة والاستقلال ،
والاستغناء ، هي شكل من أشكال
الشجاعة ، وأنه من الأفضل
التحمل والصمت .. ومع ذلك ،
فإن الشجاعة الحقيقية هي
قول “لا” .. “توقف” .. “أنا ثم أنا” ..!!
عندما نكون عاجزين على تغيير
الوضع ، فإننا نواجه تحدي
“الجوكر” في تغيير أنفسنا فالعيش
في مكان هستيري لا يجعلنا نشعر
بالأمان ، إنه مثل تأجيج شعلة
الماسوشية …!! حب الألم …!!
يسحقنا .. يفقدنا كرامتنا .. يحولنا
إلى إدمان المعاناة …!! إلى دمى
أراجوزية ، يمكن للآخرين التلاعب
بها كما يحلو لهم ، وعندما نضيع ،
لا نسير في خط مستقيم للوصول
إلى المخرج ، نغرق في دوائر
وحشية محفوفة بالمخاطر …!!
المخاطر ، عندما نشعر أننا لم نعد
في مكاننا ، وأن شعلتنا انطفأت ،
يجب أن نطير إلى عالم البرزخ ..!!
يقال أن الأرواح تلامس بعضها
البعض ، أو تختلف ، أو تضيع ،
أو تجد ضالتها بعد عناء طويل ،
أو تواصل تجولها الفضولي ،
ثم تستريح قليلاً في عزلة ..!!
أو في سلام ..!! يبدو أن أرواحنا ،
عندما تتزاوج ، تحتفظ بسحر خفي
يتجلى بوضوح النجوم الساطعة ،
لا ينكشف إلا لمن ذاق حلاوة اللقاء ..!!
أعلم يا عزيزتي أنه كانت بيننا
مؤخرا ، بعض الخلافات ،
والخصومات التي جعلتني ، أبتعد
عنك ، كي لا يتفاقم الوضع ،
وتسوء علاقتنا ، لكني مازلت معك ،
على نفس العهد ، منذ ولدنا ،
يا توأمتي في الحياة ، لقد جهزت
أمتعتي ، وأنا قادم لإحياء عالمك ،
و ترميم صداقتنا من جديد …!!
❣” ا .. ل .. إ .. ك .. ت .. ف .. ا .. ء🖤ا .. ل .. ذ .. ا .. ت .. ي “❣
@ بقلمي / إدريس جوهري . ” روان بفرنسا ”
29/05/21 Jouhari-Driss
Strange Harbors & Do you know who is really
lucky, that he is the one who has a friend who
always supports him, someone who shares
his sorrows and joys with him, and tells him
about all his actions without fear, because
he knows his essence and his substance.
أتدري من هو المحظوظ حقاً انه الشخص الذي يملك صديق
يؤازره دوماً، شخصاً يقتسم معه أحزانه وافراحه، ويخبره
بكل تصرفاته دون خوف، لأنه يعلم جوهره ومعدنه.