القصة
رائحة الموت بقلم: “جمعه عبد المنعم يونس”
رائحة الموت
……………………قصة قصيرة
إنهم يطرقون علىّ الباب الآن …يبدو أن قفل الباب لايساعدهم فى الفتح …هيكلي العظمي يرقد الآن بلا ستر بجانب الحائط في ذلك القبر الضيق …لا أدري كم مر علىّ هنا …يبدو أنه منذ زمن بعيد …عظامي المتاكلة تقول ذلك ..إنهم يطرقون الآن بكل قوة فوق القفل ..يبدو أنه أكله الصدا وعوامل الزمن … مهلا أيها الأوغاد ..!! إنكم صرعتم كل سكان القبور …أنا أسمعهم الآن إنهم يتململون يتزمرون من ضجيجكم …
أخيرا توقف الطرق الشديد وفتح الباب الحديدي الضيق ..ودخل الهواء والضوء إلي القبر لأول مرة منذ زمن بعيد وخرجت رائحة الموت تتجول الآن فى الهواء الطلق …عظامي بدأت تتفكك نتيجة الهواء الجديد ..أسمع طقطقتها وأحسها ..بعد قليل دخل رجل القبر ..تلاه الثاني ..وهم يتلون بعض أيات الذكر الحكيم ..بعدها بدأوا يهمهمون ويتهامسون ..يبدو أن هناك وافداً جديداً سياتي بعد قليل ..أعدوا له مكان بجواري ..فرشوا فيه رمال جاءهم من الخارج . يبدو أن هناك أحدا ً يساعدهم أستأنثت بهم قليلا ً …ثم خرجوا ينتظرون الوافد الجديد.
عظامي بدأت تشعر بالبرد ..فغفوت ..!!
أستيقظت على صوت دبيب أرجل كثيرة وهمهمات عالية ..يبدو أن الوافد قد أتى .نزل إلي القبر ستة رجال واحد يليه الآخر .. زحام شديد حول الباب الضيق قطع الهواء والنور عني..
لم أعد أرى شيئا ..يبدوا أنهم أنزلوا رفيقي الآن ..إنهم يفهمون بعضهم بعضا بنظرات الأعين ..أرقدوه بجواري ..فكوا عنه..
سوف أعرف بعد قيل من هو..؟ ..!!
كل ذلك وأنا أحاول أن أتجنب بعيدا ًعن أقدامهم ..أخذت أقصى مكان بجانب الحائط ..حتى لا يدوس أحدا ً منهم عظامي المتهالكة في غفلة منه دون أن يدري
خرجوا واحداً تلو الأخر ..أغلق الباب الصدىء بشدة
حل الظلام مرة أخرى.. همست بأذنه
مرحبا ً بك هنا.. ..!!
حيث الظلام والتراب.. ..!!
ورائحة الموت….!!
تمت ……………………….………………
بقلم// جمعه عبد المنعم يونس //
مصر العربية
فى 4 يوليو 1998