ليتهم لم يرحلوا
ليتهم بقوا ولم يرحلوا
فزمنهم الجميل ورائع بكل المقاييس
فيه البسمة واللمة والنكتة والطيبة
نفسي ضائعة بين الزمنين
بين الأحياء تارة والراحلين
وهم في القلب سكنوا واستوطنوا
أيا ليتهم بقوا ولم يرحلوا
لم أكن أعي لزمان وهو يسرق البهجة
و الضحكة وراحة البال والخلان
وترك قلبي فارغا بلا عنوان
احتسي قهوتي بلا نكهة ولا بيان
أتوه لفترات في متاهة النسيان
وجريدة الصباح معلقة على الشرفة
كغسيل الملابس يلهو بها الريح لا قيمة لها
لأنها فقدت مثلي اللهفة وجذوة الحياة
هنا فهرس الأحداث والعزاء والدعوة للبكاء
رأفة بحالنا كل جهة تجذبنا إليها
بين الماضي والحاضر المغتال منذ زمان
بحثت عن الضائعين في متحف الغرقى
عن حقيبة ملئى بالذكريات والصور الصماء
عن شقيق الروح لأوقظ ما غاب عنا
وبحثت عنه في ليلة ظلماء
تحسست المكان فاقتربت الأحزان
وهامسني أنه رفيق الدرب
لكنني كنت في سبات
توأم روحي عساك بجانبي
تدثرت بك سنين عمري
واستأنست بك أيام وجعي
ولكنك اليوم ابتعدت عني
ما السبب يا طويل العمر
أنني انتظر منك تفسيرا يشفي غليلي
وتوارت الصور خلف الضباب
حمدت الله واستغفرت رب الأكوان
الأستاذة :شباح نورة
الجزائر 
