إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق
في غياهب الجنون بقلم: “نورالدين بنعيش”
في غياهب الجنون
******
جئت أعترف بنصف
الحقيقة لك
شعري يترجمها عني
على أوراق خريف حياتي
فاتركيني
من غير لوم …
من غير عتاب …
أحتفظ لي بنصفها الآخر
أواسي آلامي. .. !
ربما أعثر على مسارات
لطالما بحثت عنها…
لتخرجني من المتاهات
من الضباب…
فانزلق في عين العاصفة !
أختفي عن ظلي
قد أجد هناك ظلا أخر
ينسيني
خيالي الذي يشطح بدوني
مع جنون الريح
وحروفي الراقصة كالزهر
الراجف تحت المطر
في غياهب الجنون !
أتوحد مع جنونك
الذي يغريني
ويغري جنون القمر
فيتصور السديم كملاك
عار بدون دثار يقيه
حر لوعة الاشواق
دعيني
أدثرك من تاج رأسك
إلى أخمص قدميك
بكلام شاعريِ يعي أنه
ليس غطاء ولا كلاما
مادامت معانيه وكل
كله أحاسيس
تختفي في العري
فحالي على هذا النحو
لم يعد يرضيني
في فراغي لو علمت
سراح يناظر الضجر
بل فيه موتي !
فتعالي أيقظيه من مكمنه !
دون أن تُنْبِسي ببنت شفة
ولا تحاولي أن تسأليني
ما أريده منك
سوى سد الثغرات
التي تنبعث منها الأحزان
في كل لحظة مع صرخات
صداها يبكيني
وفي بعض الأحيان أجدني
أضحك ملء عمري
الذي ضاع في الاوهام
فضاع منه الدرع الذي
كان يحميني
ترجلي فرس العناد !
فدماء قلبي دوما
تصهل تجاهك لتنتهي
كرْما تحْت وقع قدميك
فاعصريني خمرا
اعصريني!
ثم ناديني حبيبي إن شئت
فيتبختر اكسير الهوى
على شفتيك…
أو أنطقي اسمي ليغدو
على ضفاف فمك
مثل السوسن المزهر
المصفر… في فم النسيم
أعيدي الكَرَّة مرة ومرة
إن كنت مريدة حقا
أن تكسبيني !
بقلم الشاعر نورالدين بنعيش21/06/2021