البداية بقلم: الكاتب كروشي يونس
البداية بقلم: الكاتب كروشي يونس
حلم الطفولة
حلمت منذ الطفولة أنني كاتب عظيم ، وأنني ألفت كتابا من 113 صفحة ، وإشتهرت به ، كان حلم الطفولة ، فمنذ الصغر وأنا أتمنى أن يكون الحلم حقيقة ، فلم يتوانى لي الظفر بذلك ، أردت أن أكون كاتبا عظيما ومؤلفا كبيرا رغم أنني طفل صغير لا أمتلك الأفكار التي يمكنني صياغتها في الكتاب وتأليفه ، فكان الحلم أوهن من الحقيقة ، ولم أجد معلما يحفزني لوضع الكتاب وتأليفه ، فكان لزاما علي أن يبقى الحلم حلما وكفى.
إشتقت أن أكون مثل الكبار ، وأن أكتب عن الحياة في شواطئ البحار ، فلم أجد آنذاك سيوى الغبار الذي يتناثر من طلائع الأزهار ، ودعوت ربنا الغفار الذي يستجيب لكل داع دعاه سواء في الليل أو في النهار، فلا يستجيب لحلم طفل بريء سيوى الجبار الذي يحقق الأماني وتتحقق بفضل الملكوت الذي يكور الليل على النهار ، فصار القلم من إبداعاتي وتألقاتي ، وصرت أخط بالعربي كل إصراري وعزيمتي ، وإتخذت من المطالعة سبيلا بل طريقا أضاء لي نور العلم فأكلت الحروف الأبجدية حرفا حرفا ، وشربت من كأس البحث والإطلاع على كتب العلم والمعرفة ، وكتبت بضع مقالات في المدرسة وصححها لي المدرس ، وإقتربت من جعل الحلم حقيقة ، لأنني كلما كتبت عن موضوع وصححه الأستاذ زادني تحفيزا وأملا في أن أكون غدا أفضل من كل يوم مر وسيمر علي لا محالة وأنا أفكر، كيف سأجعل الحلم حقيقة؟! ، وإلى متى سأنتظر؟!، ومتى سيكون لي ذلك؟!، أو أن الحلم هب مع الرياح التي تجري دون أن تشتهي السفن.