الرواية
رواية سائق ثقة بقلم: “أ. عبدالاله ماهل”
حلقة جديدة
من حلقات رواية سائق ثقة
تأليف: أ. عبدالاله ماهل
انتصف النهار، واشتد الحر، وبلغت الذروة أوجها. راغ عن سيره الطبيعي، وانطلق كالسهم عبر ممر ضيق؛ يسابق الزمن أيا يدرك حاجة ألمت به، ولم يستطع معها صبرا.
انزوى جانبا تحت شجرة ظليلة، وعلى عجلة من أمره اوقف محرك السيارة.
جال بعينيه يمينا ويسارا، فلم يحصد إلا تنهيدة فاهت من أعماقه.
أف، وتف؛ وكأن ذوو الباس لا حول لهم إلا هدر الأموال دون أدنى فكرة؛ والناس في حاجة إلى أقل ما يقال مرحاض يستر عورتهم، ويفي بالغرض المطلوب.
بحت عن ضالته طويلا، ولسان حاله يجتر مرارة: مرحاض يا عالم… مرحاض يا عالم…
لم يجديه نفعا لا هذا ولا ذاك؛ اللهم التواري من وراء تلك الشجرة الظليلة، وقضاء تلكم الحاجة التي ما فتئت تؤرقه، وتفسد عليه وضوءه .
أحس بصبيب عرق يتنزل ندى من بين مسام ضهرانيه، سرعان ما فاض واستفاض، وتحول إلى حمام عرق، يستحيل معه الركوب على مغامرة، عاقبتها نزلة برد قد تعصف لا محالة بصحته، تكون له نهاية غير سعيدة، تبعده نهائيا عن مقود السيارة.
خاف على نفسه، لزم مكانه، ولا من يشفي غليله، ويعفيه مغبة حرقة بول ينذر بانفجار.
تريث قليلا، فكر مليا، ومن حيت لا يدري تمة قنينة ماء معدني كانت على الموعد، تنفس من خلالها الصعداء؛ ليعاود قدره مع الطريق.