خاطرة
على أمل لقاء جديد
بقلمي: سوسن نهائلي / الجزائر
عانقتني حروفي واِمتلكتني تلك الصفحات، فسَكنَتْ الروح بين الرفوف، وعقلي صار غريبا عن الأحباب، أفكاري باتت كطيور مهاجرة بين البلدان، تحوم بين السطور تُفتِّش عن ما يروي عطشها ويسد جوع فضولها تسافر عبر الأزمان، أعلم يا حبيبتي أني اِبتعدت روحا و مسافة، واِنسخلتْ مشاعري من جوف الوريد، فأضحت فريسة لحبها الوحيد، وعشيقة لشغفها العنيد، ركبتُ موج العناد علَّني لهدفي أصطاد و أُداوي قلبي العليل، قُرب شاطئ العتاب تركتكِ وحيدة، أعلم أني اِتخذتُ من عَبق أوراقها عطرا بدل عطرك، أراقصها بأناملي بدل مراقصتك، أداعبُ ملمسها الحريري بدل مداعبة جسدك، وأدقِّق في تفاصيل الغلاف بدل تفاصيل وجهك، وأضحت خليلتي و الشريكة لقلبي بقربك، أعلم أني صوَّبت رُمح أنانيتي نحو حبك، لكن حين ينادي الحلم، حين يرمي تذكرة السفر لا وقت بعدها للتأجيل، عند محطة الوداع أدركتُ، أنّ الإنسان مهما عاش لن ينال كل مايريد، فدائما هناك جُرح لن يطيب، حبيبتي فالتغفري لي ولتدركِ أن حالي مغلوب عن أمره، فإن لم أمت بين يديكِ فأمر موتي بين زوايا الرَّف أكيد، سلاما أزُّفه لك على أمل لقاء جديد.
