(حنين المسافر إلى خوبر)
الشاعر عبدالمجيد محمد باعباد
أتعبتُ قـلـبي بقرب الوصل يـا ” خوبر”
فما عسى أن يزيد الشعر أو يخبر
قد حمل الوجد قلبي فوق طاقتهِ
فجئت بالأحرف الفصحى أعتذرُ
لا سعد للأعراب في الأقفار أحسده
وما لفخر النوائبِ في الهوى أثرُ
يا محنة الحرب قلبي في الجوى عاشقٌ
وعقلي في زجاج الخوض ينكسرُ
ما ضمد الدهر عدوى كنت أحذرها
إلا دهتني مدى أوجاعها الصورُ
باست مآسيك هام جرحي وآلمني
كثر التفاهات ذاك الواقعُ الخطرُ
إن أتعب الحرب في أهليك مقدرتي
أني بأحوال دهري فيك أعتبرٌ
يا ساحة البوح يا أنفاس موجلتي
قلبي من الشوق والأحزان يستعرُ
أوغلت بلواي مالي في هواك سوى
قصيدة عن سماء اليأس تنهمرُ
فجئت أبكي قوى الطاغي وأندبه
بعبرة ضج من إرهاقها القدرٌ
وأي أرض ســـيـــهـــوى يــــــــا مــعــذبــتــي
قلبي وأنت الحشا والروض والمطرُ
إن تـهت فـي الأرض كـان الدخن بـوصلتي
واللبنُ ساقيتي والشوق والسمرٌ
يا دارة الحسن في صباحات مقلتهِ
إني لنحر الغواني السمر أفتقرُ
لي ذكرياتي بدخن الحقل لي معاقلٌ
في خوبر الربا أعشق الصِغرُ
ولــــي بــسـفـح الــحـمـى أهـــل ومـنـزلـةٌ
ومسجدٌ بمآذن الإسلام يفتخرٌ
ولي القصائدُ تذكر في الهوى شعرًا
ولي مقامات الشمس والبدرُ والنثرٌ
أنـــا الــعازبُ الـمـعـنى حــيـن تـلـهـمني
جــوارحــي ســــر حــبـي ، والــهـوى قـــدرُ
..
