القصة
البيت المهجور بقلم: “رحيمة حزمون”
البيت المهجور
قصتنا لهذا اليوم اغرب من الخيال ولم
يستوعبها عقل انسان تروى عن بيت مهجور مند آلاف السنين
سكنته ارواح ليست من بني الإنسان ولا يسمع لهم صوت الا
اذا حل الظلام حين يكون الكل نيام وتكف الألسنة عن تلاوة
القرآن لأنها أرواح لا تؤمن بوجود الرحمن وتسعى لنشر
الفساد وكانت أصواتهم احيانا تزعج السكان دون اجاد حل
لايقافها .
في يوم من الأيام قصد استأجره رجلا من أكبر التجار ومنذ
ان سكنه لم يهنئ بنوم في الليل و النهار وظل على هذا الحال
لأعوام إلى أن سكن بقربه جار صالح ملتزم بدينه ومتمسك
بكتاب الله… ليله مع نهاره .
وكان كلما عاد من عمله واخذ يقرأ القرآن سمع لهم اصوتا تهتز
له أصحاب القلوب ضعيفة الإيمان وكم ازعجه أصواتهم لكن
اصر على متابعة التلاوة وعدم إلتفات لاصواتهم .
ذات يوم التقى بجاره التاجر صدفة وسأله عن سبب
الصراخ كل ليلة في بيته فحكى له القصة فنصحه بهجران البيت
فورا والا ساتؤذيه تلك الأرواح لكنه أصر على البقاء فيه بحجة
ان ليس له مأوى اخر وظل فيه إلى أن جاءه اليوم
الذي رأت عينه مالا يصدق اذ ان أحدهم جاءه بصورة امرأة
حسناء هددته بالكفر بالرحمن وستجعل منه ملك وتكون له
الزوجة الصالحة وتنسيه مامر به من أوجاع في حياته
فابى لكنها لم تتركه في حاله إلى أن جعلته يوافق واعطته
ماوعدته به وصار خاتما في أصابعها وتأمره بابشع الأفعال
لدرجة جعلته يحرق كتاب الله في المرحاض وعندما فعل ما
امرته سكنته وابت الخروج من جسده وكم أتوا له من
الرُقات لكن دون جدوى إلى أن سمع به جاره الصالح وهم
إليه مسرعا وقام برقيته حتى جعل كل ساكنوا البيت يفرون
من ذلك البيت واستطاع اخراجها من جسده بقوة إيمانه
واستعانته بكلام الله وقد عرف التاجر ان مانصحه به جاره
كان صح وان لولاه لبقي في معصية الخالق طول حياته
وعزم على التوبة واصلاح مااقترفته يداه عسى الله
ان يغفر له
رحيمة حزمون /الجزائر