المقال

ليلة سقوط برلماني بقلم: ” أ. عبدالاله ماهل”

ليلة سقوط برلماني
الحلقة الأولى
تقلب ذات اليمين وذات الشمال، ولا شيء جد؛ ليبقى الحال على حاله، وكأن النوم جفاه، واقسم ان يحيد عنه بالمرة وبدون رجعة.
رمى بالأغطية أرضا، نهض من فراشه وانتصب واقفا أمام النافذة. أطل من وراء الشباك، جال بعينيه هنا وهناك، فلم يحصد إلا تنهيدة فاهت من الاعماق، تصادفت وطلائع ليلة حالكة لا تبقي ولا تذر، أبت ساعتها إلا أن تجثم بكل ثقلها على المكان وأهل المكان، ولا من بادرة أمل تلوح في الأفق؛ اللهم سماع ذوي رعد على الفاضي، ووميض برق ما يكاد يخطف الأبصار حتى يخفت وعن الآخر؛ كتلكم المصابيح الوسخة اليتيمة على قارعة الطريق.
غلب عليه التتاؤب، احس بثقل بجفنيه، أشعل سيجارة عساها تلهيه عن ما هو عليه، أحكم قبضتها بين شفتيه الداكنتين، نفث بدخانها بعيدا بعيدا، ولم ينفك عنها حتى أتى عن آخرها؛ ليرمي بعقباها بعيدا بعيدا.
اسودت الدنيا في عينيه، ضرب أخماسا بأسداس، عض على شفتيه؛ وكأن به غصة لا تنجلي ولن تنجلي إلا عن صبح جميل.
تأليف: أ. عبدالاله ماهل
المغرب

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى