إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق
سَرَابٌ بِقَلَمِ: “جَمَعَهُ عَبْدُ الْمُنَعَّمِ يُونِسَ”
سَرَابٌ
…………
كَيْفَ تَحْسَبُ أخطاؤك
وَحَيَاتَكَ مُمْتَلِئَةٌ بِهَا
والمعاصي..
وَأَنْتَ مُطَالِبُ الْآنَ بِتَدَارُكِهَا
لِقَدَّ آنَ الْأوَانُ لِذَلِكَ
دَعْكَ مِنَ التَّسَكُّعِ فِي الطُّرْقَاتِ
وَقِرَاءةَ الْكُتُبِ
لَيْسَ لَدَيْكَ الْوَقْتَ الْكَافِّيَّ
وَقَدْ وَهَّنَتْ عِظَامُكَ
وَجَسَدَكَ النَّحِيلَ لَمْ يَعُدْ يُقْوَى
وَضَعُفَ بَصَرُكَ
فَلَمْ تَعُدْ تَقْرَأُ إِلَّا تَحْتَ ضَوْءِ النَّهَارِ
وَاللَّيْلَ قَاسِي طَوِيلَ
وَالصَّمْتَ كَئِيبُ..
يَحْمِلُ الْكَثِيرُ مِنَ الذِّكْرَيَاتِ
وَأَنْتَ يُرْبِكُكَ السُّؤَالُ؟
تَرَى أَيُّ مِنَ الليالي الطَّوِيلَةَ تَقْبَعُ أخطاؤك
وَأَنْتَ صَالِبَا ظِلِّكَ.
! تَحْتَ ضِيَاءِ الْمَصَابِيحِ..
بَيْنَكَ وَبَيْنَ كُلَّ هَذِهِ الْأَخْطَاءِ والمعاصي
كُلَّ هَذِهِ الليالي الطَّوِيلَةَ الثَّقِيلَةَ
هَلْ أَوََدَعَتْهَا كَتَبِّكَ أَوْ قَصَّاصَاتُكَ؟
تَرَى أَيُّ الْكُتُبِ لَدَيْكَ……….
أَوََدَعَتْهَا أَسْرَارُكَ…
وَأَنْتَ تَخْطُو مِنْ سَرَابٍ إِلَى سَرَابٍ
يَأْتِي الْوَقْتُ وَيَمْضِي
وَأَنْتَ مَصْلُوبَا ً هُنَاكَ
مَعَ ظِلِّكَ
وَكَتَبَكَ لَا تَحَمُّلٌ إِلَّا أَنِفَاسَكَ
وَأَنْتَ مَازِلْتُ تَمَسُّكٌ بِالسَّحَابِ
وَتَخْطُو مِنْ سَرَابٍ
إلْي سَرَابٍ
………………..
//
27 نُوفَمبرَ 2018
مِصْرَ الْعَرَبِيَّةِ