المقال
نَجْمٌ منْ سُلالةِ الإنسانْ بقلم: “مزوز بسمة”
نَجْمٌ منْ سُلالةِ الإنسانْ / مزوز بسمة/ الجزائر
طُرُقاتٌ مختلفةٌ و متفرقة تأخذُ أَرْجُلنا إليها عُنوةً… وكلُّ إنسانٍ طريقهُ صعبةٌ على قدْر سَعْيِهِ ومَسْعاهْ…
أمَّا الأجمل فيكمنُ في تلكَ العلاقة الجَميلة التي تَرْبِطُ النَّاسَ بِبَعْضِها حتَّى لَو كانوا في مَشَارِقِ الأرضِ ومَغَارِبِها،
أنْ يكونَ لكَ نجمٌ منْ سُلالةِ الإنْسانْ، يَتطايرُ شُعاعُ ذِكراهُ لكَ بالخيرِ…
الخيرُ قدْ يكونُ في إبتسامةٍ مُحِبّةٍ صَادِقة كأنْ يتذكَّرَ كَلامَكٌمَا…
أو يتذكّرَ مَوقفًا صارَ بينكُما…
أوْ أسماءَ مُتشابِهةٍ…
أوْ أماكنَ يتواجدُ فِيهَا أَحدُكمَا….
كأنها سلسلةٌ منَ الأحداثِ المُتشابِكة التي لا تَنْفَكُّ! فإنْ أمسكْتَ بِطرفِها جَرَّكَ الطَّرَفُ الآخرْ!
فإنْ كانَتْ أعمالُ الإنسانِ عنْد اللهِ تُقاسُ بـِ “منْ أتَى اللهَ بِقلْبٍ سَلِيم”
فكيفَ بهِ قَانُونًا بَيْنَنَا نَحْنُ بَنِي آدمَ… أنْ يَكونَ قَلبُ أَحدِهمْ تُجَاهَكَ في مكانٍ ما فوق هذه الأرض و تحتَ سقْفِ هذه السماء سليمٌ تُجاهَ ذِكْرِكَ في زمنٍ كَثُرَ فيهِ النّفاقُ والكُرهْ !
سلامةُ القلبِ تُجاهَ الخلْقِ لا تَسْتلْزِمُ أنْ يَكونَ بينكما سِنِينٌ عِجَافْ، بل ربما قد جمعتْكُمَا سُوَيْعَةٌ بسيطةٌ بِعفوِيّتِها و صِدْقها، تَعرَّفَ كُلٌّ مِنْكُمَا عَلَى إنْسَانِيّته في حُضورِكُمَا…
لا أكثر و لا أقل.
إنَّ العلاقاتَ الإنسانيةُ الراقيةِ شيءٌ عظيم و مُعظَّم و مُقَدَّس و جميل جدا كجمالِ الأشياءِ المُدْهِشَةِ التِي تُدْهِشُنَا أوّل مرةٍ و يسْتَمِرُّ انْدِهَاشُهَا زَمَنًا و حَيَاةْ…
فَلَوْلَا ذَلكَ لما قال الله “وَخَلَقْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا” . لأنَّ فيهَا جمالاً لذيذًا وممتعًا…
فالتّعارفُ الذي يبنِي العلاقات السّليمةِ الجَمِيلةِ لهُ بُعْدٌ جَمَاليّ لا مُتَنَاهي، ويعتبرُ من الحوافز الفِطْريّة التي تحثُّ السُّلَالةَ البشرية على الإستمرار!