إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق
الرَّحيل _________________________البحر بقلم: “زكيَّة أبو شاويش أُم إسلام”
هذه مشاركتي المتواضعة :
الرَّحيل _________________________البحر : الكامل المقطوع
ألكلِّ شيءٍ في الوجودِ رحيلُ؟! ___يا من تفارقنا ولا تعليلُ
أقدارُ ربي لا تريدُ معانداً ___ إنَّ الرَّضى عندَ الفراقِ قليلُ
لا تستهن بالقطعِ بعدَ مودَّةٍ ___ حفرت وصالاً والحنانُ يطيلُ
من كلِّ أجنحةِ المحبَّةِ طائرٌ ___ تركَ الأمانَ فكانَ منهُ عويلُ
قد هاجرت من فوقِ عُشٍّ ريشةٌ ___حضنت رياحاً والنسيمُ عليل
………………..
يا من أردت فراقنا كُن سالماً ___ والرَّبُّ يرحمنا وذاكَ جميلُ
إن بتَّ في علمٍ وكانَ تشوُّقٌ ___فالْحَقْ صريحاً ليسَ فيهِ دخيلُ
واعلم بأنَّ الله يحمي سائراً ___ في ظلِّهِ للعلمِ ليسَ يميلُ
واسمح بكلِّ توجُّهٍ مهما بدا ___متعسِّراً ضَمِنَ الوصولَ جليلُ
لاتنسَ ذكراً للَّذي فطر الدُّنى ___ سبِّح بحمدٍ يرتضيه معيلُ
………………..
مهما يجولُ بخاطري ممَّا طرا ___في عقرِ دارٍ والدُّموعُ تسيلُ
تأبى المشاعرُ كُلَّ نسيانٍ لمن ___رحلوا لأُخرى والهوانُ ثقيلُ
من كلِ من ظلموا بعيدَ رحيلهم ___فالخوفُ منهم قد جلاهُ قبيلُ
وتنمَّر الكلبُ المهينُ وصابرٌ ___ من ضعفهِ يجني عليه قتيلُ
هيَّا بنا نمحو مشاعرَ ذِلَّةٍ ___ إنَّ الطلاق لمن يجورُ مزيلُ
………………
كانَ الرَّحيلُ بلا وداعٍ ساتراً ___ حزناً على ماضٍ علاهُ بخيلُ
وترفُّعٍ عن حاجةٍ تُقضى لمن ___ يرويه دمعٌ والفؤادُ غليلُ
ما بالُ إخلاصٍ تنمَّر في الحشا ___ لا عاشَ ذلٌّ قادهُ تهويلُ
إنَّ الحياةَ لمن يعيشُ لربِّهِ ___والزهدُ عشعشَ واجتباه رحيلُ
صلوا على خيرِ الأنامِ وآلِهِ ___ فالحبُّ يحيا والكريمُ دليلُ
…………………
الاثنين 14 محرَّم 1443 ه
23 أُغسطس 2021 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام