لذو العقول الراقية بقلم :محمود أحمد الوارداني
لـــــــــــلإهميــــــــة و المـُنـــــــاقشــــــــة …
# لـــذو العقـــــول الـــــــــراقيــــــــــة ….
**** ممنـــــــــــــــــــــــوع الخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاص ****
سيــــــــــــــداتي و ســـــــــــادتي ….
حديثي إليكـُم اليوم قد يكون جديداً في موضوعه حديثاً في منهجه ، و لعله يعتبر المقال الأول من نوعه في هذا المضمار ، ولا أظن أن أحداً من السادة الأعضاء في هذا المنتدى أن تحدث عنه بشكل مفصل و بفكر مستقيم و عقل مستنير ، و قد أعرف أن هناك بعض الأخوة و الأخوات سوف يتخذوا هذا الموضوع بشيئاً من السخرية و التهكُم و بعضهم سوف يُدير ظهره و يولي خلفه عن هذا المقال ، ولا يُعطي لذاته بأن يٌفكر و لو بضع دقائق في هذه المسألة الهامة . فقد لفت إنتباهي و أستثار ذهني منذ أن وطأت قدماي هذا البيت الكبير و أعني به [ الفيس بوك ] ، و هو أنني قد رأيت عدداً غفيراً من الزميلات و الزملاء و الأصدقاء و الصديقات في جميع بقاع هذه الأرض العربية ، و خصوصاً النساء منهن بالذات ، يضعن لافتة صغيرة في حجمها و محتواها لكنها كبيرة المعنى و عميقة الأثر ، ألا و هي كلمة ( ممنوع الخاص ) ، و التي نراها متصدرة على أغلفة صفحات بعض من أصدقائنا و معارفنا و أحبابنا و حتى ذو القربى منا ، ولا شك في أن ذلك التصرف و ذاك الغـُلاف الموصوم بالكثير من صفحات هؤلاء النسوة ، يُعد من خصوصيات أولئك النفر منهـُن و لهـُن الحق في الحفاظ على أسرارهـُن الخاصة و حجاباً لهـُن من تدخـُل البعض الأخر من المـُتطفليين في الولوج في حياتهن و شئونهن سواء الأجتماعية و العلمية و الدينية و غيرها من الحقوق المشروعة و غير المشروعة و التي يظنون بتلك اللافتة و ذاك الغُلاف المنشور ليبعد عنهُن هؤلاء الغرباء و فضول الحمقى و دخول المرضى و السفهاء إليهن ، ذلك – و لهن الحق – بأن منهن المتزوجات و المطلقات و الأرامل و بعضهن العزباء و المرتبطة أو على علاقة بشخص ما ، فإنها تقوم بذلك حماية لها من القيل و القال و إجتناب عبث المتلاعبين و ثرثرة العابثين و محادثة المغتربين عنهن من أصحاب القلوب المريضة و أرباب المشاعر المنافقة ، و الذين ذكرت منهم كثيراً في أحاديثي السالفة و مقالاتي السابقة ، و كم أوضحت سلوكياتهم و أساليب أولئك الذين يحتالون على قلوب و عقول البسطاء و الضعفاء من النساء و الرجال على السواء .
و لكن – مع كامل الإحترام و التقدير و خالص الحق الواضح لكل هؤلاء النساء – من المحافظة على سمعتهُن و عدم خوضهن في حديث لا طائل له مع هؤلاء الدخلاء و الغرباء في حياتنا اليومية و أعمالنا الخاصة و العامة ، دعونا نتحدث معاً بمنتهى الصدق و الصراحة الحقيقية ، و أقول لتلك النساء : هل تظُنين يا سيدتي إنكِ في مأمن و ملجأ من عبث هؤلاء الشياطين حولك و بكِ ، و هل تعتقدين يا صديقتي العزيزة بأنكِ إن فعلتِ هذا الحجاب الصارم – و هو ممنوع الخاص – بأنه لا يستطيع أي أحد منهم أن يصلون إليكِ و يعبثون – إن شاءوا – بكِ و أنتِ لا تدرين بذلك أبداً ، أو أنكِ يا أختي الغالية سوف تحكمين عليهم و تمنعين عنكِ أذاهم و شرهم ، لكن كلا و ألف كلا يا رفيقتي الطيبة .
و أقول لجميع النساء أيضاً : هل نسيتُن بأننا هُنا في فضاء شاسع و مجتمع مفتوح على مصراعيه للقاصي و الداني و يدلف له – أي إنسان – مهما كان شخصه أو جنسيته أو هويته أو دينه أو لونه أو عمره أو عرقه أو أي شئ أخر – وقتما شاء و يخرج منه حيثما شاء – بكبسة زر أو ضغطة بسيطة من إصبعه على هاتفه المحمول أو عبر جهازه الحاسوبي ، ولا داعي بأن أذكر حوادث التاريخ القديم و الحديث و عن عالم المخابرات و الجاسوسية و الإختراقات التي يصنعها بعضنا و بعضنا يعرفها و بعضنا الأخر قرأ عنها و سمع بها و شاهدها على القنوات المحلية و الدولية و جميع المواقع التكنولوجية الأخرى ، و كيف يتعامل القراصنة و مسؤولي الهكرز مع البريدات الإلكترونية ( Emile,s ) و البرامج التكنولوجية ( technological programs ) و المواقع الإنترنتية المعروفة و غير المعروفة لنا جميعاً حتى هذه الساعة ، و كيف أن هؤلاء يحاولون و يتوصولون لدينا بكافة الطرق و ليس فقط بالأقمار الصناعية أو الرادار بل من أشياء بسيطة جداً ، من الممكن من داخل تلك الأجهزة المحمولة و الحاسبات الألية أو ممكن من داخل أنفسنا و ما خفي علينا معرفته – و الله وحده أعلم به – و من داخل عائلتنا و أصدقائنا و زملائنا في عملنا و غير ذلك كثيراً . و كم أقتنيت و أشتريت الكثير من الكتب الورقية و قرأت بعضها في هذا الشأن و عن موضوعات متشابهة بهذا الموضوع منها ما يجعل الرأس شيباً و منها ما يذهل بعضنا من قراءته و بعضنا من سوف يستعيض عنه و يبتعد ولا يحاول حتى التأمل و التدبر فيه ، و هذه الكتب متوفرة ليست عندي فقط و لكن في الأسواق و أكشاك المكتبات و بعضها هنا على منصة الكتب الإلكترونية ( PDF ) ، و المجال هنا لا يتسع لذكرها أو ذكر بعضها و لكن لها مقال أخر و حديث أخر قريباً بإذن الله .
و أكاد أسمع البعض من النساء سوف يقولُن لي ، بأنه لا يستطيع أن يصل إليها أحد ولا يعرف أن ينال منها شيئاً و لو حاول فقط – مجرد محاولة – بأن يقترب منها سوف تفضحه و تضعه في قوائم الحظر و و تُبلغ عنه شـُرطة المعلومات و الإنترنت المتوفرة في جميع الأقسام المحلية و الدولية و سوف يتم إبلاغ عنه إدارة الفيس بوك و مديري المواقع الإلكترونية و سوف يتخذون معه اللازم و الواجب تجاه هذا الشخص اللص الذي تعدى عليها ، و أقول لها – إنني معها ولها كل الحق في ذلك في أن تفعل ما يؤمن حساباتها و نفسها من عبث تلك الشرذمة من المتطفليين و الأغبياء و لكن يا سيدتي الفاضلة دعيني أسألك : و ما يُدريك بأنه لا يأمن ذلك منك و يفعل ما تستطيعين أنتِ فعله و ربما يكون له مائة حساب أخر غير هذا الذي تحدث به إليكِ , و ربما له أسباب يحاول أن يوضحها لكِ و ربما يكون يريد أن يتعرف عليكِ من باب الصداقة الحقيقية و العلاقة المحترمة و الحب الصادق و التعارف الجاد ، ولا أقول بأن الكل محترماً أو الجميع غير ذلك ، فنحن – كما أنفت منذ قليل – بأننا في مجتمع مفتوح و كل شئ فيه مباح و بيننا الصالح و الطالح و منا الفاسد و منا ذو الأخلاق الحميدة فنحن في النهاية أناس و بشر ، و كما ذكرت في عدة مواضع و مقالات سابقة بأنه [ ليس كل نساء الأرض ملائكة ولا كل رجال العالم شياطين فكل يعمل بطبيعته و ثقافته و إحساسه و تربيته و نشأته و ذاته و روحه و قلبه و إهتمامه و عقله فنحن جميعاً بشر و لسنا غير ذلك ] ، و صدق من قال ( أبتسم عندما أرى الحيوان و هو يقلد خير ما في الأنسان و أحزن و أبكي عندما أرى الإنسان يقلد أسؤا ما في الحيوان ] .
و أخيـراً – و أعتذر كالعادة للإطالة هذه – فلي كلمة أقولها و ألتمس العُذر لمن أساء الفهم و أرجو من الجميع سماعها جيداً و لعلها ربما تكون أخر كلماتي في هذه الساعة و في هذا المقام و في تلك الحياة الفانية ..
أقول للنساء .. إنكِ لستِ يا سيدتي الراقية كنساء النبي الذي قال عنهن الله في كتابه العزيز في سورة الأحزاب [ يا نساء النبي لستُن كأحد من النساء إن اتقيتُن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و قُلن قولاً معروفاً ( 32 ) ] أو أنكِ في أرض طاهرة أو في مدينة مقدسة لا يدخلها الكافرون و الملحدون و لكن عليكِ بأن تحافظي على نفسك و أن تحاولي عن نفسك الضُر بأي وسيلة ترينها تحميكِ من وعثاء الحاقدين و غـُثاء المتطفليين ، و لكن أيضاً حاولي ألا تُعاملي جميع الرجال سواء فليس كلهم كذلك شاردون و أن منهم المحترمون و الطيبون ، و أنتِ وحدك من تعرف ذلك و تُقدر من حولها من بني البشر .
و أقول للرجال .. يا أيها الذي تحاول أن تلصص نفسك على غيرك بدون إحترام أو بدون وجه حق ، حاول أن تتذكر بأن التي تعبث بها يوماً أو في ساعة لهو ربما تكون في لحظة من اللحظات تكون أمك أو شقيقتك أو زوجتك أو إبنتك أو أي كانت صفة القربى أو كانت زميلتك في عملك أو صديقتك على صفحتك أو في حياتك ، حاول بأن تكون الأخ الصالح و الصديق المخلص و الأب الحنون و الرفيق الطيب و الزميل المتواضع ، و تذكر حديث الرسول الكريم ( صل الله عليه و سلم ) : إفعل ما شئت يا بن أدم فكما تدين تدان ، و تذكر قول الله تعالى أيضاً [ و ما الحياة الدنيا إلا لهو ولعب و إن الدار الأخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ] ، فلا تنسى إننا هنا ليس من أجل إصطياد الأخرين و قيد حريتهم و نعبث بهم ، و أن هذا المكان ليس مكاناً للعلاقات الجنسية أو الإنفصالات الإجتماعية و الأخلاقية بل وسيلة للتعارف و الأخاء و الترابط و الحب بين الجميع . و أن أخلاقنا و سلوكياتنا تنبع من بيئتنا و تربيتنا و شخصيتنا و روحنا و ثقافتنا هي دليل كياننا و ذاتنا العربية في مكان و زمان .
و أقول للجميع .. عودوا أنفسكم على الحب الصادق و الصداقة الحقيقية و تمسكوا برباط الأخوة و المعرفة الإنسانية المقدسة و أجعلوا الثقافة و الأخلاق الحميدة و الفكر الراقي هما عنوانكم في الحياة ، و إنني أقول لكم هذا و إنني لست بنبياً جديداً أو ملكاً منزلاً أو رسولاً مبعوثاً بدين أخر أو إمام في مسجد من مساجد الأرض أو أنني قديساً أو قسيساً في كنيسة أو كاتدرائية في مختلف الكنائس العالمية أو إنني حاخاماً يهودياً أتلو عليكم تلموداً جديداً من تلمودات اليهود الملعونين أو الإسرائيلين الحاقدين لإمتنا العربية و لشعوبنا كلها ولا إنني أحمل الدكتوراة في علم الإنثربولوجيا أو الإيكولوجيا أو إنني عضواً في هيئة التدريس أو إنني عالماً من اللاهوت و أرباب الأديان الأخرى أو إنني الأدباء المغمورين أو صحفياً شاذاً يبحث عن شهرة أو نجاح زائف على أكتاف و أعناق الساذجين أو إنني ليبرالياً متطرفاً أو مُلحداً مشركاً أو شيوعياً فاسداً أو إخوانياً متشدداً أو ديكتاتورياً مُتجهماً أو عسكرياً وحشياً أو أي صفة أو تُهمة يحاول البعض تلفيقها لي أو يشوه به صورتي أمام الجميع . بل إنني فقط إنساناً بسيطاً مُسلماً بدين الإسلام و بمُحمد ( صل الله عليه وسلم ) نبياً و رسولاً و أؤمن بجميع الأديان السماوية الأخرى و جميع الأنبياء و المرسليين – صلوات الله و سلامه عليهم – أجمعين ، و إنني عاشق الكلمات و الثقافة العربية الأصيلة المتحدة و المعرفة الإنسانية الخالصة المقدسة و أهوى الثقافة العالمية المترجمة ، و أحب جميع مجالات المعرفة و العلم و القراءة و الكتابة في جميع المجالات منها الأداب و التاريخ و العلوم و الفنون و الطب و التراث و الحضارة و الفكر و الرياضة و غيرها من أنماط و فروع تلك المجالات منذ صغري حتى هذه الساعة و حتى أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر العـُمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر …
هكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذا أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا و هكــــــــــــــــــــــــــــــذا علمتنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي الحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاة …..
و إلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى لقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء قــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــريب بــــــــــــــــــــــإذن الله ….
مع أطيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب تحيــــــــــــــــــــــــــاتي للجميـــــــــــــــــــــــــــــــــــع / عـــــــــــــــــــــــــــــــــــاشق الكلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــات / محمود احمد الورداني