القصة

إمرأة لا تنحني بقلم: “لينا ناصر”

إمرأة لا تنحني/الجزء الثالث
كانت لحظة ..
أو ربما عمرا من اللحظات
ورب لحظات
نتمنى لو انها قيد اللمس
لنلتقطها
ونحتجزها كما العصفور
في قفص
ليس من حديد ولا من خشب
هناك خلف الضلوع
في اعماق الوجد
حيث تصبح رئة ثالثة
من خلالها ينبض القلب ويتنفس..!!
وكأن الكون توقف ثم عاد للحياة
أرادت ان تعانقه
أو تعاقبه على هيئة عناق..
ولكنها تسمرت في مكانها
تنتظر أن تنزلق من شفتيه ولو حتى كلمة..
كانت الدموع تتناثر على وجنتبها دون أن تنتبه
وقلبها يحتسب كم مر من الوقت على لفظه إسمها و يتألم بصمت ..
لكنه لم يفعل..
تركها مع دموعها وذهب..
لكن إلى أين؟!!
ليتها تعلم على الأقل ليهدأ نبضها قليلاً ..
هاهي تبدأ بابتلاع موسى الليلة الخامسة من هجره لها ليتها تملك القدرة على إيقاف عقلها قليلا تكاد تجن بمجرد التفكير أنه ينظر لأخرى حتى نظرة كتلك التي تربكها كلما عبرت قرب شواطئ قلبها..
ولكن نظراته الليلة قالت غير ذلك
وكأن ذلك اللقاء أتى ليبرد قلبها ويذكرها بأنه مازال ينبض بها،لكن صمته واه من صمته خنجر يمزق أحشاءها دون دماء.
بحركة لا إرادية
قادتها قدماها إلى مكتبه
جلست حيث يجلس وراحت تستنشق عطره وتقبل أشياءه بشغف..
لا تستطيع تصديق تحوله ذاك
كيف يطيعه قلبه؟!
كيف تغمض أجفانه بعيدا عنها؟!
للحظات تملكها الياس وشعرت بالعجز تماما ثم تمرد الشوق بداخلها وراحت تفكر بصوت مرتفع:
لا هذا لا يجوز هكذا
(متى تعلمتِ الاستسلام
لا أعرفك هكذا اين ذهب ذلك العناد هل ستمرري بقية العمر معه وعلى هذا المنوال؟
نهاره هجر وليله سهر؟)
كانت تتكلم وتعبث باوراقه وأشيائه وكأن هاتفاً أخبرها ان هناك سبباً يجعله يتصرف هكذا
ثم وقعت عيناها على الخبر اليقين
فشهقت ووضعت يدها على فمها وتلاشت ووقعت على الأرض مغميا عليها..
لينا ناصر

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى