المقال
أهمية المدرسة في التنمية الثقافية
****أهمية المدرسة في التنمية الثقافية****
المدرسة من النعم الكبيرة التي ارتبط وجودها بحدوث ثورة علمية وثقافية هائلة وعلى كافة المستويات، فهي أول منازل طلب العلم، ومنها يرتقي التلاميذ إلى أعلى الدرجات العلمية والثقافية، ويصبحوا حريصين على أن يبلغوا أعلى المراتب وأن يتثقفوا في كلّ شيء حتى ينالوا ما يُريدون، وتلعب المدرسة دورًا بارزًا في التنمية الثقافية للأجيال، فطلب العلم فيها لا يقتصر على المواد النظرية فحسب، فهي تُعلّم التلاميذ حتى يكونوا مثقفين واعين، وكيف أنّ الثقافة تعلمهم كيف يُعبّرون عن أنفسهم بطريقة صحيحة، بعيدًا عن التطرّف، كما تعلّمهم كيف ينشرون أفكارهم على الملأ ويعبرون عنها بكل انفتاح. تأتي الأهمية الثقافية للمدرسة منذ أن يبدأ تكليف التلاميذ بتقديم الإذاعة المدرسية، وتقديمهم للكلمات المختلفة والبوح عن تعبيرات كثيرة في المناسبات، وهي تتيح لتلاميذ الوقوف على خشبة المسرح المدرسي لأول مرّة لتقديم العروض التمثيلية، وتعزز لديهم موهبة التأليف والإلقاء، بالإضافة إلى المواهب الموسيقية من عزف وغناء وتأليف مقطوعات الموسيقى، وتُسهم المدرسة في تطوير هذه الموهبة بعد اكتشافها بحيث يمكن أن تُنتج العديد من المبدعين المستقبليين، وتُسهم في تشجيع التلاميذ في أن يقرؤوا ويتثقفوا أكثر من خلال مشاركتهم في المسابقات الثقافية التي تُعرض على مستوى المدارس. من الجميل أنّ المدرسة تُسهم في التقاء الشخصيات المختلفة الموجودة في مجتمع واحد، وهذا الاختلاف يولد حالة جميلة من الانسجام والتناغم الذي يُغذي القدرة على الاستماع وتبادل وجهات النظر بكل هدوء ولباقة، مما يجعل التلاميذ أكثر احترامًا لبعضهم البعض، وأكثر تعبيرًا عن مشاعرهم واحترامًا وتقديرًا لمشاعر الآخر، وهذا بحدّ ذاته يُشكل إلهامًا رائعًا للبوح بالخواطر المختلفة التي يعيشها التلميذ في المدرسة، ويمكن أن يعبروا عنها بكل جرأة في المجلة المدرسية أو في كتابة التعبير المدرسي، أو يمكن أن يبوحوا بهذه الخواطر لأصدقائهم. تضم كل مدرسة مكتبة غنية بالكتب، وهذا بدوره يُشكل ملاذًا آمنًا للطلبة حتى يستعيروا الكتب التي يرغبون بها ويقرؤونها، أو قد يتبادلون الكتب مع زملائهم لزيادة ثقافتهم، خاصة إذا كان هناك معلمون يُشجعون الحركة الثقافية في المدرسة، كما تُتيح أيام النشاط المدرسي إظهار المواهب الثقافية لهم وإظهار قدراتهم في الاكتشاف والإبداع والتميّز، لهذا فالمدرسة تعدّ من أهم المحطات الثقافية بالنسبة للطالب والمجتمع والمعلمين أيضًا، لهذا لا يمكن حصر المدرسة في دور واحد فقط، لأنها ذات أدوار متعددة وهامة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها. المدرسة هي المنارة التي لا تنطفئ لكلّ الأجيال، فهي منارة المعرفة والعلم والتربية والثقافية، وهي التي تحرر العقول من الجهل والتخبط، ويظهر هذا واضحًا عند التعامل مع التلاميذ الذين انتظموا في دراستهم المدرسية، وبين المجتمعات التي تفتقر للتعليم، وكلما زادت القدرة على التعليم في المجتمع كلما كان انتشار العلم والثقافة أكبر وأكثر جودة مقارنة بين المجتمعات الجاهلة، لأنّ الهدف من الدراسة في المدرسة ليس منحصرًا في تعليم الكتب المدرسية، بل هو أكثر اتساعًا وعمقًا، نظرًا لدور المدرسة في تكوين الشخصية، ودور الإدارة المدرسية في تنمية الإبداع وتهذيبه ليكون بشكل مقبول مبني على أسس علمية وتربوية. مجرد الاستيقاظ في الصباح للذهاب إلى المدرسة يمنح التلاميذ والمعلمين شعورًا رائعًا بالطاقة والحيوية، فهي أجمل الأشياء التي يبدؤون فيها يومهم للمضي قدمًا نحو طلب العلم والثقافة واقتباس الأخلاق الجميلة وزيادة دائرة المعرفة، لهذا تظلّ أيام المدرسة هي أجمل الأيام في العمر،والأصدقاء في المدرسة هم أجمل الأصدقاء وأكثرهم نقاءً، ومنهم من يظلوا إلى آخر العمر، كما أنّ الذاكرة التي تتكون في المدرسة لا تزول أبدًا، وتظلّ مرتبطة بالعديد من الأحداث والمغامرات الجميلة التي يفعلها الطلاب معًا في المدرسة، سواء وهم على مقاعد الدراسة أم في الرحلات المدرسية أم غير ذلك.
بالتوفيق للجميع
مكتب الجمعية